إيمّيه صيّاح لـ»الجمهورية»: «جلنار» لا تقدِّم «The Voice»
إيمّيه صيّاح لـ»الجمهورية»: «جلنار» لا تقدِّم «The Voice»
رنا اسطيح
جريدة الجمهورية
Thursday, 27-Feb-2014 23:54
بعد خوضها مجال التقديم لخمسة أعوام، وتحقيقها نجاحاً منقطع النظير في دور «جلنار» الشهير في أولى تجاربها التمثيلية، تخوض النجمة اللبنانية إيمّيه صيّاح خطوةً جديدةً في مشوار التميّز، من خلال إطلالتها كمقدّمة لبرنامج «The Voice» «أحلى صوت» إلى جانب اللبنانية نادين ويلسون نجيم والمصري محمد كريم.
قلّما عَرَفت ممثلةٌ في أولى تجاربها التمثيليّة طعمَ النجاح الذي ذاقته إيمّيه صيّاح مع دور «جلنار» في مسلسل «وأشرقت الشمس» للكاتبة منى طايع والمخرج شارل شلالا. مواقع التواصل الاجتماعي وحدها، تشهد على مدى الاستقطاب الجماهيري الذي انتزعته الصبيّة الموهوبة التي رسمت أحلامها وحيّكتها بين ذراعي الإعلام، قبل أن تصحو الممثلة النائمة فيها على «شروق شمس» أبهرتها بقدر ما أبهرتنا.

نجومية بطعم السكر

اليوم، وبعد نجومية بطعم السكّر واختمار خبرة إعلامية كوّنتها في محطّة MTV، تعبر إيمّيه جسرَ نجاح جديد يصلها هذه المرّة بالجمهور العربي العريض، من خلال أحد أبرز برامج الهواة الغنائية وعبر شاشة تُعَد من الأهم في العالم العربي. إنه «The Voice» على شاشة MBC، الذي كشف وَجه مُقدِّمته الجديدة مع انطلاق أولى حلقات المواجهات الغنائية المباشرة.

عن الأصداء الإيجابية التي حصدتها عن هذه التجربة، تقول إيمّيه في حديث خاص لـ»الجمهورية»: «سعيدة جداً بالأصداء التي وصلتني عن الحلقة الأولى، وقد لمستها أوّلاً من كواليس البرنامج والقيّمين عليه، ثم قرأت تقييم الصحافة، ناهيك عن أنَّ الجمهور الحاضر يمنحنا طاقةً إيجابيّةً قويّةً، وهو ما يزيدني حماسةً وفرحاً، لأعطي أفضل ما عندي. أعيش هذا الفرح حاليّاً بعدَ تعب طويل وتحدّ للذات، وأشعر أنّني كسبت الرهان في مكان ما».

إختلاف التفاصيل والحيثيّات

لا تنكر إيمّيه التي اعتادت تقديم الفقرة المباشرة طوال خمس سنوات في MTV، أنّ البثّ المباشر في «The Voice» يختلف في تفاصيله وحيثياته، «فالمواقف العفويّة التي تحصل بطريقة غير متوقعة على المسرح هي أكثر ما أحبّه، لأنّني أكره الامور المُعلّبة والمعروفة، وأشعر بأنّ العفويّة جزء من شخصيّتي».

المقدّمة الحسناء التي نالت ثناءً كبيراً عن هذه الإطلالة، وتمَكّنها من ملاءمة أجواء البث الحي بعفوية محبّبة، برهنت عن قدرةٍ لافتةٍ في إدارة الحوار وتلقّف المواقف الطارئة، تعترف بأنّها لم تلتزم النصَّ المكتوب بشكل تام «فهو ضروري لرسم الخطوط العريضة للحلقة، ولا سيّما أنّنا في برنامج ضخم، يخضع لمعايير عالمية، ولكنّني أضفتُ إليه شيئاً منّي، وكنت حاضرة لأكون على طبيعتي».

غزل القيصر

وهذه الطبيعية بالتحديد، هيَ ما لفت الأنظار إلى إيمّيه التي نالت نصيبها من غزل القيصر كاظم الساهر وثناء فارس الغناء العربي عاصي الحلاني، وهما عضوا لجنة التحكيم إلى جانب النجمَين شيرين عبد الوهاب وصابر الرباعي.

في هذا الخصوص تقول ممازحةً: «شو بدّي أحلى من هيك؟» وتضيف: «هذا الثناء أسعدني كثيراً، وأضافَ أجواء جميلة على الحلقة، فكلّ نجم في لجنة التحكيم يتميّز بشخصيّة وهويّة خاصّتين تُنكِّهان البرنامج الذي كنت أتابعه منذ الموسم الأوّل. والانطباع الجميل الذي تكوّن لدي عن الحكّام، هو انطباع صحيح. فقد تكرّس إعجابي بهم جميعاً بعدما تعرّفت إليهم عن قرب».

وعن التكتّم الذي سبق إعلان انضمامها إلى أسرة البرنامج توضح: «لم يكُن تكتُّماً، بل كنت أنتظر أن تصبح الأمور رسميةً وواضحةً قبل إعلانها. فقد اتّصلت بي MBC وSony، وحصل الـ casting، وبعدها وقعَ الاختيار عليّ، وأجد نفسي محظوظةً جداً بالانضمام إلى مُقدّمي برنامجٍ بهذه الضخامة وعبر محطّة تعدّ الأكبر في العالم العربي».

وعن المقارنة بينها وبين الفنّانة المصريّة أروى جودة التي خاضت هذه التجربة في الموسم السابق وتلقّت سيلاً من الانتقادات، تقول: «لا أحبّ التفكير بهذه الطريقة أو وضع المسألة في خانة المقارنة. كل شخص يملك طريقته وشخصيته الخاصّتين. وأنا أرى الأمور من منظار آخر، حيث أدرك ضرورة إلمامي بكلّ جوانب التقديم لأكون جاهزةً ومرتاحةً، لأنّني لم أشأ تقمّص شخصية أخرى على المسرح، بل أردتُ أن أكون على طبيعتي».

«مَحظوظة»

إيمّيه الحائزة شهادة دراسات عليا في فنون التواصل والصحافة، درست المسرح أيضاً، وتعتبر أنّ دخولها مجال الإعلام جاء نتيجةً طبيعيةً لبيئة منزلها العابقة بالصحافيّين الإعلاميّين، سواء لناحية جدّها أو والدها أو شقيقتها. وتقول: «كنتُ محظوظةً لأنّني استطعت تحقيق ما أحبّه، فأنا أعشق الإعلام بمختلف جوانبه، ولكنّ للتلفزيون مكانةً خاصّة عندي».

هكذا بدأت عام 2009 مشوارها الإعلامي في محطة MTV، حيث قدّمت نشرة الأحوال الجوّية والفقرة الصباحيّة المباشرة التي كانت تضم مجموعةً من الوجوه الشابّة والمعروفة، إضافة إلى إطلالات أخرى بينها تقديم برنامج «Murex d’Or- The Countdown» وحفلات ومهرجانات متفرّقة.

وفي هذا السياق تؤكّد: «إكتسبتُ خلال الأعوام الخمسة التي امضيتها في هذه المحطّة، خبرةً كبيرةً وزملاء وأصدقاء أعتزّ بهم. ولكن لا شك في أنّ الإنسان يسعى إلى التقدّم وتحقيق طموحاته، وقد شاءت الظروف ألّا أتمكّن من تحقيق هذه الطموحات في المحطّة لسبب أو لآخر، فتوقّفت عن العمل في MTV أواخر كانون الأوّل ضمن جوّ من التفاهم والشفافية، ومن دون أيّ خلاف أو زعل. فقد كنت صريحة وصادقة معهم، وهم بدورهم تمنّوا لي كلّ النجاح»...

عندما نسألها عن دور «جلنار»، الذي شكّل بداية التحوّل الأكبر في حياتها المهنية، تقول ضاحكةً: «تسألين عن نقطة ضعفي. في الحياة أشياءٌ كثيرةٌ نقوم بها بشغف، ولكن قليلة هي الأمور التي تترك فينا أثراً عميقاً، مثلما هي الحال مع دور «جلنار» الذي عشقته.

المسلسل والشخصية يشغلان مكاناً مميزاً جداً في قلبي، ولن أنسى ما قدّماه لي». وعمّا إذا كانت قد خلعت عنها بالكامل ثوب هذه الشخصيّة بعدَ انتهاء العمل وخوضها تجربة تقديم «The Voice» تقول: «يجب أن أكون طبيعيةً وأتمكّن من التخلّي عن الشخصية بعد انتهاء العمل التمثيلي. ليست «جلنار» مَن يقدّم «The Voice» اليوم، ولكنني احتفظت ببعض سماتها، ولا سيّما قوّتها.

فعلى رغم أنّها شخصية رومانسية وعاطفية، إلّا أنها تتحلّى بالقوّة وتكره الظلم ولا تخشى أن تعبّر عن رأيها مهما كان الثمن. في السابق كنتُ مسالمةً جدّاً، أما اليوم فما زلت مسالمة ولكنني اكتسبت قوّة إضافيّة، وبتّ أعبّر أكثر عمّا أفكر وأشعر به».

مسؤوليّة مُضاعفة

لا تنكر إيمّيه أنّ نجاح المسلسل وأهمّيته حمّلاها مسؤولية مضاعفة في اختيار الخطوة المقبلة لها في التمثيل، ولا تنفي ترشيحها لدور في فيلم سينمائيّ جديد من كتابة منى طايع، وفي دور بارز في مسلسل «الشهرة» من بطولة النجم المصري عمرو دياب.

ولكنّها تؤكّد أنّ «الأمور ما زالت غير واضحةً، وأنّ لا اتّفاق نهائيّاً على أيّ من العملَين حتّى الآن». وتُضيف: «حاليّاً، كل تركيزي مُنصبّ على برنامج «The Voice» الذي أسعى من خلاله لتحقيق طموح كبير».

وتختم حديثها شاكرةً للناس محبّتهم «فهي التي تبقى بعدما تطفَأ الأضواء وينتهي العرض. أتمنّى أن أبقى جديرةً بثقتهم وبكل الكلام الجميل الذي يغدقون عليّ به وأن أستحقّه».
theme::common.loader_icon