مأزق رونالدو، متاعب إيطاليا، ومَن لا يزال بإمكانه التأهل؟
إيلياس بيرك وجيمس هورنكاسل- نيويورك تايمز
Tuesday, 18-Nov-2025 06:41

المهاجم كريستيانو رونالدو هو بلا شك أعظم لاعب في تاريخ البرتغال. بالنسبة إلى كثيرين، هو أيضاً أعظم لاعب أوروبي في التاريخ. وبعضهم يراه أعظم لاعب على الإطلاق. تجاوُز لاعبين من هذا الطراز ليس أمراً سهلاً، ومدرب البرتغال روبيرتو مارتينيز بدا متردّداً في التخلّي عن الفائز بالكرة الذهبية 5 مرّات.

بعد طرده بسبب ضربة كوع لدارا أوشي في الخسارة 2-0 أمام جمهورية أيرلندا الخميس، وهي البطاقة الحمراء الأولى له مع المنتخب بعد 226 مباراة، قد لا يكون رونالدو (40 عاماً) متاحاً مع بداية كأس العالم.

 

وعلى رغم من عدم التأكيد بعد، فإنّ قانون الانضباط في الـ«فيفا» ينصّ على أنّ البطاقة الحمراء بسبب «الاعتداء، بما في ذلك الكوع، اللكم، الركل، العضّ، البصق، أو ضرب الخصم»، تستوجب الإيقاف لـ3 مباريات، ما يعني أنّ رونالدو قد يغيب عن أول مباراتَين للبرتغال في الصيف المقبل. وقد شارك أساسياً في جميع مباريات البرتغال الـ5 السابقة في التصفيات، لكنّ المباراة ضدّ أرمينيا قدّمت لمحة عن شكل المنتخب في غيابه، ويمكن القول إنّهم لم يفتقدوه على الإطلاق.

 

المهاجم غونزالو راموس حلّ مكان رونالدو، فسجّل هدفاً وصنع آخر. لكنّ لاعبي الوسط كانوا هم الأبرز في الفوز 9-1، وهي أكبر نتيجة للبرتغال منذ فوزها على لوكسمبورغ 9-0 في عام 2023. في تلك المباراة أيضاً، كان رونالدو غائباً بسبب تراكم البطاقات الصفراء.

 

أهداف ريناتو فيغا، راموس، وهدف متأخّر لفرانسيسكو كونسييساو جاءت بين ثلاثيات برونو فيرنانديش وجواو نيفيش. كانت هذه المرّة الأولى التي يُسجّل فيها لاعبان 3 أهداف في مباراة واحدة للبرتغال منذ باوليتا ونونو غوميش في الفوز 8-0 على الكويت عام 2003، كما كانت ثاني «هاتريك» لنيفيش هذا الموسم، بعد تسجيله هدفَين بضربات مقصية مع باريس سان جيرمان ضدّ تولوز في أيلول. وبعدما قُبِل اللعب في دور داعم لرونالدو، تألّق زملاؤه في الهجوم بشكل جماعي بغياب نجمهم الطاغي.

 

بهذا الفوز الكبير، ضمنت البرتغال تأهلها إلى كأس العالم، ومنحت مارتينيز الكثير للتفكير بشأن طريقة تشكيل الفريق في البطولة. قدّم رونالدو أداءً جيّداً في التصفيات، ليتصدّر قائمة هدافي المنتخب (5 أهداف)، بينها هدفان في الفوز 5-0 على أرمينيا في أيلول، لكنّه سبق أن أعلن أنّها ستكون مشاركته الأخيرة في كأس العالم، والنهاية تقترب.

 

بعد الأداء المسيطر في ملعب «دراغاو»، حيث توزّعت الأهداف على الفريق، ومع احتمال إيقاف رونالدو، هل يُقدِم مارتينيز على خطوة جريئة ويستبعده مبكراً؟

 

تاريخ يُكتب في الملحق

 

عندما ارتقى ليام سكيلز لمقابلة الكرة الطويلة من كاويمهين كيليهر داخل منطقة جزاء المجر (د90+5)، كان الشعب الأيرلندي يحبس أنفاسه. ثم ارتدّت الكرة إلى تروي باروت، الذي لمسها من مسافة 6 ياردات ليُسجّل هدفاً حاسماً، مانحاً جمهورية أيرلندا التقدّم 3-2 والتأهل إلى ملحق كأس العالم. المذيع داراغ مالوني في التلفزيون الوطني RTE عبّر عن نشوة الأمة المفاجئة.

 

«ها هو الهدف!» صرخ مالوني، بينما كان المعلّق المشارك ولاعب منتخب أيرلندا السابق راي هوتون يصرخ بجانبه: «إنّه تروي باروت! لا يُصدَّق. سجّل ثلاثية، وفي اللحظات الأخيرة، فعلتها أيرلندا. لم أرَ شيئاً مثل هذا من قبل. إنّه أمر رائع حقاً». سينضمّ إليهم في الملحق الأوروبي لأول مرّة، منتخب ألبانيا، الذي خسر 2-0 أمام إنكلترا.

 

بعدما سجّل هدفَين في فوز أيرلندا على البرتغال، سجّل باروت «هاتريك» في هذه المباراة، ليقود فريق هييمير هالغريمسون إلى الملحق المكوّن من مباراتَين الشهر المقبل. وفي مقابلة مؤثرة بعد المباراة مع RTE، ظهر باروت، المنتقل حديثاً إلى ألكمار الهولندي بعد تطويره في أكاديمية توتنهام، متأثراً بشدّة: «إنّه السبب الذي يجعلنا نُحِب كرة القدم، لأنّ أشياء كهذه يمكن أن تحدث. أنا أحب المكان الذي أنتمي إليه، لذا فإنّ هذا يعني لي العالم. هذه أول مرّة أبكي فيها منذ سنوات. لا أصدِّق ما يحدث».

 

لم تتأهل أيرلندا إلى كأس العالم منذ 2002، حين خرجت من دور الـ16 عقب حادثة صحيفة «سايبان» الشهيرة بين روي كين والمدرب ميك مكارثي، التي أسفرت عن مغادرة لاعب مانشستر يونايتد للبعثة قبل أول مباراة. وصلت إلى ملحق تصفيات 2010 لكنّها أقصِيَت أمام فرنسا في الوقت الإضافي، إثر لمسة يَد من تييري هنري قبل هدف ويليام غالاس الحاسم.

 

وليسوا وحدهم من الحالمين. بعد الفوز 2-0 على سلوفينيا، يحلم منتخب كوسوفو بالتأهل للمرّة الأولى في تاريخه، منذ انضمامه إلى المنافسات الدولية في 2016. تأهل إلى الملحق متقدّماً على السويد، التي عيّنت غراهام بوتر أخيراً بعد حملة تصفيات كارثية. ولم يتمكن بوتر من إيقاف الانهيار في أول مباراة له، إذ خسرت السويد 4-1 أمام سويسرا، لتبقى في ذيل مجموعتها بنقطة واحدة من 5 مباريات.

 

الإهانة لإيطاليا

حققت إيطاليا فوزها الخامس توالياً تحت قيادة غينارو غاتوزو في كيشيناو. ومع أنّ النتيجة لم تُحسم إلّا في الدقيقة 88، فإنّ الجماهير الحاضرة لم تكن راضية. لقد شتموا اللاعبين. وأقرّ غاتوزو: «كان هناك مَن يتمنّى لنا الموت. ومَن يقول إنّه سيأتي إلى مركز التدريب. ومَن يقول: اعملوا بجِدّ. تعوّدتُ على الصفير، لكن هذا كان أسوأ بكثير. لن أقبل به».

 

رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، إغناسيو لا روسا، وهو سياسي يحتفظ بتمثال لموسوليني في منزله، اتهم غاتوزو بالتهرّب. وأضاف أنّ الأداء في الفوز 2-0 على مولدوفا كان ضعيفاً.

 

في مؤتمر صحافي قبل مباراة النروج، ردّ غاتوزو: «أحترم ما يقوله لا روسا، لكنّي لا أعرف أين كان ليلة المباراة. بالتأكيد ليس في الملعب. وربما حتى لم يشاهد التلفزيون ليسمع الهتافات بوضوح».

 

بغياب المصابين مويز كين (4 أهداف في 4 مباريات)، ريكاردو كالافيوري والموقوف نيكولو باريلا، اعتمدت إيطاليا على التدوير والتجريب في «سان سيرو».

 

كان على إيطاليا الفوز بفارق 9 أهداف لضمان التأهل المباشر. لكنّ ذلك بدا مستحيلاً منذ أيلول، حين سجّلت النروج 11 هدفاً في مرمى مولدوفا لترفع فارق الأهداف إلى +29، ما جعل التفوّق عليها شبه مستحيل. وإيطاليا منذ ذلك الحين تتحدّث عن الملحق.

 

تقدّمت إيطاليا مبكراً ضدّ النروج، وكان الفريق في طريقه إلى فوزه السابع في 8 مباريات. وسجّل المهاجم فرانشيسكو بيو إسبوزيتو (20 عاماً) أهدافاً في مباراتَين متتاليتَين. لكنّ النروج، التي لم تظهر في الشوط الأول، عادت بقوّة في الثاني وفازت 4-1. سجّل إرلينغ هالاند هدفَيه الـ15 والـ16 في التصفيات. وستضطرّ إيطاليا لخوض نصف نهائي ونهائي الملحق في آذار، إذا أرادت بلوغ كأس العالم للمرّة الأولى منذ 12 عاماً.

 

ماذا تبقّى من مباريات هذا الأسبوع؟

ضمنت النروج حضورها في كأس العالم لأول مرّة منذ 1998. وتنضمّ إلى 31 منتخباً، من بينهم إنكلترا وفرنسا، بالإضافة إلى الوافدين الجدد أوزبكستان، الرأس الأخضر، والأردن. لكنّ الكثير ما زال على المحك خلال الأيام والأسابيع المقبلة.

 

تلعب اسكتلندا ضدّ الدنمارك الليلة لتحديد المتأهل مباشرةً من المجموعة الثالثة. وبعد الخسارة 3-2 أمام اليونان، يتوجّب على اسكتلندا الفوز في «هامبدن بارك» لضمان تأهلها، لأول مرّة منذ 1998.

 

توجد فرصة ضئيلة أن تَضمَن ويلز تأهلها أيضاً الليلة، إذا هزمت مقدونيا الشمالية في كارديف، وتفوز ليختنشتاين على بلجيكا، وهو أمر مستبعد. في حال فوز بلجيكا، ستلتحق ويلز بإيرلندا في الملحق، بشرط الفوز على أرضها.

 

تزامناً، تستضيف النمسا منتخب البوسنة والهرسك في فيينا، ويكفي المضيف التعادل للتأهل المباشر، بينما يحتاج الضيوف إلى الفوز لتصدّر المجموعة.

 

كما أنّ إسبانيا، بطلة أوروبا، ستعادل إنجاز إنكلترا بتحقيق حملة مثالية إذا فازت على تركيا في إشبيلية من دون استقبال أهداف. وقد سجّلت 19 هدفاً من دون ردّ حتى الآن، منها سداسية أمام تركيا في أيلول.

 

أحلام في الـ«كونكاكاف»

الليلة أيضاً، تستضيف جامايكا منتخب كوراكاو لتحديد الفريق الذي سيلتحق بمنتخبات الولايات المتحدة والمكسيك وكندا كممثل لاتحاد الـ«كونكاكاف». تتقدّم كوراكاو على جامايكا بنقطة، ما يعني أنّ فريق ستيف مكلارين يجب أن يفوز في كينغستون لضمان التأهل المباشر.

 

قد تصبح سورينام أقل منتخب تصنيفاً يتأهل إلى كأس العالم إذا فازت على غواتيمالا، وفشل بنما في تحقيق نتيجة مماثلة أو أفضل. يتساوى المنتخبان برصيد النقاط، لكنّ سورينام تتفوّق بفارق هدفَين في صدارة المجموعة. وتستضيف بنما السلفادور في توقيت متزامن.

 

كل شيء ممكن في الملعب خلال المجموعة الثالثة في الـ«كونكاكاف»، إذ تفصل نقطتان فقط بين الصدارة والوصافة. تتصدّر هندوراس (8 نقاط) المجموعة وتستضيف كوستاريكا (6 نقاط)، بينما يتوجّب على هايتي، التي تبتعد بهدفَين فقط عن الصدارة، الفوز لضمان التأهل المباشر.

الأكثر قراءة