قاعدة يونايتد التدريبية لا تتّسع لكل المواهب
لوري ويتويل- نيويورك تايمز
Wednesday, 08-Oct-2025 07:10

أعمال التجديد في المبنى الرئيسي بمركز «كارينغتون» التدريبي لمانشستر يونايتد، التي بلغت قيمتها 50 مليون جنيه إسترليني، حسّنت من مرافق الفريق الأول للرجال، من خلال إنشاء مساحة أكثر انسيابية وإضافة تقنيات مطوّرة، إلى جانب صالون حلاقة خاص. لكن بالنسبة إلى الذين يقفون على أعتاب الانضمام إلى الفريق الأول، فإنّ الأوضاع في حالة من الاضطراب.

بل يمكن القول إنّ ظروفهم أصبحت أسوأ ممّا كانت عليه قبل بدء أعمال التجديد في صيف 2024، إذ من المقرّر أن يُنقل فريقان تحت 21 سنة و18 سنة إلى كبائن موقتة في موقف سيارات اللاعبين، إذ لم تُدرَج أي خُطط لضمّهما إلى المجمّع الجديد.

 

في النظام السابق، كان لهذَين الفريقَين غرفة تبديل ملابس في الطابق الأرضي قريبة من غرفة الفريق الأول، وغرفة علاج في الممر المؤدّي إلى قسم الأطباء في الفريق الأول، ويتشاركان المساحات الاجتماعية مع اللاعبين الكبار، بما في ذلك قاعة الطعام. أمّا موظّفو الأكاديمية، فكانت لديهم مكاتب في الطابق العلوي بالقرب من الإدارة والمدربين، ما سهّل التواصل الدائم بينهم.

 

القائمون على تصميم المبنى الجديد قرّروا قطع هذا الترابط، بهدف جعل مرافق الفريق الأول منطقة يجب على اللاعبين الشباب الطموح للوصول إليها.

 

بدلاً من ذلك، خُصِّصت غرفتَا تبديل ملابس فقط للمواهب الصاعدة، تتّسعان لـ10 لاعبين معاً. هذه الغرف مخصّصة للاعبين الشباب الذين يتدرّبون مع الفريق الأول بقيادة روبن أموريم، أو ترقوا موقتاً من الأكاديمية. عادةً، يُستدعى لاعبان في كل حصة تدريبية. في الأسبوع الماضي، شمل ذلك شيا لايسي، جيم ثويتس، تايلر فليتشر، جايدن نغواشي، ودانيال آرمِر، الذين يتناولون وجباتهم مع الفريق الأول أثناء تدريباتهم المشتركة.

 

وعلى رغم من أنّ إخراج فريقين تحت 21 و18 سنة من المبنى الرئيسي كان قراراً متعمّداً، فإنّ المساحة التي كانا يشغلانها، خُصِّصت لمكاتب مفتوحة الطراز تضمّ موظفين إداريين غير مرتبطين بكرة القدم، نُقلوا من ملعب «أولد ترافورد» بناءً على توجيهات السير جيم راتكليف.

 

كل ذلك يثير تساؤلاً كبيراً حول المكان الذي يمكن لهذَين الفريقَين اعتباره مقراً دائماً لهما. فمنذ بداية الموسم الماضي، حين انطلقت أعمال البناء، عاش فريقا الشباب حياة متنقّلة بعد نقلهما إلى مبنى الأكاديمية المقابل، الذي يضمّ 10 غرف لتبديل الملابس، لكنّه مخصّص للفئات العمرية الصغيرة حتى سن 16 عاماً. المساحات أصغر والمقاعد أخفض، واضطرّ اللاعبون الأكبر سناً الذين يتنقّلون بين غرف فرق تحت 14 و12 سنة، إلى أخذ أغراضهم معهم يومياً بدلاً من تركها في خزائنهم، بسبب تناوب الفِرق على استخدام الغرف.

 

لكنّ الوضع لم يؤثر سلباً على النتائج، إذ يتصدّر فريق تحت 21 سنة بقيادة ترافيس بنيون و18 سنة بقيادة دارن فليتشر، جدولَي بطولتَيهما بعد فوزهما في 11 من أصل 12 مباراة.

 

الآن، تقرّر نقل الفريقَين إلى مبنى مكوّن من طابقَين خلف المبنى الرئيسي، كان قد شُيّد في الموسم الماضي لاستضافة فريق السيدات بينما كان الفريق الأول للرجال يشغل مرافقهنّ أثناء أعمال البناء.

 

داخل المبنى النموذجي الذي استخدمته السيدات توجد غرف تبديل ملابس ومكاتب وغرف اجتماعات، وتُخطِّط إدارة يونايتد لتطويره ليتناسب مع احتياجات الأكاديمية، علماً أنّه يقع بجوار الملاعب التي يتدرّب عليها فِرق بنيون وفليتشر.

 

لكنّ المبنى يبدو موقتاً، إذ سبق ليونايتد أن ناقش فكرة إزالته. مظهره لا يتماشى مع الطابع العام للمجمّع، وتترتّب عليه تكاليف إيجار، كما أنّه كان أحد المواقع المقترحة لإنشاء ملعب «بادل» بطلب من الفريق الأول.

 

ومع ذلك، قرّر النادي الإبقاء عليه، وسيكون مقراً لفريقيَن تحت 21 و18 سنة في المستقبل القريب، لأنّ الحل الدائم سيحتاج إلى أشهر عدة، وربما سنوات، وإلى استثمارات تُقدّر بملايين عدة من الجنيهات.

 

يمكن لـ«ذا أثلتيك» أن تكشف أنّ يونايتد يُخطِّط لبناء منشأة أكاديمية خاصة، تضاهي في المستوى والتصميم مرافق الفريق الأول في الموقع نفسه. التفاصيل لا تزال محدودة، إذ بدأ المشروع يكتسب زخماً بعد تعيين مدير الأكاديمية الجديد ستيفن توربي، بالتعاون مع مدير كرة القدم جيسون ويلكوكس، ليكونا مسؤولَين عن تحديد شكل منشأة الأكاديمية الجديدة ووضع ميزانيتها المطلوبة. وقد خَصَّص راتكليف 50 مليون جنيه إسترليني من ماله الخاص لتحديث «كارينغتون»، لكنّ التمويل سيكون محدوداً، خصوصاً لمشروع بهذا الحجم.

 

سياسة راتكليف التقشفية الهادفة لإعادة يونايتد إلى الربحية تُعبّر عن واقع مالي صارم. هذه المقاربة لها تبعات، خصوصاً على مبنى الأكاديمية الذي يعود إلى عام 2002 وخضع إلى عملية تحديث في 2017. وتشير تقارير إلى أنّ المراحيض تُركت من دون تنظيف، حاويات القمامة لم تُفرغ بانتظام، وحوافِ الملاعب تآكلت وامتلأت بالنفايات، مع شكاوى من نقص في طاقم الصيانة اللازم للحفاظ على المعايير. اللافتات الخارجية تتلاشى، والمعدّات تُركت مبعثرة في أنحاء الموقع.

 

كل مَن يرتدي زي النادي الرسمي، باستثناء اللاعبين وأموريم وجهازه الفني، أصبح مضطراً لغسل معدّاته بنفسه، فيما يُقال إنّ نقص الموظفين ساهم في واقعة محرجة، عندما استضاف فريق إيفرتون تحت 13 سنة الشهر الماضي. لم يكن لدى يونايتد ما يكفي من الجوارب والسراويل القصيرة، فاضطرّ لطلب استعارتها من إيفرتون، ما جعل لاعبي يونايتد يرتدون زيّاً يحمل شعار إيفرتون!

 

وقد نُسبت الحادثة إلى «نسيان»، لكنّها جاءت بعد فترة قصيرة من واقعة أخرى، حين فُقِدت عدة أزواج من أحذية فريق السيدات أثناء نقلها لمباراة التصفيات المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا ضدّ بران النروجي، فاضطر مسؤولو يونايتد لشراء 15 زوجاً جديداً من الأحذية و20 واقياً للساق من متجر محلي في بيرغن، قبل أقل من 3 ساعات على انطلاق المباراة.

 

كما يسود شعور بالإهمال في منشأتَي «ذا كليف» و«ليتلِتون رود» في سالفورد، اللتَين كانتا رمزاً لتاريخ يونايتد، ويستخدمهما الآن اللاعبون الأصغر سناً، لكنّ الاستثمار الوحيد فيهما خلال السنوات الأخيرة، طوال فترة ملكية عائلة غليزر، تمثّل في إيجار نادي سالفورد سيتي لهما منذ عام 2024.

الأكثر قراءة