سركيس يُطلق صرخة: المال للمُنتخَب أو الإمتناع!
سركيس يُطلق صرخة: المال للمُنتخَب أو الإمتناع!
دانيال عبود
جريدة الجمهورية
Friday, 22-Jun-2012 02:21
وجّه مدرّب منتخب لبنان غسّان سركيس صرخة مدوّية إلى كلّ المعنيين بدءاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مروراً بكلّ مواطن عادي على حدّ تعبيره، لمَدّ يد العون للمنتخب الوطني وتأمين الدعم المالي الحقيقي، كي يتسنّى له مواصلة رفع إسم لبنان في الاستحقاقات المقبلة هذا الصيف، بعد أن تمكّن بظروف قاسية من أن يحرز لقب بطولة غرب آسيا الأسبوع الماضي في عمّان.
حذّر سركيس أنّه واللاعبين متّفقون على الامتناع عن المشاركة مع المنتخب في أيّ استحقاق قادم من دون أن تتوافر الأموال لإجراء التحضيرات اللازمة من معسكرات ودورات تحضيرية، معتبراً أنّه على وزارة الشباب والرياضة واتّحاد اللعبة أن يتحمّلا مسؤولياتهما تجاه المنتخب.

كلام سركيس جاء في المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء أمس في نادي الشانفيل، عارضاً للمعاناة التي مرّ بها المنتخب طوال الفترة الماضية.

واستهلّ سركيس كلمته بالقول: منذ استلامنا للمنتخب (صيف العام 2011)، والأمور كلّها سلبية من ناحية التحضيرات وأبسط المقوّمات لتهيئة فريق ليست متوافرة، وعلى رغم ذلك لم نتوانَ عن تحمّل مسؤوليّاتنا الوطنية.

إلّا أنّ الأمور وصلت، اليوم، الى حدّ لا يمكن السكوت عنه، والنتيجة (الفوز بغرب آسيا) التي حقّقها هؤلاء اللاعبون الذين سمّيتهم أبطالاً، لا بدّ أن تلاقى بلفتة من قبل المعنيين كافّة، فإمّا ان تؤمّن الأموال أو فليوقفوا نشاطات المنتخبات الوطنية الى ان يطرأ تغيير جذريّ.

وأضاف سركيس: نكنُّ للوزير (الشباب والرياضة فيصل كرامي) كلّ الاحترام، فهو شاب رياضي متابعةً وممارسة، كلّ ما نطلب منه هو أن يبادر الى تسيير مساعدة حقيقية ومحترمة لتحضيرات المنتخبات الوطنية، وإذا كان هناك من عراقيل فليعلن عنها وعن مسبّبيها، لأنّني أعتقد أنّ أحداً لا يناسبه أن يتّهم بعرقلة مساعدة تخصّ منتخب يحظى بحبّ واهتمام كلّ الجمهور من كلّ الأندية والطوائف.

وعن المهلة المعطاة كي يحلّ الموضوع، رأى سركيس انّه من المفترض أن تبدأ تمارين المنتخب في 10 تموز المقبل بعد ان يكون قد منح اللاعبين فترة نقاهة، وبالتالي على الوزارة أن تصرف المساعدة الآن قبل غد لأنّ الوقت قصير.

وتابع سركيس: لقد قطعنا شوطاً كبيراً في إعداد فريق شاب وجديد باستطاعته أن يؤهّل لبنان للمرّة الرابعة على التوالي الى مونديال (إسبانيا 2014)، ونحن نؤكّد اليوم أنّ إنجاز غرب آسيا، بظلّ الظروف الكارثية التي كانت محيطة، بمثابة دلالة واضحة أنّ لدينا نواةً جدُداً قادرين على تحمّل المسؤولية والحلول مكان جيل آخر أعطى الكثير للبنان، لكنّ الوقت قد حان للاعتماد على عناصر جديدة.

وهؤلاء اللاعبون الذين كانوا معنا (في عمان) جلّهم من العناصر الشابّة والموهوبة، وهم سيكونون في صلب أيّ خطة للفترة المقبلة، مع بعض التدعيمات التي سنقوم بها وفقاً لبعض النواقص والاحتياجات الفنية.

وأردف سركيس: منذ العام الماضي، رفعت تقريراً إلى الاتّحاد بيّنت فيه عن تراجع كبير في مستوى المنتخبين الإيراني والأردني، في حين نملك في لبنان مواهب مميّزة، وهو الامر الناتج عن قوّة الدوري، وهذا ما يعطينا أفضلية في حال توافرت لنا الإمكانات.

وعن مسؤولية اتّحاد اللعبة في تأمين الدعم قال سركيس: نحن نشكر رئيس الاتّحاد (جورج بركات) على دفعه مصاريف المنتخب من جيبه الخاص، لكنّ هذا الأمر ليس بالصحّي أو المقبول، والاتّحاد لديه مسؤوليّة كبرى أيضاً في جلب الأموال عن طريق الرعاة.

الشقّ الفنّي


وعن الفترة المقبلة قال سركيس: نحن بصدد مشاركتين مهمتين في جونز كاب وكأس آسيا، وهما بطولتان غير مؤهّلتين، لذلك فالنتيجة لا تهمّ، لكن المشاركة مهمّة لأنّها تهدف إلى إكساب هؤلاء اللاعبين الشباب المزيد من الاحتكاك والخبرة، لأنّ هذه التجارب مهمّة لاستخلاص العبر قبل تصفيات كأس العالم العام المقبل.

وعن مسألة عودة اللاعبين الذين تغيّبوا بأعذار أو لا، أوضح سركيس: هناك لاعبون تغيّبوا لدواعٍ صحّية مقبولة كإيلي رستم الذي عودته ستكون أكيدة، بينما هناك لاعبون تهرّبوا وهم ليسوا ضمن حساباتنا لأنّ اللاعبين الحاليّين أظهروا عن نجاح كبير ولا داعي لاستبدالهم، وسنكتفي ببعض "الروتوشات" لاستكمال التشكيلة.

وأوضح سركيس مسألة استبعاد باسل بوجي في الفترة الماضية وقال: لم أكن أنوي استدعاؤه من الأساس لسلوكه "الصبياني" خلال بطولة آسيا العام الماضي، لكن وبسبب الظروف التي كنّا نمرّ بها قبلت بالأمر، لكنّني فوجئت مجدّداً بتصرّفات غير مسؤولة منه، إن لناحية الغياب المتكرّر من دون إطلاعنا، أم لناحية تقبّل الدور الذي نريد إعطاؤه إيّاه.

كلزي

وكان لمدير المنتخب جورج كلزي كلمة رأى فيها أنّه لم يكن يجب على المدرّب (غسان سركيس) أن يكون على رأس الجهاز الفنّي في هذا الظرف، خصوصاً أنّ المدرّب الأجنبي يُفرش له السجّاد الأحمر في الوقت الذي يتقاضى فيه سركيس راتباً لا يتجاوز راتب أصغر مدرّب في لبنان وهو أمر معيب. وأضاف: حتى إذا أردت أن أذهب بعيداً، فمدرّب المنتخب لا يجب ان يكون مدرّبا لنادٍ كذلك، بل يجب أن يفرّغ للمنتخب بشكل كامل، ورغم ذلك نحن نقول اليوم إنّ ما تحقّق (بإحراز اللقب) كان إنجازاً قياسا بالظروف التي جميعنا نعرفها.

واعتبر كلزي أنّه من خلال خبرته مع المنتخب منذ العام 2006 فإنّ السياسة التي يعتمدها سركيس في إدخال دماء جديدة الى المنتخب كانت خطوة جريئة، لكن يجب أن تلاقى بالدعم اللازم، خصوصاً أنّ هذا العام يشكّل الفرصة الأخيرة للقيام بالتجارب قبل أن ندخل الى أجواء المنافسة المحتدمة لاحقاً.

عقل

وكانت في الختام كلمة لقائد المنتخب الثاني رودريغ عقل الذي شرح معاناة اللاعبين معتبراً أنّه "لا يمكنهم والجهاز الفنّي أن يتحمّلوا دائماً مسؤوليّة التقصير طالما إنّ الجميع ليس مهتماً"، ومشيراً الى أنّهم (كلاعبين) لا يطلبون الأموال لأنفسهم والمشاركة الأخيرة كانت أكبر برهان، بل تأمين أبسط المقوّمات كي يستطيع المنتخب أن يمضي قدماً في مشاركاته.

وتجدر الإشارة الى أنّ المؤتمر حضره رئيس لجنة المنتخبات الوطنية فادي تابت وعضوا الإتحاد واللجنة كذلك مارون جبرايل وفادي محفوظ. وعند سؤالهم عن أسباب إقامة المؤتمر في الشانفيل عوضاً عن مقرّ اتّحاد اللعبة كما هو مفترض تبعاً للأصول، جاءت الإجابة في إتجاهين، الأوّل أنّ سركيس يعقد هذا المؤتمر بصفة شخصيّة، والثاني ناتج عن تخوّف من أن يهاجم سركيس الوزير ويضع الاتّحاد في موقف محرج.
theme::common.loader_icon