وضعوه في دولاب وضربوه بقسوة...هذا ما كشفه الطفل السوري عن قصة تعذيبه
Tuesday, 08-Oct-2013 17:20
في قصة تتكرر في كل يوم في سوريا بعضها يخرج للعلن والآخر يبقى أسير القضبان، معاذ عبدالرحمن طفل من مواليد 1999 من سكان مدينة حماة لم يشفع له صغر سنه وطفولته من التعرض لأقسى أنواع التعذيب والانتهاكات والمحاكمة.

ووفق ما ذكره مركز توثيق الانتهاكات في سوريا اعتقلت عناصر أمنية الطفل معاذ عندما كان مع صديق له في سوق المدينة عندما شاهد سيارة مليئة بعناصر أمنية ليصاب بالتوتر ويقوم بتغيير طريقه ليكون مصيره الاقتياد وتباعاً الاعتقال والنقل الى فرع الأمن العسكري في مدينة حماة بعدما اكتشفوا أن له اسما في قائمة المطلوبين.

وتحدث معاذ قائلاً "تم اقتيادي بعدها الى زنزانة منفردة طولها متران وعرضها متر يوجد فيها 4 معتقلين وأنا الخامس، كنا نضطر الى إغلاق فتحة المرحاض الموجودة داخل الزنزانة لكي ننام فوقها بسبب ضيق المكان الشديد".

وأضاف "في أول يوم لوصولي للفرع استدعيت مساء إلى جلسة التحقيق الأولى وتم تعذيبي بطريقة الدولاب والضرب بعصا خشبية على كافة أنحاء جسمي، ووجه لي المحقق تهمة حمل السلاح وضربت لمدة ما يقرب الثلاث ساعات كي أعترف بهذه التهمة الموجهة لي لكنني لم أعترف، حيث إني لم أحمل سلاحاً أبداً".

وبدأ معاذ يعاني من مشاكل صحية وجسدية بسبب سوء المعاملة والتعذيب وقذارة الزنزانة لكن لا حياة لمن ينادي حيث كانت ترفض في كل مرة طلباته بالحصول على علاج بسيط له.

وبدأت سلسلة اعترافات الطالب في أولى ثانوي معاذ عند مواجهته بمقاطع الفيديو التي صورها أثناء المظاهرات بعدما قامت قوات أمنية بمداهمة منزله والحصول على كومبيوتره الشخصي.

وتعرض مرارا وتكرارا للضرب بشكل مبرح والإهانة بشتى الألفاظ حتى إنه كان يستدعى للتحقيق بهدف تعذيبه دون توجيه سؤال واحد له.
ويقول معاذ "بعد مرور شهر وأربعة أيام في فرع الأمن العسكري تم نقلي الى الشرطة العسكرية في محافظة حماة ،وصلت الى فرع الـ 600، وعند دخولي للفرع تفاجأت بكمية الأوساخ والروائح الكريهة الموجودة فيه وانتشار الأمراض بشكل كبير بين المعتقلين، دخلت إلى زنزانة ضيقة يوجد فيها من 27 إلى 97 شخصا، وكان لي "بلاطة" واحدة أنام جالسا فيها.

وبعد مضي 67 يوما في فرع 600 تم تحويل معاذ الى النيابة العامة بدمشق ثم الى محكمة الإرهاب بدمشق ليتم نقله الى الشرطة العسكرية في القابون كمحطة إيداع قبل نقله الى سجن عدار حيث يحاكم أمام محكمة الإرهاب.

لكن مسؤولي السجن رفضوا استقبال معاذ بحكم أنه لم يبلغ الثامنة عشرة من العمر، معلنا أن قاضي التحقيق الثامن، أفرج عنه لعدم ثبوت أي جرم بحقه، فخرج معاذ من القصر العدلي بدمشق ليتفاجأ بكم كبير من الناس يسألونه عن أقربائهم من المعتقلين.
الأكثر قراءة