يسجّل لبنان في الآونة الأخيرة طفرة حادة في إصابات الإنفلونزا الموسمية من سلالة (A (H3N2، التي باتت تهدد بإنهاك القطاع الصحي المنهك أساساً. وتبرز خطورة هذه السلالة في سرعة انتشارها عبر الرذاذ والأسطح، وقدرتها على إحداث مضاعفات شديدة مثل ضيق التنفس والارتباك، خاصة بين كبار السن والأطفال والحوامل. ومع بلوغ الأعياد ذروتها، يشدد الأطباء على أن الوقاية وغسل اليدين وأخذ اللقاح المتوفر حالياً لا تزال وسائل فعالة لتجنب الموجة التصاعدية المتوقعة في الأسابيع القادمة.
وفي ظل هذه الأزمة الصحية، برزت أزمة نقابية حادة بعد انتقاد نقابة الأطباء في بيروت لإقرار الحكومة مشروع "الفجوة المالية". وترى النقابة أن المشروع لم يميّز بين الحسابات التجارية التي استفادت من الهندسات المالية وبين حسابات صناديق التقاعد التي تمثل "أموالاً مقيدة الغاية" ذات طابع إنساني واجتماعي. وتؤكد النقابة أنها تؤدي وظيفة الدولة في تأمين كرامة الأطباء المتقاعدين، معتبرة أن أي قيود إضافية على هذه الأموال هي تهديد مباشر للأمن الاجتماعي لحقوق مكتسبة وليست استثمارات تجارية، مطالبة بتحريرها فوراً لضمان استمرارية الالتزامات تجاه المنتسبين.
ميدانياً، لم تكن الأوضاع في الجنوب بعيدة عن التوتر، حيث شهدت بلدة الأحمدية اعتراضاً من الأهالي لدورية تابعة لـ "اليونيفيل" بسبب دخولها دون مرافقة من الجيش اللبناني، مما تطور إلى مواجهة استخدمت فيها الدورية القنابل الدخانية، وأسفرت عن نقل إصابات إلى مستشفى سحمر. وبالتوازي مع هذا التوتر الميداني، شهدت أروقة وزارة الخارجية رداً حازماً على تقارير إعلامية بشأن تأخير تعيين سفراء في قبرص واليابان والغابون؛ إذ أوضحت الوزارة أن الوزير يوسف رجي وقّع المراسيم، لكن عوائق إدارية وقانونية تتعلق بملاحظات مجلس الخدمة المدنية وقرارات مجلس الشورى (لا سيما قضية المستشارة جان مراد) هي التي أبطأت المسار، نافية بشدة وجود أي أزمة دبلوماسية مع تلك الدول، ومؤكدة التزامها بالقوانين بعيداً عن "الاستغلال السياسي".
دوليًا، يتصاعد السجال في الولايات المتحدة مع مطالبة الرئيس دونالد ترامب لوزارة العدل بكشف كافة الوثائق المتعلقة بـ "جيفري إبستين"، متهماً الديمقراطيين بالتعاون معه ومحاولة تحويل القضية إلى "حملة اضطهاد" سياسية ضده، خاصة بعد ظهور إشارات لرحلات سابقة له في الوثائق المنشورة. وفي خضم هذا الجدل، يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى فلوريدا للقاء ترامب يوم الإثنين، في زيارة هي الخامسة له هذا العام، لبحث الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وسط آمال بتدخل أميركي فعال لإنهاء الجمود.
وعلى جبهة الصراع الروسي الأوكراني، بلغت المواجهات الجوية مستويات غير مسبوقة؛ إذ أعلنت موسكو عن إحباط هجوم ضخم بـ 111 مسيرة أوكرانية فوق ست مناطق روسية، مما أدى لشلل جزئي في مطارات العاصمة لدواعٍ أمنية. وفي المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعرض كييف لهجوم روسي انتقامي بنحو 500 مسيرة و40 صاروخاً تسبب في انقطاع واسع للكهرباء والتدفئة، معتبراً ذلك محاولة لتقويض جهود السلام قبل اجتماعه المرتقب مع ترامب غداً الأحد، حيث سيسعى الطرفان لرسم ملامح السيطرة الميدانية في حال التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.