كيف يؤثّر الحرمان العاطفي في الأولاد؟
كيف يؤثّر الحرمان العاطفي في الأولاد؟
اخبار مباشرة
ماري الأشقر


إبتعد أطفال كثيرون عن الطفولة الحقيقية والبراءة، وباتوا لا يُشبهون الأجيال السابقة، ويُفكِّرون تماماً كالمراهقين. فعلى مَن تقع المسؤوليّة؟
في وقت منعت بعض البلدان الاوروبية تصنيع الالعاب الحربية وحظّرت طرحها بين أيدي الاطفال، نلاحظ إزدهارها في مجتمعاتنا العربية واللبنانية وفي اوساط أطفالنا، وهذا ما يحفّز على تنمية ثقافة العنف في أنفسهم ويبعدهم عن عيش طفولتهم وبراءتهم.
وإذا كانت الأمّ ترغب في أن ينمو ابنها بشكل سليم، عليها إبعاده قدر الإمكان عن الألعاب العنفيّة وتشجيعه على اللعب في الحدائق والهواء الطلق أو الساحات المخصصة للّعب الفردي أو الجماعي. كذلك، على الامّ مَدّ طفلها بالحنان الضروري لنموّه.
ومن الأدلة على أهمّية الحب وأثره الكبير في نموّ الطفل، قصة والدة أنجبت توأمين: صبياً وفتاة. وبعدَ مرور أشهر على ولادتهما، فقَدَ الوالد وظيفته وتوارى عن الأنظار لأسباب مجهولة، فهدَّد الفقر والجوع عائلته، ما اضطُرَّ الامّ الى إهمال أحَد ولديها، وصبّت حنانها على الفتاة وأهملت الصبيّ كلّياً. وهذا ما أثّر في نموّه النفسي والجسدي، ففَقد عافيته ولم تتجاوز قامته في السنة الاولى من عمره قامة طفل في شهره السابع.
ويرجع الإختصاصيون فشلَ النموّ هذا إلى النوم غير العادي وقتاً ونوعيةً، والخلل في وظائف الأمعاء. أمّا إذا ظهرت في رأس الطفل بقعة صلع، فتكون دليلاً على إصابته بالإعاقة، وهي «عاهة» تعوق نموّه الجسدي والعقلي.
والسبب المباشر المؤدي الى هذه الحال، يكمُن في الخلل الذي يصيب الجملة العصبية والذي يجعل الغدة النخامية تفرز القليل من الهورمونات الضرورية للنمو، علماً أنّ أحد هذه الهورمونات يملك القدرة على تحويل البروتين الى مادة السكر.
ويبدو أنَّ نسبة هذا الهورمون لدى ضحايا الحرمان من العاطفة هو أقل بكثير من المُعتاد. ويقول العالم الألماني فريدريك لوبلاي (1806-1882) في هذا السياق: «ليس اليتيم هو مَن انتهى أبواه من هَمّ الحياة وخلّفاه ذليلاً... إنَّ اليتيم هو الذي له أُم تخلت عنه وأب مشغول».
في النهاية، إنَّ نفسية الطفل هي بمثابة زجاجة فارغة، امتلأ النصف الأوّل بنفسيَّة مُتعبة جرّاء ظرف مُعيَّن، وبقيَ النصف الآخر فارغاً.
من هنا يبرز الدور المهم للاهل والمدرسة لانتشال الطفل من الجوّ القاتم. وأتمنّى على الأهل تعليم الطفل تحمُّل المسؤولية، لأنّ الوضع العائلي أو الوطني يُمكن أن يتغيّر في أيّ وقت، وبالتالي يجب ان يكون مُستعدّاً للمواجهة وتحمُّل المسؤوليّات.
وإذا كانت الأمّ ترغب في أن ينمو ابنها بشكل سليم، عليها إبعاده قدر الإمكان عن الألعاب العنفيّة وتشجيعه على اللعب في الحدائق والهواء الطلق أو الساحات المخصصة للّعب الفردي أو الجماعي. كذلك، على الامّ مَدّ طفلها بالحنان الضروري لنموّه.
ومن الأدلة على أهمّية الحب وأثره الكبير في نموّ الطفل، قصة والدة أنجبت توأمين: صبياً وفتاة. وبعدَ مرور أشهر على ولادتهما، فقَدَ الوالد وظيفته وتوارى عن الأنظار لأسباب مجهولة، فهدَّد الفقر والجوع عائلته، ما اضطُرَّ الامّ الى إهمال أحَد ولديها، وصبّت حنانها على الفتاة وأهملت الصبيّ كلّياً. وهذا ما أثّر في نموّه النفسي والجسدي، ففَقد عافيته ولم تتجاوز قامته في السنة الاولى من عمره قامة طفل في شهره السابع.
ويرجع الإختصاصيون فشلَ النموّ هذا إلى النوم غير العادي وقتاً ونوعيةً، والخلل في وظائف الأمعاء. أمّا إذا ظهرت في رأس الطفل بقعة صلع، فتكون دليلاً على إصابته بالإعاقة، وهي «عاهة» تعوق نموّه الجسدي والعقلي.
والسبب المباشر المؤدي الى هذه الحال، يكمُن في الخلل الذي يصيب الجملة العصبية والذي يجعل الغدة النخامية تفرز القليل من الهورمونات الضرورية للنمو، علماً أنّ أحد هذه الهورمونات يملك القدرة على تحويل البروتين الى مادة السكر.
ويبدو أنَّ نسبة هذا الهورمون لدى ضحايا الحرمان من العاطفة هو أقل بكثير من المُعتاد. ويقول العالم الألماني فريدريك لوبلاي (1806-1882) في هذا السياق: «ليس اليتيم هو مَن انتهى أبواه من هَمّ الحياة وخلّفاه ذليلاً... إنَّ اليتيم هو الذي له أُم تخلت عنه وأب مشغول».
في النهاية، إنَّ نفسية الطفل هي بمثابة زجاجة فارغة، امتلأ النصف الأوّل بنفسيَّة مُتعبة جرّاء ظرف مُعيَّن، وبقيَ النصف الآخر فارغاً.
من هنا يبرز الدور المهم للاهل والمدرسة لانتشال الطفل من الجوّ القاتم. وأتمنّى على الأهل تعليم الطفل تحمُّل المسؤولية، لأنّ الوضع العائلي أو الوطني يُمكن أن يتغيّر في أيّ وقت، وبالتالي يجب ان يكون مُستعدّاً للمواجهة وتحمُّل المسؤوليّات.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
May 24
نتنياهو قد يُشعل الحرب نكايةً بترامب

1
May 19
مانشيت "الجمهورية": الكتائب تخسر في زحلة والمناصفة تفوز في بيروت... ترقبٌ لبنانيّ لترجمة نتائج اجتماعات الرياض

2
07:49
مُهلة الـ8 أشهر دخلت في عدها التنازليّ... وداعاً للسلاح غير الشرعيّ؟

3
09:36
فرنجية: عسى أن يكتمل العيد بتحرير آخر شبر من أرضنا

4
09:05
"الرئاسة السورية" تنشر تفاصيل لقاء الشرع والمبعوث الأميركي

5
14:00
إليكم "النتائج الرسميّة" للانتخابات في قضاء صور...

6
08:13
سلام في عيد التحرير: أؤكّد "حقّ لبنان في الدفاع عن النفس"

7
May 24
خُلاصة "الجمهورية"

8
