تاكاكورا لـ«الجمهورية»: صوتٌ داخلي قادني إلى الإبداع
تاكاكورا لـ«الجمهورية»: صوتٌ داخلي قادني إلى الإبداع
طوني نجم
جريدة الجمهورية
Wednesday, 20-Nov-2013 00:02
«اخترتُ لبنان لإكمال مسيرتي الفنيّة، وخلال إقامتي فيه استوحيت من النزاعات والاختلاف مواضيع جديدة للوحاتي الفنيّة التجريديّة»، هذا ما قاله الفنّان الياباني يوشينوري تاكاكورا لـ»الجمهورية» على هامش مهرجان اليابان الفنّي الأول الذي تقيمه سفارة اليابان بالتعاون مع الجامعة اللبنانيّة.
تاكاكورا حائز شهادة دكتوراه في الرسم من كلّية الفنون الجميلة في طوكيو، وهو مقيم في لبنان منذ اكثر من سنتين.
وروى أنّه التقى شابّاً لبنانيّاً في إحدى المُناسبات الاجتماعيّة في طوكيو، يُشبه أحد ابطال القصص المُصوَّرة اليابانية، فاقترب منه وسأله عن تسريحة شعره والأكسسوارات التي يرتديها، وهي شبيهة بزيّ "غريندايزر" المشهور في اليابان، ودُهش عندما قال له الشابّ إنّ "غريندايزر" هو أحد أشهر شخصيات الرسوم المُتحرِّكة في لبنان أيضاً.

وقال: "هنا بدأنا الشابّ وأنا حديثنا عن بلدَينا، أي لبنان واليابان، وغُصنا في التفاصيل الاجتماعية والدينيّة والسياسيّة، ووجدت في حديثه نوعاً من الشغف والحب والحماسة عندما يتحدّث عن لبنان، ما دفعني إلى رؤية هذا البلد الذي حذّرني الجميع من القدوم اليه بسبب الأحوال الأمنية، وكان جوابي في كل مرّة: أنظروا الى عدد القتلى في العالم من جرّاء الفياضانات والكوارث الطبيعية وحوادث السير، لتجدوا أنّ لبنان بلد آمن نسبيّاً".

وتابع تاكاكوري: "لوحاتي مزيج من المشاعر والتفاعلات، وأنا أرسم لوحات كبيرة الحجم إجمالاً، وهي تجريديَّة مُقسَّمة إلى طبقات مُتعدِّدة في اللوحة الواحدة، وأنا أستعمل ألواناً عدّة وهو أمر مُحبَّب في اليابان، خصوصاً أنَّ المدرسة اليابانية في الرسم تعتمد على كثرة الألوان".

التسميات التي يُطلقها تاكاكوري على لوحاته غريبة أحياناً، كتسمية Human Vegetables أو الخضار التي تُشبه الإنسان، وهي مجموعة لوحات تدلّ على مدى تميّز الفنّان في رسم التناقضات وإدخال المشاعر إلى الأشياء غير المُتحرِّكة وربطها بالمشاعر الإنسانيّة.

وشرحَ: "يُمكنني الرسم أينما وُجدت في لبنان، وليس هناك مكان معيّن يُلهمني آكثر من غيره، لكنّني وجدت سحراً لا يُفسَّر في مغارة جعيتا التي زرتها مرّتين، فقلتُ في نفسي: "أنا الذي يرسم اللوحات التجريديّة ولا يرسم الطبيعة أو البورتريه، أصبح بإمكاني رسم بعض المناظر الطبيعيَّة المستوحاة من أماكن مثل جعيتا".

وحدّثنا تاكاكوري عن لوحته الأخيرة التي بدأها منذ أشهر ولم يُنهِها، قائلاً: "هذه لوحة عملاقة يفوق طولها مترَين، وسيجد المشاهد نفسه عندما ينظر إليها مُحاطاً بها على طريقة الـ surround system في الموسيقى، لأنَّ الألوان المُعتمدة والطبقات أو الـ Layers التي تُكوِّن هذه اللوحة مشغولة بطريقة دقيقة، وركّزتُ فيها على اللون الأصفر الذي يفصل بين الفكرة والأخرى، وأنا أعتقد أنها ستكون بمثابة Masterpiece ضمن مجموعة لوحاتي".

وختاماً، تمنّى تاكاكوري إنشاء مُحترفات في لبنان لتعليم الرسم، يُشارك فيها فنّانون من بلدان مختلفة، فيتطارحون الآراء ويتبادلون الخبرات، حاضّاً هواة الرسم المُبتدئين على "الإنصات إلى إحساسهم الداخلي لأنّه سيقودهم نحو الإبداع".
theme::common.loader_icon