كارولين سولاج: لدعم الأصوات الأوبراليّة اللبنانيّة
كارولين سولاج: لدعم الأصوات الأوبراليّة اللبنانيّة
اخبار مباشرة
رنا اسطيح
هي سوبرانو لبنانية ومغنيّة أوبرا من الطراز الرفيع، اجتمعت فيها الخلفية الأكاديمية العالية التي حصّلتها من أهم جامعات باريس مع قدرات صوتية هائلة وخامة إستثنائية مكّنتها من اختراق الساحة الأوبرالية الأوروبية، على رغم «المناعة الطبيعية» لهذه الساحة على المواهب العربية واللبنانية. إنها كارولين سولاج التي تحدّثت لـ»الجمهورية» عن صعوبات الغربة ومشاريع العودة، التي تحمل من خلالها خبرتها الأوبرالية إلى المسارح اللبنانية.
بدأ شغف كارولين بالموسيقى منذ عمر الخمس السنوات. الصبية اللبنانية لا تكاد تذكر يوماً واحداً قرأت فيه كلمةً في كتاب إلّا وسارعت تلقائياً إلى تلحينها وغنائها.
هكذا دخلت باكراً الكونسرفتوار الوطني العالي ودرست ثلاثة أعوام أصول الغناء الشرقي والتحقت بالمعهد الموسيقي العالي في الجامعة الأنطونية، وبدأت بغناء روائع العمالقة أمثال وديع الصافي وفيروز وأم كلثوم، لكنها لم تنتظر أكثر قبل أن تكتشف حبّها الغامض لموسيقى من نوع آخر، تأخذها إلى عالم مختلف تماماً. فمع موزار وبيتهوفن، كانت التجربة الأولى مع المقطوعات الموسيقية الغربية وبداية قصّة عشق، تطوّرت مع تعرّف كارولين إلى الأوبرا.
تتذكر جيّداً كيف تأثّرت عندما سمعت للمرّة الأولى أوبرا «Madame Butterfly» لبوتشيني، وكيف بدأ لديها جوع كبير لسماع المزيد والمزيد من هذه الموسيقى التي كانت تسكنها. هكذا استجمعت شجاعتها وطلبت من مغنّية أوبرا من أصول أرمنية - جورجية كانت تدرّس في الكونسرفتوار أن تستمع إليها وتعطي رأيها بصوتها. بالطبع، الأستاذة ذُهِلت بقدرات صوتية هائلة وخامة نادرة تتناسب بشكل «خطير» مع هذا النوع من الغناء الصعب تحديداً.
وبعد التشجيع، تروي كارولين في حديث خاص لـ»الجمهورية» كيف اتخذت قرارها بالسفر لمتابعة دراستها في الخارج. بالنسبة إلى الصبية اللبنانية المعادلة كانت بسيطة: «الحضور الأوبرالي في لبنان شبه معدوم، وإن وجد فهو محصور بأقليّة صغيرة، اما في الخارج وفي أوروبا تحديداً، فهناك عقود طويلة من الخبرة يمكن الإفادة منها».
هكذا بدأت دراسة الغناء الأوبرالي في ‹›école normale de musique de Paris›› حيث تخرّجت عام 2010 بشهادة دراسات عليا، بعدها تعمّقت في إجراء البحوث الموسيقية العلمية في جامعة «باريس 8»، ولا سيّما عن موسيقى Richard Strauss. وهي ما زالت تواصل تطوير أدواتها التقنية والأكاديمية وتنشط ضمن ‹›Atelier Dramaturgie lyrique››.
اليوم تعود كارولين إلى لبنان حاملةً صوتها وخبرة الأعوام الستة التي أمضتها في أوروبا وسلاحها الدراسات الموسيقية المعمّقة التي حصّلتها على صُعد عدّة، وتكشف لـ»الجمهورية» مشروعين أوبراليين تشارك فيهما في لبنان، الأوّل في 17 و18 الجاري، حيث تشارك بدعوة من السفارة النمساوية في لبنان، وبالتعاون مع المعهد الموسيقي العالي والأوركسترا الفيلهرمونية اللبنانية، بإقامة أمسية أوبرالية ترافقها الموسيقى الأوركسترالية، تبدأها في 17 الحالي في كنيسة مار يوسف شارع أوفلان وتقدّم ثانيها في اليوم التالي في مدينة طرابلس.
أمّا المشروع الثاني الذي تعلنه كارولين بحماسة كبيرة فهو عرض أوبرالي كامل في بيروت في 28 شباط المقبل، حيث ستؤدّي دور المغنيّة الأساسية في أوبرا ‹›Cavalleria Rusticana›› للمؤلف الإيطالي Pietro Mascagni، وذلك بمرافقة الأوركسترا الفيلهرمونية اللبنانية وبقيادة المايسترو هاروت فازيليان.
وعلى رغم التحدّيات وانحصار الاهتمام الجماهيري بالأوبرا في لبنان بنخبة من المثقفين، تؤكّد كارولين إيمانها بحس اللبناني المرهف وذائقته الفنية العالية، وترى في خطوة تقديم أوبرا كاملة في لبنان حلماً يتحقق بالنسبة إليها.
في جعبة الشابة اللبنانية اليوم أحلام أخرى كثيرة، بينها مضاعفة الدعم الرسمي لهذا الفن الراقي لتشجيع المواهب الموجودة في لبنان وتلك التي تجاهد لتسجيل النجاح في الخارج. أمنيتها أن ترى يوماً فرقة أوبرالية وطنية تحمل اسم لبنان ومسرحاً ومدرسةً لاحتضان المواهب اللبنانية وتمكينها من المنافسة عالميا،ً إضافة إلى تبنّي المواهب وتشجيعها ودعمها في إطار سياسة ثقافية وسياحية ووطنية تتعدّى الحدود.
فهل يتحقق الحلم؟ كارولين تؤكّد أنّ ذلك ليس مستحيلاً. وإلى ذلك الحين، يبقى متذوّقو هذا الفن الراقي على موعد مع السوبرانو اللبنانية في عرضين في بيروت وطرابلس منتصف الشهر الحالي، وفي أوبرا كاملة منتصف شباط.
هكذا دخلت باكراً الكونسرفتوار الوطني العالي ودرست ثلاثة أعوام أصول الغناء الشرقي والتحقت بالمعهد الموسيقي العالي في الجامعة الأنطونية، وبدأت بغناء روائع العمالقة أمثال وديع الصافي وفيروز وأم كلثوم، لكنها لم تنتظر أكثر قبل أن تكتشف حبّها الغامض لموسيقى من نوع آخر، تأخذها إلى عالم مختلف تماماً. فمع موزار وبيتهوفن، كانت التجربة الأولى مع المقطوعات الموسيقية الغربية وبداية قصّة عشق، تطوّرت مع تعرّف كارولين إلى الأوبرا.
تتذكر جيّداً كيف تأثّرت عندما سمعت للمرّة الأولى أوبرا «Madame Butterfly» لبوتشيني، وكيف بدأ لديها جوع كبير لسماع المزيد والمزيد من هذه الموسيقى التي كانت تسكنها. هكذا استجمعت شجاعتها وطلبت من مغنّية أوبرا من أصول أرمنية - جورجية كانت تدرّس في الكونسرفتوار أن تستمع إليها وتعطي رأيها بصوتها. بالطبع، الأستاذة ذُهِلت بقدرات صوتية هائلة وخامة نادرة تتناسب بشكل «خطير» مع هذا النوع من الغناء الصعب تحديداً.
وبعد التشجيع، تروي كارولين في حديث خاص لـ»الجمهورية» كيف اتخذت قرارها بالسفر لمتابعة دراستها في الخارج. بالنسبة إلى الصبية اللبنانية المعادلة كانت بسيطة: «الحضور الأوبرالي في لبنان شبه معدوم، وإن وجد فهو محصور بأقليّة صغيرة، اما في الخارج وفي أوروبا تحديداً، فهناك عقود طويلة من الخبرة يمكن الإفادة منها».
هكذا بدأت دراسة الغناء الأوبرالي في ‹›école normale de musique de Paris›› حيث تخرّجت عام 2010 بشهادة دراسات عليا، بعدها تعمّقت في إجراء البحوث الموسيقية العلمية في جامعة «باريس 8»، ولا سيّما عن موسيقى Richard Strauss. وهي ما زالت تواصل تطوير أدواتها التقنية والأكاديمية وتنشط ضمن ‹›Atelier Dramaturgie lyrique››.
اليوم تعود كارولين إلى لبنان حاملةً صوتها وخبرة الأعوام الستة التي أمضتها في أوروبا وسلاحها الدراسات الموسيقية المعمّقة التي حصّلتها على صُعد عدّة، وتكشف لـ»الجمهورية» مشروعين أوبراليين تشارك فيهما في لبنان، الأوّل في 17 و18 الجاري، حيث تشارك بدعوة من السفارة النمساوية في لبنان، وبالتعاون مع المعهد الموسيقي العالي والأوركسترا الفيلهرمونية اللبنانية، بإقامة أمسية أوبرالية ترافقها الموسيقى الأوركسترالية، تبدأها في 17 الحالي في كنيسة مار يوسف شارع أوفلان وتقدّم ثانيها في اليوم التالي في مدينة طرابلس.
أمّا المشروع الثاني الذي تعلنه كارولين بحماسة كبيرة فهو عرض أوبرالي كامل في بيروت في 28 شباط المقبل، حيث ستؤدّي دور المغنيّة الأساسية في أوبرا ‹›Cavalleria Rusticana›› للمؤلف الإيطالي Pietro Mascagni، وذلك بمرافقة الأوركسترا الفيلهرمونية اللبنانية وبقيادة المايسترو هاروت فازيليان.
وعلى رغم التحدّيات وانحصار الاهتمام الجماهيري بالأوبرا في لبنان بنخبة من المثقفين، تؤكّد كارولين إيمانها بحس اللبناني المرهف وذائقته الفنية العالية، وترى في خطوة تقديم أوبرا كاملة في لبنان حلماً يتحقق بالنسبة إليها.
في جعبة الشابة اللبنانية اليوم أحلام أخرى كثيرة، بينها مضاعفة الدعم الرسمي لهذا الفن الراقي لتشجيع المواهب الموجودة في لبنان وتلك التي تجاهد لتسجيل النجاح في الخارج. أمنيتها أن ترى يوماً فرقة أوبرالية وطنية تحمل اسم لبنان ومسرحاً ومدرسةً لاحتضان المواهب اللبنانية وتمكينها من المنافسة عالميا،ً إضافة إلى تبنّي المواهب وتشجيعها ودعمها في إطار سياسة ثقافية وسياحية ووطنية تتعدّى الحدود.
فهل يتحقق الحلم؟ كارولين تؤكّد أنّ ذلك ليس مستحيلاً. وإلى ذلك الحين، يبقى متذوّقو هذا الفن الراقي على موعد مع السوبرانو اللبنانية في عرضين في بيروت وطرابلس منتصف الشهر الحالي، وفي أوبرا كاملة منتصف شباط.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
07:43
لحسابات لبنانية حذرة
1
07:35
نظام جديد لرابطة مارونية... لا تكون: «بيت بمنازل كثيرة!»
2
Dec 14
استراليا تتّهم إيران بهجوم سيدني... وتطرد السفير!
3
Dec 14
ممثل "الحزب" في طهران: لن نتخلى عن سلاحنا تحت أي ظرف وسنردّ بحزم
4
Dec 14
الشرطة الأسترالية تكشف ملابسات هجوم سيدني "الإرهابي"
5
20:50
خلاصة "الجمهورية": إطلاق نار في سيدني يفتح باب التصعيد الدبلوماسي
6
Dec 14
الرابطة المارونية تعقد جمعيتها العمومية.. الحلو: مستمرون بالدفاع عن حقوق الموارنة ولبنان
7
07:29
ما بعد زيارة البابا التاريخية للبنان
8