يعرض الفيلم اللقاء الأول اللطيف ثم المواجهة الدامية بين دينجي، الشاب الساذج الذي يعمل لدى وكالة لصيد الشياطين، وريزي، الفتاة الجميلة التي يتضح لاحقاً أنّها شيطان متنكّر. يجمع الفيلم بين الرومانسية الحالمة والمعارك الفائقة العنف.

يحمل دينجي على كتفيه ماضياً مثقلاً بديون عائلية، وخيانة من الياكوزا، ثم في إحيائه على يَد كلب شيطاني. هذا الشاب ذو الأسنان المسنّنة قادر على التحوّل إلى مقاتل خارق تبرز من ذراعَيه ورأسه مناشير حادّة. قد يبدو استعراض السِيَر الذاتية في عالم الأنمي أمراً مربكاً بعض الشيء، لكن لتبسيط الصورة: دينجي هو شاب هشّ عاطفياً، طفل في هيئة رجل لا يعرف سوى واجباته وشقته المتواضعة، ويميل إلى المونولوغات الداخلية حين يحاول فهم مشاعره تجاه النساء.

لذا، بينما يتحوّل Chainsaw Man إلى معركة جبارة بين قوى خارقة، فإنّه يرسم أيضاً خريطة نفسية للثقة والانهيار والتحرّر الفوضوي. تُكلّفه رئيسته الصارمة ماكيما بمهمّة جديدة إلى جانب شريك متهور يُدعى بيم (المعروف أيضاً بشيطان القرش)، ثم تدعوه لاحقاً إلى يوم غريب يقضيه في مشاهدة سلسلة من الأفلام. غير أنّ دينجي يقع في دوامة من الارتباك فور لقائه بريزي الرشيقة ذات الطابع الغامض، حين يجتمعان صدفة تحت المطر ثم يتقاسمان لحظات هادئة في المقهى الذي تعمل فيه.

تُقدَّم مشاهد الفيلم بألوان خافتة وخطوط ناعمة، ويشهد نصفه الأول إيقاعاً بطيئاً قبل أن يتحوّل فجأة عندما تصطحب ريزِه دينجي إلى مبنى مدرسي ليلاً في موعد غامض يتضمّن سباحة حالمة في المسبح. عندها يظهر قاتل مأجور يستهدف ريزِه، لينقلب مسار الأحداث إلى ساحة صراع وحشي تقوم على مبدأ «اقتل أو تُقتل». وسرعان ما يُكشف أنّ ريزِه ليست سوى شيطانة القنابل، كائن مرعب أنيق المظهر قادر على التسبب بانفجارات وحتى تفجير نفسه بمجرّد سحب دبوس.

فيما تتلاقى المعارك بين دينجي وخصومه فوق شوارع المدينة، يمكن للمشاهد أن يستمتع بالمواجهة على مستوى الإحساس الخالص. هنا تظهر قدرة الأنمي الباهرة على تجميد اللحظة وتكثيف الحركة والعاطفة داخل الإطار الواحد. تتطاير ريزِه ودينجي وغيرهما من الشخصيات مثل شيطان الإعصار في فضاء مرتجف فوق طوكيو، ينفجر فيه الهواء شرراً وناراً ودماء، على أنغام موسيقى صاخبة نابضة.

يُعدّ الصراع المركزي بين دينجي وريزِه الأكثر وضوحاً وسهولة في المتابعة حتى لِمَن لم يطّلع على المادة الأصلية. غير أنّ الخط الجانبي الذي يتناول شخصيتي آكي وأنجل، وهما صيادا شياطين يرتديان البزّات الرسمية، كان يمكن أن يحظى بتطوير أكبر داخل الفيلم، والأمر نفسه ينطبق على الظهور المحدود لكنّ المحوري للشخصية المتقلبة ذات القرنَين باور.

تنتهي حياة دينجي موقتاً إلى أرض الواقع بخاتمة رقيقة تتناول مشاعره تجاه خيانة حبّه، إلّا أنّه من الصعب تجاهل محدودية شخصيّته من الناحية النفسية. وبعد مغامرات الفيلم المدوّية، قد تكون الشخصية التي نجد أنفسنا نتماهى معها أكثر، هي ذلك المدني الذي يظهر مرتعداً ومتوسلاً وسط شارع مدمّر.