نظامٌ غذائي يخفّض جرعة الأنسولين بنسبة 28%
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Tuesday, 21-Oct-2025 06:29

أظهر تحليل ثانوي جديد، نُشر في دورية BMC Nutrition، نتائج واعدة تشير إلى أنّ تبنّي نظام غذائي نباتي قليل الدهون، قد يساعد الأشخاص المصابين بالسكّري من النوع الأول (T1D) في تقليل حاجتهم اليومية من الأنسولين، بالتالي خفض التكاليف المرتبطة به.

ما هو السكّري من النوع الأول؟

السكّري من النوع الأول (T1D) هو حالة مناعية ذاتية، تنجم عنها تدمير خلايا بيتا في البنكرياس، فلا يُنتِج الجسم كمّية كافية من هرمون الأنسولين، أو لا يُنتجه إطلاقاً. نتيجة لذلك، لا يُمكن للغلوكوز (السكّر في الدم) الدخول إلى خلايا الجسم لاستخدامه كمصدر للطاقة، فيرتفع مستوى السكّر ويُصبح المريض بحاجة إلى إعطاء الأنسولين يومياً للسيطرة على مستوى الغلوكوز.

 

فضلاً عن ذلك، قد يُطوّر بعض مرضى النوع الأول أيضاً ما يُسمّى «مقاومة الأنسولين»، ما يزيد الحاجة للأنسولين. من هنا أهمّية البحث في عوامل غير الأدوية (مثل التغذية) التي قد تحسّن استجابة الجسم للأنسولين.

 

نتائج الدراسة الحديثة

 

تجربة عشوائية سريرية مدّتها 12 أسبوعاً، شملت 58 بالغاً مصاباً بالسكري من النوع الأول، مقسّمين إلى مجموعة نباتية قليلة الدهون (نباتي بالكامل بلا منتجات حيوانية، مع تقليل الدهون المضافة)، ومجموعة تحكّم بتوزيع الحصص الغذائية (نظام تقليدي مع تحكّم بالحجم).

 

أبرز النتائج:

 

- انخفاض متوسط جرعة الأنسولين اليومية للمجموعة النباتية بمُقدار 12,1 وحدة/يوم (-28%) مقارنةً بالمجموعة الأخرى التي لم تُظهر تغيّراً يُذكَر.

- انخفاض تكلفة الأنسولين لدى المجموعة النباتية بنسبة 27%.

لم تُسجّل زيادة في حالات انخفاض الغلوكوز (هيبوغلايسيميا) أو ارتفاعه (هيبَرغلايسيميا) في المجموعة النباتية، ما يُشير إلى أنّ النظام كان آمناً في سياق الدراسة.

 

يُرجّح الباحثون هذا التأثير إلى تحسّن «حساسية الأنسولين» لدى المشاركين، بسبب تقليل الدهون المشبّعة وتقليل الدهون داخل العضلات والكبد.

 

لماذا قد يُفيد النظام النباتي قليل الدهون مرضى النوع الأول؟

 

الدهون المشبّعة تُسهِم في تراكم الدهون في العضلات والكبد، ممّا يُضعف استجابة الخلايا للأنسولين. تقليلها يساعد في تحسين التمثيل الغذائي للسكر.

 

كما أنّ الأنظمة النباتية عادةً أكثر غِنى بالألياف، التي تُبطِئ امتصاص الغلوكوز بعد الوجبة، وتُحافظ على توازن أفضل للغلوكوز، بالإضافة إلى فوائد للقلب والكلى، وهي مهمّة لدى مرضى السكري.

 

وعلى رغم من أنّ النظام النباتي في الدراسة لم يحدّ من الكربوهيدرات أو السعرات، إلّا أنّه ركّز على نوعية الكربوهيدرات (نباتية، غير مكرّرة) ممّا يُقلّل تقلبات الغلوكوز.

 

في الدراسة، المجموعة النباتية فقدت وزناً بمقدار متوسط 5,2 كغم خلال 12 أسبوعاً، ممّا يسهم في تحسين حساسية الأنسولين.

 

قائمة مقترحة للأطعمة

 

- حبوب كاملة: الشوفان، الكينوا، الأرز البسمتي البني، الشعير.

- بقوليات: العدس، الحمص، الفاصوليا السوداء، الفاصوليا البيضاء (مصدر جيد للبروتين النباتي والألياف).

- خضروات ملوّنة: الجزر، الفلفل الأحمر، السبانخ، الكرنب (الكايل)، البروكلي ألياف عالية ومغذّيات نباتية قوية.

- فواكه قليلة المؤشر الجلايسيمي: التفاح، الكمثرى، التوت، الخوخ، الكرز.

- مصادر دهون صحية محدودة: المكسرات النيّئة، بذور الشيا، بذور الكتان، الأفوكادو بكمّيات معتدلة.

- منتجات نباتية بديلة للحيوانية: توفو، تمبيه (لكن مع مراقبة محتوى الصوديوم والدهون).

- أطعمة غنية بالألياف والمغذيات الدقيقة: الكينوا، الحبوب المنبّتة، الخضروات الجذرية، الأعشاب الطازجة، التوابل الطبيعية.

 

يُفضَّل تقسيم الكربوهيدرات على الوجبات وزيادة الألياف تدريجاً لتجنّب أي تغيّرات مفاجئة في مستويات الغلوكوز. كما يجب التأكّد من تغطية الاحتياج من فيتامين B12 عن طريق المكمّلات، نظراً لغيابه في الأطعمة النباتية.

 

قبل البدء بأي تغيير جذري في النظام الغذائي، يجب على مرضى السكّري من النوع الأول استشارة طبيب الغدد الصماء واختصاصي التغذية لتخصيص خطة علاج آمنة ومتكاملة تتناسب مع وظيفة الكلى ونمط الأنسولين وحالات نقص الغلوكوز الفردية.

الأكثر قراءة