في زمن اللامبالاة... يبقى الحب
في زمن اللامبالاة... يبقى الحب
طوني نجم
جريدة الجمهورية
Saturday, 16-Jun-2012 01:14
لعلّ اجمل كلمة ألقيت في حفل توقيع كتاب منى عصام المر «إلّا الحب» الذي أقيم في المدرسة الانطونية الدولية عجلتون، هي كلمة الوزير السابق زياد بارود رفيق الشاعرة على مقاعد الدراسة.
استهلّ بارود كلمته قائلا: "كما المنى على حين حلم، وكما بالعصام يستحيل المنى حقيقة، وكما المرّ لا غنى عنه لأن الحلو فيه الضدّ ومنه يُعرف الطيب، هكذا الحب يأتينا، فما بالك اذا حملته الى العيون والمسامع بل الى القلوب الشاعرة منى عصام المر.

قرأت شعر منى وانا على اجنحة أرز تحملني الى دولة قطر، وشاءت الصدفة انني كنت اقرأ للفيلسوف ابو حيان التوحيدي، وشبهت ما وصفه بكتاب منى عندما قال: "انها مجوهرات تصيغها اليد من ذهب العقل الصافي"، قرأتها وكلماتها تنساب الى العين قراءة والى الاذن سماعا والقلب خفقا، قرأتها تختار من المفردات اصدقها، قرأتها تغرف من العربية معنى وتسكنه ارفع المبنى.

قرأت منى المر وفرحت لا لحب تكتب عنه وحسب، وانما لِما تحمله الينا من صدق الكلمة وعمق المعنى.

قرأتها ووجدت فيها صورة محببة عن جيل لبناني شاب متمسك بالقلم سلاحا وبحبره سبيلا وبوقعه تأثيرا".

وختم بارود: "الحق في الحلم من حقوق الانسان ايضا، ومن كأس حقوقنا المر وبعصامية توارثناها وهي فينا جينات، سيبقى مُنانا ان نقرأ فكرا وشعرا ونبدع كيفما نشاء".
اما الأستاذ انطوان اسطفان فأراد ان يرد على منى بمقدمة وجدانية، ملمحاً الى اليوم الذي أهدته الشاعرة قصيدة تهنئة على كتابه "كلمات تسكن قلبي"، وقال: "أشهد انني قرأت منى قبل ان أقرأ كتابها، يوم كانت زميلة لي في هذه المدرسة، فإذا هي أرزية المَحْتِد قامة وارادة وعنفوانا، ومريمية الصفاء نقاء وخدمة وايمانا.

ويوم دخلت خدرها الشعري وجدت نفسي امام اميرة في الكلام فقلت:

"الشعر في قلبها زهرة تتفتح، ويطفر مثل العطر، حتى كأن له طيبا، مع الحب يسرح، والحب يطرّز لها عباءات الهوى والشعر، معها يحكي ويشرح".

ويتابع اسطفان: "اكتشفت في كتاب منى حبرا معطرا يسيل على صفحات بيض أنوثة، وأناقة، موشحا احيانا بصرخة "آخ"، واكتشفت قلما انثويا يتراقص حينا غنجا ودلالا، ويرقص احيانا كما العصفور مذبوحا من الألم، واكتشفت صورة شعرية مرصودة على الحب موشومة بمنديل الفن ملوّنة بقوس قزح من كلمات تارة تضيء وطورا تعبس.

ذاك ان الحبر الذي يتكلم على منى خرج من محبرة روحية انسانية مليئة بشحنات وجدانية، فجاءت معاناتها وصلاتها وصرختها وأزمتها ولومها، وقلقها وضياعها وخوفها وسأمها ورجاؤها تعبيرا شعريا فنيا عن واقع عاشته او تعيشه وليس فيه كوة رجاء الا الحب.

والحب في عرفي فرح، نسمة من الله نفحة خير في الوجود، وهكذا كانت منى تعب وتجود، تكتب للحياة وتزرع الرجاء في قلبها مسكبة ورد".

اما الأب أندره ضاهر، فقال: "يسرنا ان نحتفل بولادة كتاب الشاعرة منى المر، الذي يأتي صدى للمظاهرة التي أقامها طلّابنا في شوارع عجلتون لمطالبة الأهل بالمحافظة على الحب مردّدين "لا طلاق ولا بطلان، نعم للحب في عائلتنا".

وتابع: "الشعر هو سجل حي وتعبير عن الحياة ينير فكرنا ويخلق بيننا علاقات جديدة من الفهم والمعرفة، وهذه غاية انسانية نطمح اليها في تدريب طلابنا على التفاعل الثقافي.

ان هذا الشعر الواضح، الأنيق البسيط العميق، هو تعبير عن خبرة حب عاشتها الشاعرة بوجه المنى والمر في آن.

فالشعر ليس كلمات متقاطعة، ولا يأتي بمثل هذا الّا من كانت زوّادتهم الفنية والفكرية "ماكنة".

وأراد الاستاذ حكمت حنين ان تكون كلمته واقعية ومن وحي الظروف، فقال: "في هذا الزمن الرصاصي، زمن التجار فاقدي الضمير، زمن الاطعمة والادوية التي انتهت صلاحيتها، زمن الدولة الغائبة رقابتها عن كل أمر، زمن السياسيين المتناحرين على مصالحهم ونفوذهم على حساب مصلحة الشعب والوطن وسمعته، في هذا الزمن يحلو لك ان ترافق منى عصام المر في رحلة حب بعيدا عن التشنجات، وتسبح معها في اجواء الحب تعوم ولا تغرق، وإن غرقت فلا تموت بل تحيا حياة مفعمة بالحب والعذاب اللذيذ طالما انه في سبيل الحب والحبيب.

الحب في هذا الديوان يتمحور حول حب عميق لا يتزعزع، يزيد ولا ينقص، حب متجذر في الاعماق فكأن الشعر بين يدي منى سجع الحمامة في هديلها الدائم تنادي حبيبها ليعود اذ لا تحلو الحياة من دونه".

اما صاحب دار نلسن للنشر السيد سليمان بختي فكان له كلمة في المناسبة وقال: "في هذا العالم "المخربط" حيث المعاني ضائعة والوسائل والغايات ملتبسة، يدهشنا شعر
يدلّنا الى الجوهر والبدايات، فمنى المر تريد من الحب ان يوقف الذم، تريد من الحب ان يصنع المعجزات.

وردت منى الى النبع، نبع الحب، شربت وأضرمت الأشواق.

هذا الحب الذي يأخذنا الى الحرية جدير بالذكر، جدير بالرفعة والسمو، جدير بالعدوى والحياة والوجود والكلمات.

تجدر الإشارة الى ان هذه الباقات الشعرية الرائعة تُباع في جميع فروع مكتبة انطوان والمكتبات العامة.
theme::common.loader_icon