إنّ التدبير العلاجي الذي أصدره قاضٍ فدرالي، لا يصل إلى حدّ إحداث تغييرات جوهرية في الطريقة التي نستخدم فيها هواتفنا وأجهزة الكمبيوتر والويب.
عندما خَلُص قاضٍ فدرالي قبل عام إلى أنّ «غوغل» تصرّفت بشكل غير قانوني للحفاظ على احتكارها في البحث عبر الإنترنت، بدا الأمر وكأنّه فرصة لتغيير الطريقة التي نستخدم فيها الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت ككل.
لإصلاح الاحتكار، كان بإمكان القاضي أن يُجبِر «غوغل» على تصحيح سلوكها وفتح باب المنافسة. وبالنسبة إلى المستهلكين، كان ذلك يعني أنّه بدلاً من استخدام Google.com، كان بإمكاننا الحصول على مزيد من خيارات محرّكات البحث وزيارة مواقع مختلفة لإجراء عمليات البحث عبر الويب. كما كان يمكن أن يُجبر «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم» ونظام تشغيل «أندرويد»، الأمر الذي كان قد يُحوّل تجربة الويب والتطبيقات على الأجهزة المحمولة جذرياً.
لكن أصبح واضحاً أنّ شيئاً من ذلك لن يحدث، إذ أعلن القاضي أميت ب. ميهتا، من محكمة المقاطعة الفدرالية لمقاطعة كولومبيا، في قراره لإصلاح الاحتكار، أنّ «غوغل» سيتعيّن عليها مشاركة بعض بيانات البحث، لكنّه لم يُلزمها ببَيع «كروم» أو «أندرويد».
فاعتبر غابرييل وينبرغ، الرئيس التنفيذي لشركة DuckDuckGo، وهي شركة ناشئة لمحرّك بحث شهدت ضدّ «غوغل» في قضية مكافحة الاحتكار: «إنّها لا شيء يستحق الذكر».
هل سنرى أي تغييرات على محرّكات البحث المنافسة؟
بموجب قرار القاضي ميهتا، يُطلب من «غوغل» مشاركة بعض بيانات البحث فقط. ويتضمّن ذلك قائمة بالمواقع الإلكترونية التي يزحف إليها محرّك بحثها لتوليد النتائج، لكن ليس «الوصفة السرّية» التي تجعل Google.com يعمل.
وهذا يعني أنّ محرّكات البحث المنافسة مثل DuckDuckGo و«مايكروسوفت»، من غير المرجّح أن تتحسن بشكل ملحوظ. وبما أنّ «غوغل» من المتوقع أن تستأنف قرار القاضي ميهتا، فمن المرجّح أنّ أي تغييرات ستستغرق سنوات حتى تتحقق.
هل سيبقى Google.com محرّك البحث الذي نراه على أجهزة iPhone؟
على الأرجح، دفعت «غوغل» لشركة «آبل» حوالى 20 مليار دولار سنوياً للتعامل مع طلبات البحث على أجهزة iPhone، ما يجعل Google.com محرّك البحث الافتراضي الذي نراه على الجهاز. وفي حكمه، سمح القاضي ميهتا لـ«غوغل» بمواصلة دفع الأموال لشركات مثل «آبل» و«سامسونغ»، مقابل وضع محرّك بحثها في موقع مميّز على أجهزتها. كما جادلت «آبل» بأنّها اختارت اعتماد Google.com كمحرّك البحث الافتراضي في متصفّح «سفاري» الخاص بها، لأنّ «غوغل» قدّمت أفضل نتائج للبحث، لذا من المرجّح أن يبقى هذا الأمر من دون تغيير.
هل ستستفيد روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي من الحُكم؟
من غير المحتمل أيضاً. روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي مثل Perplexity
وChatGPT من OpenAI، التي تعتمد جزئياً على بيانات من محرّكات البحث لتوليد إجاباتها، لن تحصل على دفعة كبيرة من قرار القاضي ميهتا. فالأجزاء الأكثر تعقيداً من تكنولوجيا البحث، بما في ذلك كيفية ترتيب Google.com للمواقع الإلكترونية،
ليست جزءاً من التدبير القانوني.