مودي استقبل بوتين بالأحضان..
Friday, 05-Dec-2025 12:28

في لحظة جيوسياسية شديدة التعقيد، استقبل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نيودلهي بأعلى درجات الحفاوة، واصفاً إياه بالصديق، في زيارة تُعد الأولى لبوتين إلى الهند منذ أربع سنوات، وأبرز محطة في مسار العلاقات الثنائية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.

 

فلطالما كانت الهند أكبر مشترٍ للمنظومات العسكرية الروسية منذ عقود، من المقاتلات "سوخوي" والدبابات "تي-90" إلى منظومة الدفاع الجوي "S-400".

 

وخلال المحادثات الأخيرة، أكد بوتين استمرار الثقة بين البلدين في هذا المجال، مشيراً إلى مشاريع مشتركة تشمل الطيران والفضاء والذكاء الاصطناعي.

 

كما أعلن وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف في اجتماعات منفصلة، استعداد موسكو لدعم الهند في "تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية"، في إشارة إلى مبادرة مودي "صُنع في الهند" التي تهدف لخفض الاعتماد على الواردات.

 

وتتضمن الاتفاقات المتوقع إعلانها مشاريع جديدة، منها شراكة بين شركات هندية ومجموعة "أورالتشم" الروسية لإنشاء مصنع أسمدة داخل روسيا، إضافة إلى سعي مصرفي "غازبروم بنك" "ألفا بنك" لتوسيع حضورهما داخل النظام المالي الهندي لدعم التبادل التجاري.

 

وتأتي زيارة بوتين في وقت حساس بالنسبة للهند، حيث تخوض مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة لخفض الرسوم العقابية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب مشتريات نيودلهي من النفط الروسي.

 

والهند، التي لم تُدن موسكو رسمياً في الحرب الأوكرانية، تحاول الحفاظ على توازن دقيق بين تحالفها التاريخي مع روسيا وشراكتها الاستراتيجية متنامية الأهمية مع واشنطن. ويصف محللون هذا الموقف بأنه "معضلة الهند"، حيث إن التقدم نحو طرف قد يُغضب الآخر.

 

فرغم الضغوط الغربية، تؤكد نيودلهي أن تعاملها مع موسكو لا يتجاوز القواعد الدولية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يواصلون استيراد ما قيمته مليارات الدولارات من الطاقة الروسية.

 

ومع تصريح بوتين بأن "لروسيا والهند علاقات كبيرة في المجال العسكري التقني"، بدا واضحاً أن موسكو تراهن على نيودلهي كشريك استراتيجي قادر على كسر العزلة الغربية وتوسيع مسارات التعاون في التكنولوجيا المتقدمة والطاقة والتجارة.

الأكثر قراءة