كيف أجاب توخيل عن الأسئلة الكبرى في عامه الإنكليزي الأول؟
جاك بيت-بروك - نيويورك تايمز
Thursday, 09-Oct-2025 06:39

قبل عام من الآن، حين كان لي كارزلي يتولّى موقتاً تدريب منتخب إنكلترا، تحرّك الاتحاد الإنكليزي للتعاقد مع الألماني توماس توخيل كمدرب دائم جديد. مرّ الوقت بسرعة، على رغم من أنّ المباراة الودية التي ستجمع إنكلترا بويلز في «ويمبلي» الليلة، ستكون السابعة فقط لتوخيل على رأس المنتخب.

كيف تفوز بكأس العالم خلال 18 شهراً؟

التحدّي الجوهري في عهد توخيل هو عامل الوقت. فهو لم يبدأ عمله رسمياً حتى الأول من كانون الثاني، بتوقيع عقد يمتد 18 شهراً، ينتهي بانتهاء كأس العالم الصيف المقبل. وهذا يعني 6 فترات تجمّع دولية فقط قبل البطولة، أي نحو 60 يوماً من التواصل مع اللاعبين. ومع احتساب السفر والمباريات، لن يملك توخيل وجهازه أكثر من 24 يوماً من التدريب الفعلي على أرض الملعب لبَث أفكاره في الفريق. وقت ضئيل جداً بالنظر إلى أنّ هدفه المعلن منذ اليوم الأول هو أن ترفع إنكلترا الكأس في 19 تموز 2026.

 

الآن، توخيل في المعسكر الرابع من أصل 6. إنكلترا خاضت 6 مباريات، وستلعب 6 أخرى قبل السفر إلى الولايات المتحدة لمعسكر الإعداد بعد نهاية الموسم.

 

عند وصوله، وعد توخيل بـ»دورة مكثفة» في كرة القدم التي يُريد تطبيقها، لكنّ الواقع فرض عليه التمهّل. شعر بعض اللاعبين في البداية بأنّ كمّ المعلومات كان طاغياً، خصوصاً أولئك القادمين من أندية تلعب بأسلوب مختلف تماماً. وبعد أول معسكرَين، اضطرّ توخيل إلى تعديل النهج، فقلّل من ضَخّ المعلومات لحماية لاعبيه من الإرهاق الذهني.

 

كيف تضخّ الحيَوية في أسلوب اللعب؟

 

جاء توخيل إلى المنصب حاملاً وعوداً كبيرة بتغيير أسلوب إنكلترا. أراد كرة أكثر جسدية وسرعة وعدوانية، أقرب إلى ما يعتاده اللاعبون في الأندية الإنكليزية: «علينا أن نرفع إيقاع لعبنا وشدّته مقارنة بمبارياتنا الأخيرة». كانت تلك رسالة واضحة ضدّ مرحلة «غازبول» بقيادة غاريث ساوثغيت، التي اتسمت بالهدوء والانضباط والتكرار الممل.

 

لكنّ تطبيق هذا التوجّه على المستوى الدولي لم يكن سهلاً. أول مباراتَين (فوزان على ألبانيا ولاتفيا) كانتا مريحتَين، لكن من دون أن تُشكّلا قطيعة واضحة مع عهد ساوثغيت. وبعد فوز باهت 1-0 على أندورا وهزيمة ودية 3-1 أمام السنغال، بدا وكأنّ المنتخب يتراجع.

 

في أيلول، حاول توخيل إعادة إطلاق مشروعه بأسلوب أبسط وأوضح، مُركِّزاً على 3 مراحل: البناء من العمق في الاستحواذ، الدفاع في منتصف الملعب، والضغط في نصف الخصم. وأثبت الأداء في الفوز 5-0 على صربيا أنّ أفكاره بدأت تتجذّر في أذهان اللاعبين. كانت تلك المرّة الأولى في 6 مباريات التي بدا فيها منتخب إنكلترا متماسكاً وإيجابياً وواضح الهوية.

 

فاعتبر توخيل أنّ فريقه «لعِبَ كفريق من الدوري الممتاز»، مشيراً إلى شدّة الضغط وسرعة التمرير.

 

كيف تحسّن الأجواء داخل الفريق؟

 

لم يقتصر نقد توخيل لأداء إنكلترا في يورو 2024 على الجوانب الفنية فقط. فقد لاحظ أيضاً غياب الانسجام داخل المعسكر، مشيراً إلى «التوتر والضغط» اللذَين لعب بهما الفريق: «بدا اللاعبون خائفين من الخسارة أكثر من رغبتهم في الفوز».

 

يجب الاعتراف أنّ ساوثغيت ذهب إلى ألمانيا بقائمة تفتقر إلى القادة. رحيم سترلينغ، ماركوس راشفورد، جوردان هندرسون، هاري ماغواير وجاك غريليش، جميعهم استُبعدوا قبل البطولة. بقيَ هاري كاين أحد القادة القلائل، يقود مجموعة من اللاعبين الذين لم يختبروا مثل هذه الأجواء، فأقرّ: «افتقدنا القليل من القيادة في الصيف»، مؤكّداً أهمّية وجود شخص مثل هندرسون في المواقف الصعبة.

 

لذلك، لم يكن مفاجئاً أن يُعيد توخيل هندرسون (35 عاماً) إلى التشكيلة في آذار، إذ لا يزال القائد الأهم خلف الكواليس؛ قائد فطري، صَوته مسموع ويحظى باحترام كامل من المجموعة.

 

هل تبني الفريق حول النجوم؟

 

السؤال الدائم في كرة القدم الدولية: هل أفضل المنتخبات هي دائماً تلك التي تضمّ أفضل اللاعبين؟ إنكلترا عانت كثيراً مع هذه المعضلة، كما يذكر جيل ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد جيداً.

 

في بداية عهد ساوثغيت بدا أنّ إنكلترا وجدت التوازن من دون نجوم، لكن بحلول يورو 2024 عاد إلى الاعتماد على الأسماء الكبرى، محاولاً إشراك فيل فودن وجود بيلينغهام معاً، وأحياناً ترينت ألكسندر-أرنولد في الوسط. وعندما قال ساوثغيت حينها: «أفضل لاعبينا يظلّون أفضل لاعبينا»، بدا وكأنّه تخلّى عن فكرة التوازن الجماعي.

 

أمّا توخيل، فحاول بوضوح العودة إلى الاتجاه المعاكس. يُريد مشاركة النجوم، لكن بشروطه فقط، ولم يتردّد في استبعاد أي أحد. بدا ألكسندر-أرنولد الظهير الأيمن الأساسي في عهد كارزلي، لكنّه شارك مرّة واحدة فقط مع توخيل كبديل أمام أندورا لأنّ عليه «أن يأخذ الواجب الدفاعي على محمل الجدّ».

 

فودن عانى في أول معسكرَين ولم يُستدعَ منذ ذلك الحين. أمّا كول بالمر، الذي يُعدّ الأفضل في الـ»بريميرليغ» أخيراً، فشارك مرّة واحدة فقط تحت قيادة توخيل وغاب مراراً بداعي الإصابة.

 

أكبر نجوم إنكلترا بلا شك هو جود بيلينغهام (22 عاماً)، لكنّ دمجه في منظومة ناجحة ظلّ تحدّياً، سواء لساوثغيت أو لتوخيل. فأسلوبه يعتمد على اللحظات الحاسمة والانفجارات الفردية أكثر من السيطرة الكاملة على مجريات اللعب، وهو أقل انضباطاً من بعض زملائه في تمركزه.

الأكثر قراءة