سواء كُنتَ من مؤيّدي صيغة دوري أبطال أوروبا الجديدة في الموسم الماضي أم لا، فقد قدّمت هذه البطولة مفاجآت غير متوقعة ودراما مثيرة، مع نجاح باريس سان جيرمان في الفوز باللقب للمرّة الأولى في تاريخه. فبعد صيف حافل بالانتقالات وكأس العالم للأندية، حان وقت العرض الثاني تحت الصيغة المجدّدة.
كيف تعمل الصيغة مجدّداً؟
في الموسم الماضي، اعتُمِدت صيغة جديدة تضمّ 36 فريقاً، ومن المقرّر أن تستمر على الأقل حتى عام 2027. بدلاً من مواجهة الفرق عينها مرّتَين، كما كان يحدث في النسخة القديمة بنظام المجموعات، يخوض كل فريق 8 مباريات ضدّ خصوم مختلفين في هذه المرحلة التي باتت تُعرف بـ «مرحلة الدوري».
تُوزَّع الفرق على 4 مستويات وفقاً لتصنيفات «ويفا»، فيواجه كل فريق خصمَين من كل مستوى، واحدة على أرضه والأخرى خارجها. لكن لا يمكن أن تواجه الأندية فرقاً من الدولة عينها، ولا يمكن لأي فريق أن يلعب ضدّ أكثر من فريقَين من الدولة عينها. ويختلف الأمر في الأدوار الإقصائية، إذ يمكن أن تلتقي أندية من البلد عينه.
في الموسم الماضي، شهدت الجولة الأخيرة من مرحلة الدوري، حين أقيمت جميع المباريات الـ18 في وقت واحد، إثارة كبيرة مع تغيّر جدول الترتيب أكثر من مرّة، وعدم اليقين حول تأهل أندية كبرى مثل سان جيرمان ومانشستر سيتي إلى الأدوار الإقصائية.
مع ختام مرحلة الدوري في كانون الثاني، ستتأهل أول 8 فرق مباشرةً إلى ثمن النهائي في آذار، بينما تتنافس الفرق من المركز التاسع حتى الـ24 في 8 أدوار فاصلة ذهاباً وإياباً في شباط لتحديد المتأهلين الآخرين، فيما تُقصى الفرق الخاسرة.
6 أندية إنكليزية
للمرّة الأولى في التاريخ، تشارك أكثر من 5 أندية من بلد أوروبي واحد في دوري الأبطال. فقد تأهلت 5 أندية عبر ترتيب الدوري: ليفربول، أرسنال، مانشستر سيتي، تشلسي ونيوكاسل يونايتد، بينما حجز توتنهام مقعده بعد فوزه بلقب الدوري الأوروبي. ولن يُسمح لهم بالالتقاء في مرحلة الدوري، لكن قد تجمعهم القرعة في الأدوار الإقصائية.
القادمون الجدد
تابع الأندية الأربعة الجديدة هذا الموسم: بودو/غليمت (النروج)، كايرات (كازاخستان)، بافوس (قبرص)، ويونيون سان جيلواز (بلجيكا).
يمتلك توني بلوم، المالك الأكبر لبرايتون، حصة أقلية في سان جيلواز، وساهم في عودته إلى الدرجة الأولى البلجيكية عام 2021 بعد غياب 48 عاماً، قبل أن يُتوّج بلقب الدوري للمرة الأولى منذ 90 عاماً.
كما لعب جناح برايتون كاورو ميتوما، ولاعبه السابق سيمون أدينغرا (الموجود الآن في سندرلاند)، على سبيل الإعارة لسان جيلواز خلال مرحلة تطويرهم.
هل يُكرّر سان جيرمان الإنجاز؟
هيمن باريس على البطولة الموسم الماضي، وفاز في النهائي 5-0 على إنتر، فنال إشادة واسعة بسبب فلسفته القائمة على العمل الجماعي، وسيكون خصماً صعباً مرّةً أخرى. لكن باستثناء ريال مدريد، الفائز باللقب 15 مرّة (منها 3 ألقاب متتالية بين 2015-2016 و2017-2018)، لم يتمكن أي فريق من الفوز بلقبَين متتاليَين منذ ميلان في 1988-1989 و1989-1990.
ومع ذلك، وبعد فوزه الكبير على إنتر، انفصل سان جيرمان عن حارسه جيانلويجي دوناروما الذي انتقل إلى سيتي، وخسر أمام تشلسي في نهائي كأس العالم.
أزمة في إنتر؟
وصل إنتر إلى نهائي دوري الأبطال مرّتَين في آخر 3 سنوات. في الموسم الماضي، أطاح ببايرن ميونيخ وبرشلونة في طريقه إلى النهائي. لكن هل أصبح الآن خصماً أقل خطورة؟
رحل المدرب سيموني إنزاغي، الذي قاده منذ 2021 وفاز بـ«سيري أ» موسم 2023-2024، إلى الهلال السعودي، وحلّ مكانه الروماني كريستيان تشيفو (44 عاماً) قليل الخبرة، الفائز بالبطولة كلاعب مع إنتر موسم 2009-2010. الهزيمة 4-3 أمام يوفنتوس تركت إنتر في المركز الـ13 بالدوري، بعد خسارتَين في 3 مباريات. ومواجهة أياكس خارج الديار غداً قد تكون صعبة.
مفاجآت محتملة
مَن سيكون «قاتل العمالقة» هذا الموسم؟ في الموسم الماضي، جاءت أبرز المفاجآت مع فوز أستون فيلا على بايرن ميونيخ 1-0، وتأهله إلى ربع النهائي بقيادة أوناي إيمري. كما حقق بريست سلسلة 3 مباريات بلا خسارة، فيما تغلّب سبورتينغ لشبونة، بقيادة روبن أموريم، على سيتي 4-1 بفضل ثلاثية فيكتور يوكريش.
وتعاقد غلطة سراي مع ليروا سانيه وإلكاي غوندوغان بعد إقصائه من الدوري الأوروبي، وزيارته في إسطنبول ستكون اختباراً صعباً.
من جهته، فاز نيوكاسل 4-1 على سان جيرمان قبل موسمَين، لكن لسوء الحظ أوقعه بمجموعة قوية ضمّت سان جيرمان، ميلان وبوروسيا دورتموند. أمّا أتلتيك بلباو، فبدأ «لاليغا» بفوزه في 3 من أول 4 مباريات. الهزيمة 1-0 أمام ألافيس هي العثرة الوحيدة. احتفظ بنيكو ويليامز بعد فشل انتقاله إلى برشلونة، لكنّ مشاركته أمام أرسنال الليلة مشكوك فيها بسبب إصابة في العضلة المقرّبة اليسرى.
الليلة: توتنهام × فياريال
المباراة الأبرز، يظهر فيها توماس فرانك لأول مرّة كمدرب في دوري الأبطال. آخر مشاركة لتوتنهام في البطولة كانت موسم 2022-2023، فيما وصل إلى النهائي عام 2019 تحت قيادة بوكيتينو.
أمّا فياريال، خامس «لاليغا»، فبلغ نصف النهائي آخر مرّة شارك فيها عام 2021-2022، بقيادة إيمري. وقبلها بعام، تُوّج بلقب الدوري الأوروبي بعد إقصائه أرسنال ومانشستر يونايتد في نصف النهائي والنهائي.