هذا الفيلم، المقتبس عن سلسلة تفاعلية للأطفال من إنتاج «نتفليكس»، غير مناسب لأي شخص تجاوز سن القراءة.
في الحلقة الأولى من مسلسل The Studio الذي يلعب فيه سيث روغن دور البطولة، يقترح مخرج فيلماً عن شخصية Kool-Aid Man. قد يعيش المرافقون البالغون للأطفال في صالات السينما وَمَضات من ذلك المشهد، قبل أن تُصاب عقولهم بالخدر عند مشاهدة فيلم Gabby’s Dollhouse: The Movie، وهو مغامرة تفاعلية يمكن بسهولة الخلط بينها وبين إعلان مطوّل عن الدمى.
الفيلم، من إخراج ريان كريغو والمبني على سلسلة «نتفليكس» من مبتكري Blue’s Clues، هو نشيد تقليدي للخيال. بطلتنا هي غابي (لايلا لوكهارت كرانر)، فتاة ما قبل المراهقة المهووسة بالقطط، التي تصغر إلى حجم بيت الدمى كلّما قرصت عصابة رأسها على شكل أذنَي قِط، واحتضنت دميَتها القطنية بآندي. وما إن تصغر، حتى تتحوّل إلى شخصية كرتونية، لتلعب جنباً إلى جنب مع مجموعة من تماثيل القطط ذات أسماء مثل «بيلو كات» و«كيتي فيري».
تنطلق القصة حين تصل غابي الحقيقية إلى سان فرانسيسكو، حين تختطف فيرا (كريستن ويغ)، سيدة ثرية صنعت ثروتها من فضلات القطط وتملك قطًا يرتدي عمامة، بيت الدمى لتضيفه إلى مجموعتها الخاصة. ما يلي هو حالة من فرط الحواس بلا مضمون، مكتملة بأغانٍ بوب مجهولة، ومجموعة من الأزياء المتاحة للشراء عبر الإنترنت لغابي وأصدقائها. حتى ويغ، التي تبذل قصارى جهدها في أداء نسخة عصرية من «كرويلا دي فيل»، تبدو وكأنّها غارقة وسط المادة السكّرية المفرطة.
Dead of Winter: إيما تومبسون كضحية ومنقذة
هذا الفيلم التشويقي المتجمّد في البرية، يضع امرأة في مهمّة ضدّ زوجَين لا يرحمان يُخفيان سراً في قبو منزلهما.
المناظر الطبيعية الشاسعة والمتجمّدة في الريف الفنلندي تحلّ مكان المناظر الطبيعية الشاسعة والمتجمّدة في ريف مينيسوتا في فيلم Dead of Winter. تؤدّي تومبسون دور امرأة تدعى بارب. إنّها امرأة متقدّمة في السن، أرملة، تبدو وكأنّها تُقدِّر وقتها وحدها. تعرض الـ»فلاشباكات» زواجاً سعيداً إلى حدٍّ كبير (تؤدّي فيه ابنة تومبسون، غايا وايز، النسخة الأصغر سناً من شخصيّتها) وتُظهرها وهي تتعلّم مع زوجها كيفية صيد الأسماك على الجليد. تعود إلى هناك في شتاء حياتها، ليس فقط بدافع الحنين، بل للوفاء بوعد.
قرب بحيرتها المحبوبة (الخيالية) هيلدا، تضل الطريق قليلاً، وتطلب معرفة الاتجاهات من رجل يرتدي معطف باركا، شاربُه الكثيف يذكّر بجيف «سكَنك» باكستر، عازف الغيتار السابق مع فرقتي «ذا دوبي براذرز» و«ستيلي دان».
وإذ بدا هذا الرجل، الذي يؤدّي دوره مارك منتشاكا، غير ودود كثيراً، فإنّ زوجته، التي تُجسّدها جودي غرير في دور شريرة على غير عادتها، فهي عدائية إلى حدّ القتل. سرعان ما تكتشف شخصية تومبسون أنّ هذا الثنائي يحتجز امرأة شابة (لوريل مارسدن) مقيّدة ومكمّمة ومخبّأة في قبو منزلهما.
شخصية تومبسون، التي لا نعرف اسمها إلّا متأخّراً في الفيلم، ليست بلا موارد. الفخ الذي تنصبه على البحيرة المتجمّدة أمام كوخها الجليدي يكاد يتسبّب في إصابة شخصية منتشاكا بانخفاض حرارة خطير. وهي تعرف أيضاً كيف تستخدم البندقية الضخمة التي يتركها شخص بغباء في أحد المشاهد. وبالإضافة إلى نزعتها الشريرة، قد تكون شخصية غرير مصابة بالوهم، إذ تشير إلى موعد مع جرّاح ربما لا وجود له.
المخرج بريان كيرك يمتلك إحساساً جيداً بهذا المكان الرهيب المهيب؛ فيقدّر المشاهد جماله، بينما يبقى مدركاً تماماً لمدى رعب أن يتوه هناك. وبينما تبدأ شخصية تومبسون بنبرات قوية تشبه شخصية مارج غاندرسون التي أدّتها فرانسيس مكدورماند في الفيلم الكلاسيكي Fargo، فإنّ الممثلة، كما تفعل دائماً، تفرض أسلوبها الخاص وتخلق اهتماماً عاطفياً عميقاً.