على أرسنال منع أعباء محاولاته السابقة أن تقوّض سباقه إلى اللقب
آرت دي روشيه
Monday, 15-Dec-2025 07:25

أحياناً لا تتطابق التوقعات مع الواقع. في الحقيقة، كثيراً ما لا تتطابق التوقعات مع الواقع. كان معظم الناس يفترضون أنّ مواجهة أرسنال، متصدّر الدوري، مع وولفرهامبتون، صاحب المركز الأخير، ستكون نزهة سهلة، لكنّها كانت عكس ذلك تماماً. إذ اضطرّ أرسنال إلى انتزاع هدفَين عكسيَّين لرسم الابتسامة على وجوه متوترة، بعد 96 دقيقة من كرة القدم، ذكّرت جميع المعنيِّين بمدى سرعة تقلّب الأمور.

عندما كانت الساعة تشير إلى الدقيقة 89، كان لاعبو أرسنال يُبعِدون الكرة على عجل من داخل منطقة جزائهم، في محاولة للتشبُّث بتقدّمهم 1-0. ومع إعادة الكرة إلى الخصم، حثّ مشجّعو المُضيف اللاعبين للضغط على حامل الكرة. لكن بدلاً من ذلك، استجاب اللاعبون بالتمركز على حافة منطقة الجزاء، محاولين الصمود. خلال دقيقة واحدة فقط، تعادل الفريقان، وخيّم شعور قاتم بتكرار الماضي على ملعب «الإمارات».

 

بعد 4 دقائق، تقدّم بوكايو ساكا مرّة أخرى، فحُوّلت إحدى عرضياته إلى الشباك بواسطة يرسون موسكيرا، ليُنقِذ أرسنال ويجعل النتيجة 2-1، لكنّ التوتر الذي سبق ذلك كان دلالة على مجموعة تحمل على كاهلها ثقل 3 محاولات كادت أن تنجح في سباقات اللقب.

 

في المواسم الثلاثة التي نافس فيها أرسنال على اللقب، كان في كثير من الأحيان أسوأ أعدائه. في موسم 2022-2023، امتلك تقدّماً في مباريات حاسمة خلال شهر نيسان، قبل أن يتعادل 3 مرّات متتالية ويوقف آماله في التتويج. وفي الموسم التالي، أضاع نقاطاً أمام فرق كان متوقعاً أن يهزمها، وهو ما تبيّن لاحقاً أنّه مكلف. أمّا الموسم الماضي، فكان مزيج الإصابات والإيقافات هو ما أطاح به.

 

هذا الموسم، يسمح التوتر المُصاحِب لكل هذا الإرث بحدوث لحظات غريبة ما كانت لتقع في الظروف الطبيعية. لا يتحمّل شخص واحد، أو مجموعة بعينها، المسؤولية، لكنّ الأجواء تتغذّى من كل مَن يشارك في العرض الأسبوعي الذي يُدعى أرسنال: الجماهير، اللاعبون، الجهاز الفني، الإعلام...

 

كل عنصر يُغذّي الآخر، ولا يتجلّى ذلك أكثر ممّا يحدث في يوم المباراة. كان التوتر ملموساً حتى عندما تقدّم 1-0 على برنتفورد. وقبل تسجيل الهدف الثاني في تلك المباراة، بدا اللاعبون متردِّدين بين السعي لإحراز هدف إضافي أو الحفاظ على التقدُّم الذي يملكونه. في تلك الليلة، أدّى الصراع الذهني إلى ردّ فعل غاضب في المدرّجات، عندما أظهر الحكم الرابع 6 دقائق وقتاً بدل ضائع، قبل أن يُسجِّل ساكا الهدف الثاني خلال دقيقة واحدة فقط.

 

وعند العودة إلى شمال لندن لاستضافة وولفرهامبتون، عُرضت مرّة أخرى 6 دقائق على اللوحة قبل أن يُسجِّل أرسنال هدفه الثاني. فاعتبر ميكيل أرتيتا: «يجب أن يأتي الأمر منا»، عندما سُئل عن الأجواء، ولم يُخفِ خيبة أمله من أداء فريقه.

 

وكان أرتيتا يهزّ رأسه بالفعل في منتصف سؤال مختلف حول تراجع لاعبيه إلى الخلف في الدقائق الأخيرة. وعندما حان وقت الإجابة، أوضح: «نتراجع أكثر، ثم تُصبح الكرة في يَد حارس المرمى، ولا نلعب. نحن فقط نُبعد الكرة. هذا خطؤنا، وعلينا أن نواصل اللعب بالطريقة التي يجب أن نلعب بها. يمكننا إدارة النتيجة بطريقة معيّنة، لكن يجب أن يكون ذلك نابِعاً منّا، ويمكننا الدفاع عنها لأنّهم يندفعون بكثرة، وهناك لحظات لا يمكنك فيها الضغط عليهم، وهذا مقبول، لكنّ مستوى النشاط في تلك الكتلة الدفاعية يجب أن يكون مختلفاً تماماً عمّا كان عليه».

 

سيشعر أرتيتا بخيبة أمل، خصوصاً بسبب هذا الأمر، نظراً لأنّ إدارة أرسنال للمباريات (كيفية تحكّمه بمزاج المباريات وانفعالاتها) كانت عاملاً حاسماً في تطوّره كمنافس على اللقب. أحياناً، كان يُبطئ إيقاع اللعب خارج أرضه أو يبدأ بقوّة في ملعبه. مؤخّراً، لم يعزف النغمات الصحيحة في الأوقات المناسبة بما يكفي، ما سمح للشك بالتسلّل.

 

مثلاً، لو نجح غابرييل مارتينيلي أو فيكتور يوكيريس في استغلال العرضيات التي أرسلها ديكلان رايس وساكا في الشوط الأول، لكانت الطاقة المتّجهة إلى الشوط الثاني مختلفة تماماً.

 

وأضاف أرتيتا: «كان ذلك مصدر ارتياح، لكن مع فهم واضح جداً بأنّ الفارق كان يجب أن يكون أكبر. لم نكن دقيقين بما يكفي في الشوط الأول، على رغم من عدد المواقف التي خلقناها داخل منطقة جزاء الخصم، ولم نختر لون القميص الصحيح في مناسبات كثيرة. كان علينا أن نتحسن في الشوط الثاني في هذا الجانب. أعتقد أنّنا فعلنا ذلك، وخلقنا فرصاً أكثر للتسجيل، لكن بعد ذلك مررنا بفترة دقيقتين أو 3، كنا فيها متراجعين، سلبيِّين تماماً، مع عادات دفاعية سيّئة للغاية، وهذا لا يقترب أبداً من المستوى المطلوب أمام فريق لم يُسدِّد أي كرة على المرمى، وفي أول مرّة أُتيحت له الفرصة، سجّل هدفاً، وهو الدوري الممتاز».

 

إنّه الـ«بريميرليغ»، وستكون هناك 22 مباراة أخرى مليئة بالصعود والهبوط. العاطفة جزء طبيعي وضروري، لكنّ فهم مدى حساسية كل واحدة من هذه المباريات قد يساعد في جعل الطريق إلى شهر أيار أكثر احتمالاً.

 

سقط أرسنال بهدف في الوقت بدل الضائع أمام أستون فيلا، لكنه نهض بفضل هدف مماثل السبت. قد يرغب البعض في رؤية سلوكيات معيّنة في لحظة ما، بينما يشعر آخرون بأنّ طريقة مختلفة هي الأفضل، وكلّهم يُريدون الشيء عينه. ومع تقدّم الموسم، سيأمل أرتيتا أن تخلق تلك الرغبة الجماعية مزيداً من الحماسة بدلاً من التوتر، لكنّه يدرك أنّ عليه وعلى لاعبيه أن يكونوا مصدر ذلك.

 

ففي نهاية المطاف، كانت تلك العلاقة التكاملية بين مَن هم على أرض الملعب ومَن هم في المدرّجات، جزءاً كبيراً ممّا حمل أرسنال إلى هذا المسار التصاعدي بعد الجائحة، ويمكن أن تفعل ذلك مجدّداً هذا الموسم.

الأكثر قراءة