يُقال إنه وباء من نوع آخر، يضرب الكرة الأرضية جمعاء، لا يفوّت بلداً ولا شريحة عمرية. من عوارضه الحماسة الزائدة، مترافقة ببعض الصيحات الناتجة عن نوبات فرح أو نوبات غضب. كما وينتج عنه تغيير في الشكل الخارجي أو مكياج الوجه، والملفت فيه أنه يقسّم المصابين الى مجموعات يجمعها لون قميص واحد. إنه وباء كأس العالم.

بعد 4 سنوات من الانتظار، يستعد الملايين من المشاهدين حول العالم لاطلاق صافرة البداية لأهمّ حدث رياضي في 12 حزيران المقبل. حماسة جمهور كرة القدم لا تضاهيها حماسة، فالكلّ مستعدّ للحدث.

لا شك في أنّ لكأس العالم طعماً مختلفاً هذا العام، خصوصاً مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الإجتماعي بين صفوف المشجّعين. صحيح أنّ الكأس لم ينطلق فعليّاً بعد، لكنّه انطلق الكترونياً، واذ امتلأت صفحات الفايسبوك وتويتر وغيرها بالتعليقات وعبارات التشجيع كما الذمّ. هذا، وبدأت الحساسيات تظهر بين الأخصام في اللعبة وأضحى المشجّعون يتباهون بعدد المتابعين للاعبهم المفضّل.

وفي هذا السياق، يتصدّر البرتغالي كريستيانو رونالدو السباق مع أكثر من 26 مليون متابع وهو رقم يتخطّى مجموع عدد من الفرق مجتمعة، يليه البرازيليان كاكا ونيمار بـ19 مليوناً و11 مليون متابع على التوالي.

أمّا على صعيد الترجيحات، وبحسب التغريدات على التويتر إضافة الى عدد المتابعين، فكانت الغلبة لمنتخب اسبانيا، الذي يُتوقع له أن يحصل على اللقب بعد فوزه على البرتغال في المباراة النهائية، في حين تتبارى كل من البرازيل والأرجنتين الى الدور نصف النهائي فقط.

كما وتمكّن المحلّلون من تشكيل فريق كرة القدم المثالي بحسب تغريدات المشجعين. هذا على الصعيد العالمي، أمّا في لبنان فالوضع مشابه الى حدّ كبير، مع فارق بسيط وهو أنّ جمهورَي إيطاليا وألمانيا لا يرضيان أن يكونا خارج السباق التويتري - الفايسبوكي، و في ما يتعلّق بالترجيحات لا شكّ في أنّ المباراة النهائية التي يفضّلها اللبنانيون هي التي تجمع بين ألمانيا والبرازيل مع أرجحية الفوز للأخيرة.

ولا داعي للتذكير بأنّ هذه الحرب الالكترونية اللبنانية تترافق مع حملة على الأرض تتمثّل بالمبارزة بأكبر علم لهذا الفريق وذاك، وأجمل زينة سيارة وسواها من التقاليد المعروفة في لبنان. وقبل التمنّي على مواطنينا التحلّي بالروح الرياضية أثناء الحدث، نأمل أن يتمكّنوا أولاً من مشاهدة المباريات مباشرة، خصوصاً في ظلّ الجدل القائم حول حقوق نقلها وإعادة بثّها!