تعهّد السير جيم راتكليف بمنح المدرب البرتغالي روبين أموريم 3 سنوات لإثبات نفسه كـ»مدرب عظيم» في مانشستر يونايتد.
فاز المدرب البرتغالي فقط في 19 مباراة من أصل 50 خاضها منذ تعيينه في تشرين الثاني 2024، منها 3 انتصارات في 8 مباريات هذا الموسم، فتموضع النادي في المركز العاشر في الدوري الإنكليزي الممتاز.
كان تعيين أموريم، قبل 11 شهراً خلفاً لإريك تن هاغ، أول قرار تدريبي تتخذه INEOS في يونايتد، لكنّ النتائج لم ترقَ بعد إلى مستوى التوقعات. وبحسب ما أفاد به موقع «ذا أثلتيك»، سافر راتكليف إلى مانشستر الشهر الماضي لعقد سلسلة اجتماعات، بينها لقاء مع أموريم، وكان أداء الفريق محور النقاش.
وأوضح راتكليف في بودكاست صحيفة The Times المخصّص للأعمال: «لم يكن موسماً جيداً بالنسبة إليه. روبين شخص جيّد يحتاج أن يُبرهن خلال 3 سنوات أنّه مدرب عظيم. هذا هو موقفي». وعند سؤاله عمّا إذا كانت عائلة غلايزر طلبت منه إقالة المدرب، أجاب: «هذا لن يحدث».
أنهى أموريم الموسم الماضي في المركز الـ15، وهو أدنى مركز يُحقّقه يونايتد في الدوري منذ هبوطه عام 1974، فأكّد راتكليف أنّه يتفهّم استياء الجماهير من النتائج، لكنّه شدّد على ضرورة تبنّي رؤية طويلة الأمد: «الصحافة أحياناً لا أفهمها. يُريدون نجاحاً بين ليلة وضحاها. يظنّون أنّ الأمر مثل مفتاح الضوء، تضغط عليه وغداً يُصبح كل شيء رائعاً. لا يمكنك إدارة نادٍ مثل مانشستر يونايتد بردود فعل متسرّعة تجاه كل صحافي يفقِد أعصابه كل أسبوع».
ويرى راتكليف، أنّ تحسين النتائج على المدى الطويل يعتمد على إدارة النادي بشكل قوي من الناحية التجارية، إذ أعلن عن إيرادات قياسية في نتائجه المالية الأخيرة، لكنّه سجّل أيضاً خسارة سنوية للسنة السادسة على التوالي. ويُصرّ راتكليف على أنّ النادي يمكن أن يُصبح «الأكثر ربحية في العالم» إذا اعتُمِد النهج الصحيح: «أكبر علاقة ارتباط بين النتائج وأي عامل خارجي، شئنا أم أبَينا، هي الربحية. كلّما كان لديك مال أكثر، تمكنت من بناء فريق أفضل. الأمر أشبه بسيارة الفورمولا 1، فكلّما كانت السيارة أفضل، زادت سرعتك. وكلّما كان الفريق أقوى، كان أداؤك الكروي أفضل. لذلك أمضينا معظم السنة الأولى في وضع النادي على أسُس مالية سليمة ومستدامة».
وتابع: «إذا نظرت إلى نتائجنا للعام الماضي، فلدينا أعلى إيرادات على الإطلاق، وثاني أعلى مستوى من الربحية في تاريخ النادي. لم نرَ بعد كل فوائد إعادة الهيكلة التي قمنا بها في هذه النتائج، كما أنّنا لم نكن في دوري الأبطال. هذه الأرقام ستتحسن. مانشستر يونايتد سيُصبح، في رأيي، النادي الكروي الأكثر ربحية في العالم، ومن ذلك ستنطلق، كما آمل، كرة قدم طويلة الأمد، مستدامة وعلى مستوى عالٍ».
ماذا يعني دعم راتكليف لأموريم؟
وصف راتكليف أموريم بأنّه «مدير شاب متميّز» سيكون مسؤولاً عن يونايتد «لفترة طويلة» خلال مقابلاته في آذار، ما عُدَّ حينها تأييداً قوياً له. لكنّ دعمه الآن ليس بالحدّة عينها. فكيف يمكن أن يكون كذلك بعد إنهاء الدوري في المركز الـ15 وبداية موسم متذبذبة؟ إجاباته الأخيرة تعكس اعترافه بخيبة الأداء، وأنّ أموريم لا يزال بحاجة لإثبات نفسه.
ومع ذلك، حتى بعد الخسارة الأخيرة أمام برنتفورد 3-1، يبدو أنّ راتكليف يُريد منحه على الأقل موسماً كاملاً في المنصب، وصرّح الآن بأنّه ينوي منحه 3 سنوات لإثبات أنّه «مدرب عظيم».
على رغم من أنّ النادي بنى هيكل إدارة جديداً، وأنّ الرئيس التنفيذي عمر برادة ومدير كرة القدم جيسون ويلوكس يُشكّلان صَوتَين مؤثرَين، فإنّ القرار النهائي بشأن مستقبل أموريم سيبقى بيَد راتكليف.
هل يمكن أن يُصبح يونايتد النادي الأكثر ربحية؟
تصريحات راتكليف المالية تُعدّ تبريراً للإجراءات الأخيرة، وإشارة إلى الاتجاه الذي يُريد أن يصل إليه النادي. فعبارة «النادي الأكثر ربحية في العالم» تبدو قوية في ظاهرها، لكنّها في جوهرها تُمثل عودة إلى حالة النادي قبل استحواذ عائلة غلايزر.
النوع الذي يقصده من الربحية غير واضح، لكنّه على الأرجح لا يقصد صافي الأرباح، لأنّ هذا المؤشر لا يزال متأثراً بتكاليف الفوائد التي لم تنخفض بعد، كما أنّ ديون النادي ترتفع لا تنخفض.
الأرجح أنّ المالك يُشير إلى الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء (EBITDA)، وهو المقياس الذي يستثني في الغالب رسوم الانتقالات. هذا المؤشر تحسّن بشكل واضح، لكنّ قَول راتكليف إنّ عام 2024-2025 شهد «ثاني أعلى ربحية في تاريخ النادي» يُثير بعض الالتباس.
فـEBITDA هو المقياس الوحيد الذي يمكن ربط تصريحه به، إلّا أنّ رقم العام الماضي في الواقع كان الرابع في تاريخ النادي، لا الثاني. ففي مواسم 2015-2016 و2016-2017 و2018-2019، كان EBITDA أعلى من رقم الموسم الماضي الذي بلغ 182,8 مليون جنيه إسترليني.
ومع ذلك، يبقى الرقم مثيراً للإعجاب. فـEBITDA يونايتد في الموسم الماضي هو الأعلى بين جميع الأندية الإنكليزية على الإطلاق، وأعلى بأكثر من 100 مليون جنيه من الرقم الذي حققه النادي قبل 3 مواسم فقط.
إذا كان هذا هو المقياس الذي يقصده راتكليف عندما يتحدّث عن أن يُصبح النادي «الأكثر ربحية في العالم»، فإنّ الهدف يبدو منطقياً. لكنّ ذلك يتجاهل العديد من التكاليف الأخرى، وعلى رأسها رسوم الانتقالات والفوائد.
برّر راتكليف موجة تخفيضات الوظائف الكبيرة منذ وصوله، بالحاجة إلى إعادة النادي إلى الربحية، وأظهرت الحسابات الأخيرة بالفعل انخفاضاً ملحوظاً في عدد الموظفين والمصاريف. وانخفضت الأجور كنسبة من الإيرادات (19%) مقارنةً بما كانت عليه قبل 3 سنوات فقط.