David: الوعظ لمن هم مقتنعون
كالوم مارش
Saturday, 27-Dec-2025 07:12

تُقدَّم قصة داود وجالوت بوصفها ملحمة عائلية مُشعِرة بالبهجة، في هذا الفيلم الموسيقي المُتحرّك الذي أصدرته شركة «أنجل ستوديوز»، المعروفة بإنتاجاتها الإعلامية الدينية.

وبشكل ملائم تماماً، فإنّ فيلم «داود» لفيل كننغهام وبرنت داوز، المستند إلى القصة الكتابية الشهيرة الواردة في سفرَي صموئيل، يضرب بقوّة تفوق كثيراً حجمه المتوقع. فالأفلام المسيحية المتحرّكة، مثل إنتاج «دريم ووركس» الصادر مباشرة إلى الفيديو عام 2000 «يوسف: ملك الأحلام»، أو العمل الأحدث «ملك الملوك»، تميل عادة إلى الظهور بمظهر باهت إلى حدٍّ ما، وتفتقر إلى الصقل السينمائي الذي يميّز أفلام الرسوم المتحرّكة ذات الميزانيات الضخمة من «إلومينيشن» أو «بيكسار».

 

لكن من الماء اللامع المنساب فوق حجر مُلتقط من جدول، إلى خيوط الغزل الدقيقة المنسوجة في نسيج على نول، تبدو التفاصيل في كل أرجاء «داود» - الذي تولّت تحريكه شركة «صنرايز أنيميشن ستوديوز» الصغيرة ومقرّها كيب تاون - مدهشة على نحو غير متوقَّع. قد يكون الفيلم وعظياً ومتجهّم النبرة، بلا شك، لكنّه في الوقت نفسه جميل الصنع.

 

أتردّد في انتقاد المادة الأصلية، لكنّ «داود» يعاني مشكلة خطيرة على مستوى الحبكة. فالبطل الراعي الملائكي الملامح، النبيل على الدوام (بصوت فيل ويكهام)، يواجه العملاق جالوت ويهزمه (بصوت كامران نيخاد) عند حدود الدقيقة الـ45 تقريباً، بينما تتبع الساعة المتبقية ما يشبه ما بعد الصراع المتراخي بين داود وشاول (آدم مايكل غولد)، وهو ما يبدو ذروةً مضادّة طويلة ومحبِطة.

 

وفوق ذلك، بينما يُرفَع داود نفسه إلى مكانة شبه أسطورية تقترب من نموذج «بيرنز لكل الفصول»، تُصوَّر الشخصيات الأخرى على هيئة كاريكاتورات تقليدية وقد تكون مُسيئة على الحافة، ولا سيما الملك أخيش المتكلّف والمتباهِي (آسيم تشودري)، وشقيق داود البدين نثنائيل (آرون تافالر)، الذي، في مواجهة الخطر، يملأ فمه بالطعام ويصرخ: «رجاءً، ليس الطعام!». مثل هذه الكليشيهات، وهذه الإخفاقات في الخيال، لا تليق بفيلم يسعى إلى أن يكون مُلهِماً.

الأكثر قراءة