إثر هزيمة درامية: هل موقع ألونسو في خطر؟
ماريو كورتغانا وغيّيرمو راي- نيويورك تايمز
Wednesday, 10-Dec-2025 07:32

مستقبل المدير الفني تشابي ألونسو أصبح على المِحَك. الضغوط حقيقية حول المدرب (44 عاماً)، بعد الهزيمة أمام ضيفه سيلتا فيغو 0-2، ممّا يعني أنّ ريال مدريد حصد 6 نقاط فقط من أصل 15 ممكنة في الدوري الإسباني.

بعد فوزه على برشلونة 2-1 في 26 تشرين الأول، كان ريال مدريد متقدّماً بـ5 نقاط في الصدارة. اليوم، بات متأخّراً بـ4 نقاط عن غريمه الكاتالوني الذي فاز 5-3 على ريال بيتيس. أمّا فياريال الثالث، فله مباراة مؤجّلة ويتأخّر بنقطة واحدة فقط عن مدريد.

 

تلقّى فريق ألونسو بطاقتَين حمراوَين الأحد. طُرد فران غارسيا (د64) بينما كان سيلتا متقدّماً 1-0، ثم لحِقه ألفارو كارّيراس في الوقت بدل الضائع، وبعدها سجّل سيلتا الهدف الثاني. حتى إندريك، الذي لم يشارك، تلقّى بطاقة حمراء بسبب احتجاجه على طرد كارّيراس. بدا سيلتا الطرف الأفضل في معظم فترات المباراة، وواجه لاعبو مدريد صفيراً من الجماهير.

 

تدهورت الأمور أكثر بخروج المدافع البرازيلي إيدير ميليتاو مصاباً (د24)، ويتوقّع أن يغيب بين 3 و4 أشهر، إذ أوضح النادي أنه يعاني من «تمزّق في العضلة ذات الرأسَين الفخذية في ساقه اليسرى، بما في ذلك الوتر القريب».

كل ذلك وضع قيادة ألونسو تحت مستوى جديد من التدقيق الحاد. منذ تعيينه بديلاً لكارلو أنشيلوتي في أيار، عاشَ بداية إيجابية، قبل أن تتراجع هيبته ويتراجع أداء الفريق بشكل واضح.

 

هل يمكن أن يُقال ألونسو؟

 

بعد الهزيمة، عقد كبار مسؤولي ريال، بمَن فيهم الرئيس فلورنتينو بيريز والمدير العام خوسيه آنخيل سانشيز، نقاشات داخلية حول وضع الفريق ومستقبل ألونسو.

استناداً إلى ما جرى تداوله، لم يُبدِ أي من المصادر المحسوبة على النادي، واستطلعتها «ذا أتلتيك»، ثقة بأنّ ألونسو سيبقى في موقعه إذا خسر الفريق أيضاً أمام مانشستر سيتي في دوري الأبطال الليلة. يُفضّل النادي الإبقاء على ألونسو والإيمان بالمشروع، لكنّ النتائج هي المعيار الأول داخل نادٍ بهذه المتطلبات العالية.

 

وعلى رغم من أنّ الإدارة لا ترى أنّ ألونسو يتحمّل المسؤولية كاملة، فإنّها غير راضية عن صورة الفريق ونتائجه الأخيرة. كما تسود مخاوف من أنّ جزءاً مهمّاً من غرفة الملابس لا يرتبط جيداً بالمدرب وأفكاره.

يملك النادي قائمة بدلاء محتملين في حال اتخاذ قرار الانفصال عن ألونسو، ويتقدّمها المدافع السابق ألفارو أربيلوا الذي يحظى بتقدير كبير ويقود «كاستيا».

 

تشير مصادر في النادي ترتبط جيداً بالإدارة إلى ثقة بيريز ومحبّته الكبيرة لزين الدين زيدان، لكنّ لا شيء واضحاً حول إمكانية عودته. في الأسابيع الأخيرة، تحدّثت مصادر قريبة من المدرب الفرنسي عن رغبته في تولّي قيادة المنتخب الفرنسي.

بيريز لجأ إلى زيدان في ظروف مشابهة في آذار 2019 إثر سوء نتائج تحت قيادة جولين لوبيتيغي وسانتياغو سولاري، على رغم من أنّ زيدان غادر النادي بطريقة مثيرة للجدل في أيار 2018 بعد تتويجه بثلاثة ألقاب متتالية في دوري الأبطال.

 

وسائل إعلام إسبانية، بينها «إل موندو»، ذكرت أيضاً اسم الألماني يورغن كلوب كخيار محتمل، لكنّ مصدراً مقرّباً منه أكّد أنّه سعيد بعمله مع ريد بول.

في المؤتمر الصحافي بعد المباراة، واجه ألونسو سلسلة من الأسئلة حول مستقبله، فردّ: «أؤمن بأنّنا معاً قادرون على قلب الوضع. نعرف معنى النقد الذاتي والمعايير العالية في هذا النادي؛ ونعرف أنّ الهزائم مؤلمة جداً، لكن علينا النظر إلى الأمام».

منح ألونسو اللاعبين يومَين من الراحة بعد الفوز 3-0 على أتلتيك بلباو، وهو قرار لم يمرّ بشكل جيّد داخل النادي، إذ اعتُبر أنّ الفريق كان يحتاج وقتاً أطول للتحضير لمواجهة سيلتا.

 

ماذا حدث الأحد؟

بدا أنّ مدريد وجد طريقه أخيراً عبر أداء جماعي قوي ضدّ بلباو، لكنّ تلك الأجواء تبخّرت سريعاً. كان سيلتا أكثر فعالية ودقّة في الاستحواذ والهجوم، واستحقّ الفوز. خسر مدريد الكرة 14 مرّة أكثر من خصمه، وسدّد ضعف عدد محاولاته من دون جدوى.

 

المقلق أيضاً هو غياب الصلابة. كما حدث في التعادل 2-2 أمام إلتشي و1-1 أمام جيرونا، تأخّر فريق ألونسو ولم يجد طريق العودة. بعد طرد غارسيا (ببطاقتَين صفراوَين خلال دقيقة) رفع مدريد أخيراً من إيقاعه. امتلك كيليان مبابي أفضل فرصة للتعادل تقريباً، عندما لعب كرة ساقطة مرّت فوق العارضة بقليل. والتقطت الكاميرات ردّة فعل ألونسو على الطرد وهو يقول: «يا فرّان، هل تمزح معي بحق الجحيم؟».

 

في الوقت المحتسب بدل الضائع، طُرد كارّيراس لقوله للحكم أليخاندرو كينتيرو غونزاليس: «أنتَ سيّئ جداً». ما أثار سلسلة من الاحتجاجات من مقاعد بدلاء مدريد، من بينها إندريك (19 عاماً)، الذي تلقّى بدوره بطاقة حمراء. واستمرّت الاحتجاجات بعد نهاية المباراة.

 

نزل داني كارفخال من المدرجات نحو نهاية المباراة، وشارك في الاعتراض على الحكم من الخط الجانبي. فكتب الحكم في تقريره أنّ كارفخال قال له: «المستوى الذي تقدّمه سيّئ، ثم تأتي لتبكي في مؤتمر صحافي». وكان يشير إلى واقعة حدثت قبل نهائي كأس الملك في نيسان ضدّ برشلونة، عندما بكى الحكم ريكاردو دي بورغوس بينغوتشيا وهو يشرح تأثير الانتقادات عليه وعلى أسرته، خصوصاً من قناة ريال مدريد والمنصات الأخرى.

الأكثر قراءة