التاريخ المعروف عن فلورنسا يبدأ من عام 59 قبل الميلاد، بتأسيس قرية ("florentia") لجنود رومان سابقين. كانت مقرّاً لأسقفية منذ القرن الرابع، تبادل السيطرة على المدينة كلّ من البيزنطيّين والقوط الشرقيّين واللومبارديين والفرنجة، خلالها انخفض عدد سكّانها عدّة مرّات حتى بلغ إلى ما دون الألف قاطن.

تقدّمت المدينة ابتداءً من القرن العاشر، وبحلول عام 1115 أصبحت بلدية ذاتية الحكم. قسَّمها الصراع الداخلي في القرن الثالث عشر بين الغيبيليني أنصار الإمبراطورية الرومانية المقدّسة، والغويلفي أنصار البابوية الرومانية. وانتصر الغويلفي (معركة كولي 17 يونيو 1269)، ولكنّهم سرعان ما انقسموا داخليّا بين "بيض وسود".

لم يُعِق الصراع السياسي الداخلي تطوّر المدينة حتى أصبحت أحد أكثر المدن قوّة وازدهاراً في أوروبا، وأخذت فلورنسا مؤقّتاً مكان تورينو كعاصمةٍ لإيطاليا في عام 1865 بناءً على طلب نابوليون الثالث على أساس اتفاقية سبتمبر، ولكن هذا الدور نـُقل إلى روما بعد ستّ سنوات إثر انضمامها إلى المملكة. تضاعف سكّان فلورنسا في القرن التاسع عشر، ثمّ زاد ثلاثة أمثاله في القرن العشرين مع نموّ السياحة والتجارة والخدمات المالية والصناعة.

خلال الحرب العالمية الثانية احتلّ الألمان المدينة لمدّة عام (1943-1944)، ثم تحرّرت من قبل ألوية مقاومة حزبية في الحادي عشر من آب أغسطس. فلورنسا من بين المدن التي تقلّدت نيشان الشجاعة العسكرية بحرب التحرير، فقد حصلت على ميدالية الشجاعة العسكرية الذهبية لتضحيات أهلها ولنشاطاتها في النضال الحزبي خلال الحرب العالمية الثانية. ولكن للمدينة أيضا ذكراها المحزنة بأعمال الفرانكي تيراتوري العنيدة، بقيادة ألساندرو بافوليني، لمواجهة التقدّم الأنغلو - أميركي.

أهمّ الكنائس

كاتدرائية فلورنس أو Basilica di Santa Maria del Fiore هي كاتدرائية كنيسة مدينة فلورنسا، والتي تقع في وسط إيطاليا، تمّ إنشاؤها في عام 1296م على الطراز القوطي، وذلك على تصميم المعماري أرنولفو دي كامبيو، وتمّ الانتهاء من إنشائها عام 1436 م، أمّا القبّة فهي من تصميم المعماري فيليبو برونليسكي (Filippo Brunelleschi)، (فلورنسا، 1377 - 1446).

كنيسة سانتا ماريا دل فيوري، هي كاتدرائية فلورنسا، وهي رابع أكبر كنيسة أوروبية من حيث الحجم بعد كنيسة القدّيس بطرس في الفاتيكان وسانت بول في لندن وكاتدرائية ميلانو، يصل طولها 153 متراً وأساس القبّة باتّساع 90 متراً، والتي يمكن رؤيتها من كلّ أنحاء سهل فلورنسا وحتى من مدينة براتو. وبيت معمودية سان جوفاني: يوجد أمام الكاتدرائية.

كنيسة سانتا ماريا نوفيلا: إحدى أهم كنائس فلورنسا، وتنتصب في الساحة المسمّاة باسمها، تضمّ عدداً من الأعمال الفنّية لكبار الفنّانين.

كنيسة الصليب المقدّس، تقع في الساحة المسمّاة باسمها، وهي إحدى أكبر كنائس الفرنسيسكان، وإحدى أكبر المباني القوطية في إيطاليا، تبعد حوالي 800 متر من كاتدرائية المدينة. وهي مكان دفن بعض من ألمع الإيطاليين مثل مايكل أنجلو، غاليليو، وميكافيللي، وجنتيلي روسيني، وبالتالي تُعرف أيضا باسم مدفن عظماء إيطاليا.

كنيسة القدّيس لورانزو، إحدى أكبر كنائس المدينة، وتقع في الساحة المسمّاة باسمها في سوق وسط المدينة، وهي مكان دَفنٍ لأعضاء أسرة ميديشي الرئيسيين من كوزيمو العجوز إلى كوزيمو الثالث، وقد تكون الكنيسة الأقدم.

الجسور

الجسر القديم، يُعدّ أحد رموز مدينة فلورنسا، ويقطع النهر عند النقطة الأكثر ضيقاً، حيث كانت توجد قديماً نقطة ضحلة في مسار مياه النهر، ويرجع بناؤه الأوّل إلى العصر الروماني، بيدَ أنّه تضرّر عدّة مرّات من فيضان النهر، في عام 1080 كان يوجد جسر خشبيّ، بينما تمّ بناء جسر حجري بخمسة أقواس عام 1170، وقد دمّر عام 1333 بفعل أحد أعنف الفيضانات، بعد بناء الكورنيش "lungarni" أعيد بناء الجسر عام 1345، وهو الجسر الوحيد الذي لم يدمّره الألمان أثناء انسحابهم خلال الحرب العالمية الثانية في عام 1944.

جسر سانتا ترينيتا، أحد أجمل الجسور في كلّ إيطاليا وأكثرها أناقة في أوروبا، ويصل بين ساحة سانتا ترينيتا وساحة دي فريسكوبالدي، مع وجود قصرين هامّين على طرفيه هما قصر سبيني فيروني Palazzo Spini Feroni وقصر ديلا ميسيوني Palazzo della Missione، بني لأوّل مرّة من الخشب عام 1252.

جسر Ponte alla Carraia ثاني جسر يبنى بعد الجسر القديم، وقد أنشِئ من الخشب في عام 1218 تحت اسم "الجسر الجديد" Ponte Nuovo، ودمّر جرّاء فيضان في عام 1274 فأعيد بناؤه، ولكنّه دمّر مرّة من جديد في عام 1304 من جرّاء الحمل الزائد من الجماهير التي كانت تتابع عرضاً ما على النهر من فوقه، وبعد فيضان عام 1333 المدمّر كان أوّل جسر يعاد بناؤه، كما تضرّر من الفيضان أيضاً في عام 1557 وأعيد بناؤه. وآخر عملية إعادة بناء عام 1948 ليظلّ محافظاً على تصميمه القديم ذي الأقواس الخمسة.

القصور

كانت تُبنى القصور فى ذلك الوقت بإحدى طريقتين: قصور ذات واجهات مستوية خالية من أيّ أكتاف أو أعمدة، وليس بها سوى منتجات الشبابيك والأبواب، وحوائط الطوابق المنخفضة منها كانت تُبنى من الاحجار القوية غير المنحوته نحتاً تامّاً، تليها الأحجار الأكثر تهذيباً فى الطوابق العلوية، وهكذا حتى تصل الى أعلى طابق، والنحت ما كان يخطى بطبقة من البياض، وفى أعلى المبنى كورنيش كبير يتناسب مع الارتفاع الكلّى للواجهة.

النوع الآخر من القصور، أو الطريقة الأخرى هى الطريقة التى كانت تقسم فيها الواجهات الى بانوهات بين أعمدة متّصلة أو أكتاف.

قصر بيتي، يُعتبر أكبر قصر فى إيطاليا بعد الفاتيكان، وقد أدخل الى المشروع الأصلى بعضَ الإضافات المهندس المعمارى Ammant ويبلغ طول الواجهة الرئيسية 220م وارتفاعها 47م، ولا تحتوى على أعمدة خارجية. أمّا الواجهة الخلفية فمكوّنة من أعمدة دوريكيه فى الطابق الارضى، ايونية فى الثاني، كورنيش فى الثالث. ويحتوى هذا الفصل الآن على أشهر مجموعة من الصور الفنّية الخالدة فى العالم.