رغم الموقف الرسمي الداعي إلى التفاوض، عاد المشهد الميداني ليأخذ منحى مختلفاً، إذ تلقّى اللبنانيون في الجنوب إنذارات عاجلة لإخلاء مبانٍ قال الجيش الإسرائيلي إنه يعتزم قصفها، معلناً استهداف مستودعات أسلحة تابعة لحزب الله.
بالتوازي، انعقدت جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا. وبعد انتهائها، أوضح وزير الإعلام بول مرقص أن رئيس الجمهورية جوزاف عون استهلّ الجلسة بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إنجاح الزيارة البابوية، متوقفاً عند صورة الوحدة التي أظهرها اللبنانيون خلالها.
كما تطرّق الرئيس عون إلى قرار تكليف السفير سيمون كرم رئاسة لجنة الوفد اللبناني في "الميكانيزم"، وذلك بعد مشاورات مع الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، مؤكداً ضرورة عقد المفاوضات في الناقورة وضمّ عنصر مدني إلى اللجنة. واعتبر أن الجلسة الأولى كانت تمهيدية لجلسات ستُعقد اعتباراً من 19 الشهر الجاري، مشدداً على اعتماد لغة التفاوض كبديل عن لغة الحرب، وعلى عدم تقديم أي تنازلات تتعلق بسيادة لبنان، ومطالباً الولايات المتحدة ومجلس الأمن بالمساعدة في إنجاح المسار التفاوضي.
من جانبه، قدّم وزير المالية عرضاً إيجابياً عن الوضع المالي، مؤكداً تحقيق مؤشرات مطمئنة، لافتاً إلى طلب صندوق النقد الدولي تسجيل فائض وفرض ضرائب إضافية، وشدّد على أن وزارة المالية لا تعتزم اعتماد هذه الإجراءات في الظروف الحالية. وأكد أن المالية العامة مستقرة وأن الفائض بالليرة اللبنانية بدأ يتحقق.
كما عرض قائد الجيش العماد رودولف هيكل التقرير الشهري، الذي تناول أبرز المهمات في منطقة جنوب الليطاني والإجراءات الأمنية المواكبة لزيارة البابا، مع الإشارة إلى التزام المؤسسة العسكرية بالمهل الحكومية رغم بعض الصعوبات اللوجستية.
وفي السرايا، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام رئيس الوفد اللبناني إلى اجتماعات الميكانيزم السفير سيمون كرم، واطّلع منه على نتائج الاجتماع الأخير، مؤكداً أن ترؤسه للوفد يشكّل خطوة مهمة في تعزيز عمل الآلية.
من جهته، أعرب السفير الأميركي ميشال عيسى عن تقديره للحكومة والشعب اللبناني على حفاوة الاستقبال خلال الزيارة البابوية، مشيداً بالاحترافية والوحدة التي رافقت تنظيم الحدث.
كما أثنى على قرار لبنان وإسرائيل فتح قناة للحوار في هذه المرحلة الحساسة، معتبراً ذلك خطوة شجاعة تعكس رغبة حقيقية في التوصل إلى حلول سلمية. ورحّب بالتوجه اللبناني نحو اعتماد الحوار، مؤكداً دعم بلاده لكل الجهود الهادفة إلى تعزيز السلام والاستقرار.
وفي سياق منفصل، وجّه وزير الخارجية الإيراني دعوة إلى نظيره اللبناني يوسف رجي لزيارة طهران لبحث الملفات الثنائية والإقليمية.
هذا وأصدرت قيادة الجيش بياناً نفت فيه معلومات تداولها موقع أجنبي حول ولاءات بعض العسكريين، مؤكدة التزام عناصرها بالعقيدة العسكرية وولاءهم للمؤسسة والوطن، وداعية إلى عدم نشر أخبار مشبوهة تستهدف سمعة الجيش في هذه المرحلة الدقيقة.
اقليميا، كان لافتا اصدار الحكومة العراقية صباحا، قراراً رسمياً يقضي بتصنيف كل من "حزب الله اللبناني" و"أنصار الله" (الحوثيين) كـ"جهات إرهابية" داخل البلاد، وبموجبه أمرت بتجميد جميع أموالهم وأصولهم. الا أنه وبعد ساعات، اعلن العراق انه "لم نصنف حزب الله وجماعة الحوثي "منظمات إرهابية" وما نُشر خطأ سيتم تصحيحه". وأفادت وكالة الأنباء العراقية أن "لجنة تجميد أموال الإرهابيين أعلنت انه سيتم تصحيح القائمة التي نشرت من دون تنقيحها".
الى رفح، حيث قتل قائد ما يسمى بالقوات الشعبية ياسر أبو شباب على يد مجموعة مسلحة. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن هذا صراع داخلي، وليس من تدبير حماس، خلافًا للتقارير الواردة من قطاع غزة.
والقوات الشعبية هي فصيل مسلّح مناهض لحركة حماس في غزة.
على خطّ آخر، اجتمع الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم في قصر الشعب بدمشق، مع وفد أعضاء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وعدد من المسؤولين الأمميين، بحضور عدد من الوزراء في الحكومة السورية.
وفي إطار "مبدأ المسؤولية الإقليمية"، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن البلاد تتخذ التدابير اللازمة لمواجهة التهديدات في منطقة البحر الأسود.
وتهدف الإجراءات المتخذة إلى ضمان أمن مناطقنا البحرية ومنشآتنا الحيوية تحت الماء والسطح. وتشمل هذه الإجراءات الاستطلاع والمراقبة باستخدام القوات البحرية والجوية، بالإضافة إلى مواصلة الأنشطة ضمن مجموعة العمل بشأن الألغام في البحر الأسود".
دوليا، فرضت المملكة المتحدة، عقوبات كاملة على جهاز المخابرات العسكرية الروسي.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة إن من وصفهم بـ"عملاء الجهاز" ينفذون أوامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سعياً لزعزعة استقرار أوكرانيا، ومحاولة نشر الفوضى والاضطراب في جميع أنحاء أوروبا.
وتستهدف عقوبات اليوم أيضاً ثمانية ضباط في المخابرات العسكرية السيبرانية لعملهم مع جهاز المخابرات العسكرية الروسي (GRU)، وهو الجهاز المسؤول عن العمليات السيبرانية التي استهدفت ضابط الاستخبارات الروسي السابق، سيرغي سكريبال وابنته على الأراضي البريطانية.
في سياق منفصل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المرحلة الثانية من خطته للسلام في غزة "ستخضع للتعديل قريباً جداً"، وسط تصاعد القلق من تعثرها وعدم إحرازها تقدما ملموسا في التنفيذ.