كثيرة هي العادات والتقاليد المرافقة للحبّ ولطرق التعبير عنه، فبعض الناس يعبّرون عنه بالورود الحمر، فيما لا يجد آخرون أصدق من القبلة النابعة من القلب. وثمّة بلدان يعتبر أهلها القبلة من المحرّمات ويستبدلون الورود بالزنبق، فيما يبقى الذهب الناصع رمزاً للحبّ الازلي. فما هي إذاً العادات المرافقة للتعبير عن الحبّ؟ كيف انتقلت إلينا وما هي رمزيتها؟

القبلة... ممنوعة في الصين

يعبّر الكثير من العشاق عن حبّهم بالهدايا والورود، ولكن أفضل تعبير عن الحبّ تبقى القبلة الصادقة النابعة من القلب. وثمّة بلدان يقدّسون القبلة ويعتبرونها رمزاً للمحرّمات نظراً الى دلائلها الجنسية فيرفضون أن تحصل علناً وأمام مرأى الآخرين.

ومن هذه البلدان، الصين التي تدرج القبلة ضمن خانة الممارسة الجنسية، وبالتالي تمنع حصولها في الاماكن العامة. وفي الصين، تعتبر العلاقة الجنسية شبه معدومة بين الشركاء غير المتزوجين، ويتحفّظ المتزوجون في الافصاح عنها.

... المباريات العالمية

والقبلة لا تعتبر دليلاً على الحبّ وحسب، وإنما تندرج أيضاً ضمن المباريات والمسابقات العالمية. فقد حاز الشريكان التايلانديان العام الفائت على خاتمين مرصّعين بالالماس تعادل قيمتهما حوالى الـ2600 يورو، وذلك إثر مشاركتهما في مسابقة أطول قبلة. وقد بقي الشريكان مُتلاصقي الشفاه مدّة تجاوزت الـ58 دقيقة متواصلة، في باتيا في تايلاند.

خاتم الخطوبة

عام 860، أصدر البابا نيكولا الاوّل مرسوماً يقضي بوضع العروس خاتماً للخطوبة في إصبعها يحدد نوايا الرجل الصادقة تجاهها. ولطالما ارتبطت النساء برمز يذكرهنّ بأنهنّ منتميات الى أزواجهنّ. وكانت هذه الرموز القديمة عبارة عن أساور وحلقات مصنوعة من الاعشاب توضع حول رجل المرأة أو يدها أيّام الكهوف وفي مصر القديمة.

لاحقاً، إستبدل الرومان الاعشاب والورود بمواد معدنية مصنوعة من الفضة والذهب والبلاتين. وقد اكتسب خاتم الخطوبة أو الزفاف شكله الحالي في أيامنا هذه، إلّا أنّ معناه لم يتغيّر فقد بقي رمزاً للارتباط ولانتماء الشريكين الى بعضهما البعض. يذكر أن المرأة التي تضع خاتم الحطوبة في إصبعها تشعر بالامان.

... النعمان والزنبق

عندما يريد العاشق التعبير عن حبّه الى امرأة ما، فإنّه يهديها الورد الاحمر الذي اكتسب عبر الزمن رمزاً رومانسياً وأضحى تعبيراً واضحاً عن الحبّ الصادق، ولكن هل من بديل؟ نعم، فالزنبق يمكن أن يحلّ بديلاً من الورود نظراً الى رمزيته الجنسية.

فكان الرجل الاغريقي يهدي الزنبق الأبيض لحبيبته، وكان حينها يرمز الى العفّة والطهارة، كذلك فإنّ شكله وملمسه ورائحته الحسيّة ترمز الى الرغبة الجنسية. أما في فرنسا، فيستبدل العاشق الوردة الحمراء بالنعمان التي ترمز الى قوّة الارتباط. ولكن في غالبية البلدان، ما من بديل من الورود الحمراء للتعبير عن الحبّ الصادق، ولكن- كما تقول الأسطورة- على الرجل أن ينتقيها بأعداد فردية ليضمن استمرار العلاقة.

الذهب للحبّ الأبدي

تقول العادة إنّ على الزوجين الاحتفال بحبّهما وبمرور سنوات على ارتباطهما بتبادل الهدايا، إلّا أنّ قيمة الهدية وطبيعتها تختلفان باختلاف سنوات الزواج وعمق الحبّ. ففي السنوات الاولى بعد الزواج، يقيم الزوجان احتفالاً بسيطاً ويتبادلان الهدايا البسيطة والامنيات. ولكن بعد مرور 50 عاماً على الارتباط، فإنّ الذهب هو الهدية التي يتبادلها الزوجان نظراً الى اعتباره رمزاً للحبّ الأبديّ.