‎خُلاصة "الجمهورية": إسرائيل تعلن اغتيال "الرجل الثاني" في حزب الله
Sunday, 23-Nov-2025 20:24

 

‎شهدت الضاحية الجنوبية وتحديداً  منطقة حارة حريك، انفجاراً ضخماً يوم الأحد، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نجح باستهداف هيثم علي الطبطبائي قائد أركان "حزب الله".

ووصفت ‎صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"إسرائيل هيوم"  الهجوم بأنه "أحد أخطر الضربات" منذ الهدنة بين إسرائيل وحزب الله في تشرين الثاني 2024، معتبرتين أنه "تصعيد كبير يدفع الهدنة الهشة نحو الانهيار"، وهو أول استهداف لبيروت منذ 5 أشهر.

وطبطبائي، المصنّف إرهابياً وفق الولايات المتحدة عام 2016، يُعد إحدى أبرز الشخصيات العسكرية في الحزب، وقاد سابقاً عمليات في سوريا واليمن.

‎وفي موقع الهجوم، حضر النائب علي عمار عن كتلة "الوفاء للمقاومة"، مؤكداً أن "العدوان الغادر استهدف منطقة سكنية بامتياز"، ومشدداً على استمرار الصمود وقوة المقاومة مستمدة من الشعب وشهدائه.

وأكّد نائب رئيس المجلس السياسي لـ"حزب الله" محمود قماطي أنّ "أحد المسؤولين تم استهدافه في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، قائلًا: "نعمل على التأكد من هوية الشخصية".

 

وأضاف من موقع الاستهداف: "ملتزمون بالتنسيق الكامل مع الدولة والجيش اللبناني، عدوان اليوم خرق للخطّ الأحمر".

 

ولفت إلى أنّ "العدوان اليوم على الضاحية يفتح الباب أمام تصعيد العدوان على كلّ لبنان"، موضحًا أنّ "المقاومة هي من تقرر كيفية الرد عليه".

 

في المواقف، اعتبر رئيس الجمهورية جوزاف عون ان استهداف اسرائيل الضاحية الجنوبية من بيروت بعد ظهر اليوم وتزامن هذا الاعتداء مع ذكرى الاستقلال "دليل آخر على انها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد واعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان بل إلى المنطقة كلها".

 

واضاف : "ان لبنان الذي التزم وقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة حتى اليوم ، وقدم المبادرة تلو المبادرة ، يجدد دعوته للمجتمع الدولي بان يتحمل مسؤوليته ويتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه منعا لاي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة من جهة .، وحقنا لمزيد من الدماء من جهة اخرى ".

 

بدوره، كتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر منصة "أكس": "إنّ الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم يتطلب توحيد كل الجهود خلف الدولة ومؤسساتها. إنّ حماية اللبنانيين ومنع انزلاق البلاد إلى مسارات خطرة هي أولوية الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة. فهي ستواصل العمل بشتى الوسائل السياسية والدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل حماية اللبنانيين، ومنع أيّ تصعيد مفتوح، وبما يضمن ووقف اعتداءات إسرائيل وانسحابها من ارضنا، وعودة أسرانا. لقد أثبتت التجارب أنّ الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار يمرّ عبر التطبيق الكامل للقرار 1701، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمهامه".

 

‎وفي الجنوب، نفذت طائرة مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه على سيارة في بلدة عيْتا الشعب – قضاء بنت جبيل، ما أدى إلى وفاة الأسير المحرر محمد صالح، وفق الوكالة الوطنية للإعلام، بينما كان ينقل معدات لترميم منزله في حي الرجم.

 

‎في الموازاة، تواصلت المواقف الروحية في مناسبة الأحد. فقد ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي في بكركي، بحضور شخصيات دينية ومدنية. وفي عظته بعنوان: "ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك"، تحدث الراعي عن معنى البشارة كبداية تاريخ جديد وانفتاح القلب على عمل الله، مشدداً على أن كل تغيير يبدأ من الداخل. وربط الراعي بين "نعم" مريم وبين حاجة لبنان إلى نهضة جديدة، والانتقال من الشلل والانقسام إلى الوحدة والرجاء. وأكد أن الاستقلال ليس مجرد احتفال بل "وعد وطني متجدد"، داعياً إلى شجاعة داخلية تعيد للبنان هويته، وإلى مسؤولين يقولون "ها أنا" أمام الواجب الوطني.

 

‎كما ترأس متروبوليت بيروت الياس عودة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، حيث ركز في عظته على العلاقة بين الإنسان والله، وعلى الحكمة المستخلصة من مثل "الغني الغبي" الذي جمع الخيرات ونسي أساس الحياة الروحية. وأشار إلى أن الغنى الحقيقي هو ما يُبنى على حجر الزاوية الذي هو المسيح، وأن الإنسان يصبح فارغاً حين يخزن لذاته. وانتقل عودة ليطبق هذه المفاهيم على الواقع اللبناني، معتبراً أن تفرد أي طرف بالقرار أو استقواءه على الآخرين يهدم الدولة ولا يبني وطناً، مؤكداً أن خلاص البلاد يكون في وحدة أبنائها والعمل تحت سلطة الدولة.

‎سياسياً، أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالاً بالرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد هنأه فيه على إنجاز الانتخابات النيابية العراقية بأجواء من الاستقرار، متمنياً تشكيل حكومة جديدة تواصل مسار التقدم، ومجدداً تعازيه بوفاة شقيقه.

 

‎وفي الشأن النقابي، فاز مرشح "تيار المستقبل" عبد الرحمن مرقباوي بمنصب نقيب الصيادلة في انتخابات سجلت فوزاً كاملاً للائحة "نقابة 2028" المدعومة من تحالف "المستقبل" و"القوات اللبنانية" ومستقلين بنتيجة (12 - صفر). كما انتُخب الدكتور شارل مرقص نقيباً للمعالجين الفيزيائيين، مؤكداً التزامه الدفاع عن حقوق المهنة وصون مصالح المعالجين.

 

اقليميا، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى لموقع "أكسيوس" الإخباري، إن إسرائيل لم تطلع واشنطن مسبقا على الضربة التي نفذت في الضاحية الجنوبية لبيروت، مؤكدا أن الإدارة الأميركية أخطرت فقط بعد تنفيذ الغارة مباشرة.

 

 

 

وأوضح المسؤول أن الولايات المتحدة كانت تعلم منذ أيام أن إسرائيل تستعد لتصعيد عملياتها العسكرية في لبنان، لكنها لم تكن على علم بموعد أو مكان أو هوية الهدف المرتبط بالضربة التي نفذت الأحد.

 

 

 

في المقابل، أكد مسؤولون إسرائيليون للموقع أن الجيش الإسرائيلي استهدف القيادي العسكري البارز في حزب الله علي الطبطبائي داخل ما وصفوه بـ"منزل آمن" في بيروت، مشيرين إلى أنه يعد الرجل الثاني في التنظيم من حيث الأهمية العملياتية.

 

الى ذلم، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الجيش الإسرائيلي شن "ضربة في قلب بيروت استهدفت رئيس أركان حزب الله".

 

 

 

وقال مكتب نتنياهو في أعقاب الغارة على حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، إن المستهدف "قاد تعزيز وتسلح التنظيم الإرهابي".

 

 

 

وتابع البيان المقتضب: "أصدر رئيس الوزراء أمره بالهجوم بناء على توصية وزير الدفاع ورئيس الأركان"، و"تؤكد إسرائيل تصميمها على العمل لتحقيق أهدافها في أي مكان وزمان".

 

 

 

كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بشأن الهجوم: "سنواصل العمل بقوة لمنع أي تهديد على سكان الشمال ودولة إسرائيل".

 

 

 

وتابع: "كل من يرفع يده ضد إسرائيل ستُقطع يده".

 

 

 

وأضاف كاتس: "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنا مصممان على الاستمرار في سياسة فرض الحد الأقصى في لبنان وفي كل مكان. لن نسمح بالعودة إلى الواقع الذي كان قبل السابع من تشرين الاول".

 

 

‎دولياً، علّق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الوضع في لبنان، معتبراً إياه "هشّاً للغاية"، ومشدداً على أن "الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون حاسمة". وأشار إلى أن الخطاب الأخير للرئيس اللبناني يعكس ما تراه باريس في ما يتعلق بضرورة "التحلي بالحزم في مواجهة حزب الله" والعمل على تنفيذ خطة تهدف إلى "استعادة السيادة اللبنانية في الجنوب". وأوضح ماكرون أن فرنسا تنسق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وتجري نقاشات مباشرة مع إسرائيل، مؤكداً السعي لتطبيق آلية استعادة السيادة تدريجياً رغم التوتر الأمني المتصاعد.

الأكثر قراءة