ما أهمّية «الفلفل الحريف» الغذائيّة؟
ما أهمّية «الفلفل الحريف» الغذائيّة؟
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

جريدة الجمهورية
Friday, 10-Jan-2014 00:11
هو نبات إستوائي يُعرف بالـ Capsicum، يمكنه النموّ حتى ارتفاع يبلغ متراً، وهو أدّى دوراً مهمّاً جداً في الطب والمطبخ الأميركيَّين مُنذ آلاف الأعوام. فما أبرز خصائصه؟
فلفل الحريف المعروف بالـ Cayenne Pepper، هو أحد أشكال الفلفل الحارّ الشائع الإستخدام في تحضير الأطباق الحارّة التي رُبط اسمها بمجموعة واسعة من المنافع الصحّية. إنّه متوافر في شكله الطبيعي أو كبودرة أو حتّى كريم يُطبَّق موضعياً لمعالجة التهاب المفاصل وأوجاع العضل. إضافة إلى كونه مُنكّه لذيذ، يتحلّى الفلفل الحريف بمنافع صحّية كثيرة، والأهمّ أنّه قليل السعرات الحراريّة. فما أهمّية إضافته إلى أطباقك؟

بداية لا بُدَّ من التشديد على أنّ ما يمنح الفلفل الحريف الطعم الحارّ، هو احتواؤه على جرعة عالية من المادة النشِطة المعروفة بالـ Capsaicin التي تُستخدم لمعالجة آلام المفاصل والعضلات. كذلك يضمّ نسبة جيّدة من الفيتامينات A وB6 وC وE، فضلاً عن معدني البوتاسيوم والمنغانيز ومجموعة من مواد الفلافونويد التي تمنح الفلفل خصائص مضادة للأكسدة تحمي الخلايا من آثار الجذور الحرّة الضارّة.

شكّل فلفل الحريف مادة «دسمة» جذبت العلماء من أجل اكتشاف الفوائد الصحّية التي يحتويها، خصوصاً أنّه مؤلّف من مادة الـ Capsaicin المفيدة جداً للجسم. وحتّى يومنا هذا، اكتشفت الدراسات قدرة فلفل الكايان على:

- تخفيف الأوجاع: تبيّن أنّ مركّب الـ Capsaicin يُسكّن الآلام بفاعلية من خلال التسبّب بألم موقّت على الجلد، ما يبعث رسائل كيماويّة من الجلد إلى المفاصل وبالتالي يقدّم المساعدة لتهدئة أوجاع المفاصل.

- قمع الشهيّة: أظهرت الدراسات أنّ إضافة نصف ملعقة فقط من هذا البهار إلى طبقك، يساعدك على قمع الشهيّة وحرق الوحدات الحراريّة. إذ تبيّن أنّ الذين أضافوا الفلفل الحريف إلى أكلهم حرقوا 10 كالوريهات إضافيّة بعد مرور أربع ساعات على تناول الطعام، مقارنة بالذين لم يستخدموا هذا المنكّه.

اعتُبر الـ Capsaicin بمثابة منشّط لحرق مزيد من الدهون وتوفير طاقة أكبر، وبالتالي زيادة معدل الأيض الأساسيّ. بناء على ذلك، إنّ إضافة الفلفل الأحمر إلى غذائك هو آمن ويُعتبر طريقة طبيعيّة من أجل زيادة فرص حرق الدهون.

- تعزيز الهضم: ظهر للعلماء أنّ مركّب الـ Capsaicin يساعد في الهضم من خلال تحفيز الجهاز الهضمي وزيادة تدفّق إنتاج الأنزيم والعصارة المعديّة. هذا ما يساعد الجسم على استقلاب الغذاء بسهولة وحتّى تخفيف الغازات المعويّة.

- تعزيز المناعة: إنّ اللون الأحمر البرّاق الذي يتحلّى به فلفل الحريف يُشير الى احتوائه على نسبة عالية من البيتا كاروتين الذي يحوّله الجسم إلى الفيتامين A. يُعرف هذا الأخير بالفيتامين المضاد للعدوى، وهو أساسيّ لضمان رؤية جيّدة والحفاظ على أنسجة جينيّة صحّية وضمان بشرة نضرة تخلو من المشكلات.

- خفض أمراض القلب: تبيّن أنّ الفلفل الحريف يؤثّر إيجاباً في صحّة القلب من خلال خفض مستويات الكولسترول السيّئ (LDL) والتريغليسريد، والحرص على بقاء مستوى ضغط الدم طبيعياً. وبذلك فإنّه يخفّض خطر تجلّط الدم الذي قد يؤدي إلى نوبة قلبيّة أو سكتة دماغيّة.

إشارة إلى أنّ الفلفل الحريف يُستهلك بنسبة عالية في البلدان التي تتمتّع بدرجة حرارة مرتفعة جداً، وقد يرجع الفضل في ذلك إلى قدرة هذا النوع من المنكّهات على خفض درجة حرارة الجسم.

الآثار الجانبيّة

يجب على الفرد غسل يديه جيداً مباشرة بعد استخدام فلفل الحريف، وتفادي دخوله إلى العينين أو الجرح غير المُلتئم لأن مركّب الـ Capsaicin قد يسبّب الشعور بالحروق غير المُستحبّة. كذلك، ينبغي على الأشخاص الذين يأخذون مثبطات ACE أو مخفّضات حامض المعدة، تفادي استهلاك هذا البهار.

إنّ تناول فلفل الكايان في الوقت نفسه مع مثبطات الـ ACE قد يؤدي إلى عدد من الآثار الجانبيّة مثل زيادة فرص الإصابة بالسعال. من جهة أخرى، يؤدي الفلفل الحريف إلى زيادة حامض المعدة ما يجعل مخفّضات حامض المعدة أقلّ فاعليّة، حسب ما أعلنت جامعة «ميريلاند» الطبيّة.

إذاً، نستنج أنّ فلفل الكايان لن يضيف طعماً لذيذاً إلى غذائنا فحسب، بل إنّ منافعه الصحّية لا تُفوّت. فلا تتردّد في استخدامه في الطبخ، حتّى تستمتع بأشهى الأطباق وأكثرها فائدة على الإطلاق.
theme::common.loader_icon