تصعيدٌ إسرائيليّ وتهديد.. بالمقابل "تأكيدٌ غربيّ": واشنطن لا تريد الحرب
Tuesday, 11-Nov-2025 09:08

منطقة الجنوب كانت على موعد أمس، مع جولة عدوانية عنيفة، تُرجمت بسلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت مناطق لبنانية واسعة، حيث تركّزت على مناطق المحمودية والدمشقية والجرمق والعيشية واقليم التفاح، ومنطقة الشعرة في السلسلة الشرقية، بالتزامن مع تحليق مكثّف للطيران التجسسي في الأجواء، وتحديداً فوق الضاحية الجنوبية على مدى فترة ما بعد الظهر.

 

هذه الاعتداءات أشاعت جواً شديد التوتّر، ولاسيما انّها تواكبت مع سيناريوهات حربية يروّج لها الإعلام العبري، وتهديدات تتناوب على إطلاقها المستويات الأمنية والسياسية في إسرائيل، بأنّ إسرائيل لا تنوي وقف عدوانها طالما «حزب الله» يملك سلاحاً، ومستمر في محاولة تعزيز قدراته التسليحية، وانّها تعتبر هذا التصعيد وسيلة ضغط مباشرة على الحكومة اللبنانية لتنفيذ قرارها بنزع السلاح».

 

هذه الجولة العدوانية تندرج في سياق المسار التصعيدي الذي تنتهجه إسرائيل ضدّ لبنان، الّا انّ اللافت للانتباه في موازاة التصعيد والتهديد، تقرير نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، وتقول فيه «إنّ طبول الحرب تُقرع عند الجبهة الشمالية لإسرائيل، والحدود تسخن».

 

على انّه في موازاة مسار التصعيد والتهديد الإسرائيلي، قراءات وتحليلات تقارب الوضع كـ«تصعيد تحت السقف المنخفض»، حيث تؤكّد على ذلك إشارات من غير مصدر خارجي تقلّل من احتمالات التصعيد الواسع، وتتقاطع على استبعاده ايضاً تقديرات المحللين والديبلوماسيين، وخصوصاً، على ما يقول مصدر ديبلوماسي غربي رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، انّه «بمعزل عن ادّعاءات القوة والقدرة من جانب هذا الطرف أو ذاك، فإنّ جميع الإطراف المعنية بجبهة لبنان، مأزومة وتعاني مستوى عالياً من الإرهاق والإرباك في آن معاً».

 

فـ«حزب الله»، يضيف الديبلوماسي الغربي، «في وضع صعب، وحصار مالي وتسليحي خانق، ويعاني من ضيق شديد، وضعف كبير، سواء في بنيته او في بيئته التي تؤكّد التقارير بأنّها محبطة وفي معاناة خانقة، ويحاول أن يخفي ذلك بعناوين كبرى غايتها تطمين هذه البيئة ورفع معنوياتها، وهذا الواقع فرض عليه الإنكفاء وتجنّب الإنزلاق إلى تصعيد، وهو ما درج عليه منذ إعلان اتفاق وقف العمليات العدائية في تشرين الثاني من العام الماضي، وأعاد في الآونة الأخيرة تجديد التزامه بمندرجات هذا الاتفاق، ما يعني انّ «حزب الله» ليس في موقع البحث عن حرب».

 

واما إسرائيل، يتابع الديبلوماسي عينه، «فهي من جهة، غارقة في أزمة داخلية غير مسبوقة، مرشحة لأن تتفاقم بشكل كبير جداً مع اقتراب انتخابات الكنيست، ومن جهة ثانية، لم تصل بعد إلى النهاية التي ترجوها في قطاع غزة، ومن جهة ثالثة، إنّ جبهتها الشمالية مع لبنان مفتوحة، من دون قدرة على الحسم بالشكل الذي يمكّنها من فرض واقع جديد أو تثبيت قواعد جديدة في الجانب اللبناني من الحدود. واما بالنسبة إلى التصعيد الواسع، فثمة ثلاثة اسباب تعزز احتمال عدمه، اولاً، انّ إسرائيل بما تقوم به اليوم تجاه لبنان، كناية عن تصعيد بلا أكلاف، وبالتالي أي تصعيد واسع يجرّ إلى مواجهة، قد يجعل إسرائيل تدفع فيها اكلافاً، وثانياً، انّ المؤسسة العسكرية في إسرائيل، منقسمة في الرأي حول التصعيد الواسع مع لبنان، وثالثاً، وربما هنا الأساس، وهو انّ واشنطن التي وضعت ثقلها لإطفاء نار غزة، لا تبدو مستعدة لتغطية مثل هذا التصعيد وإشعاله على جبهة لبنان، بل تضع في اولويتها صياغة تسوية، وقد لا يتأخّر الوقت كثيراً لبلوغها».

الأكثر قراءة