Sanatorium Under the Sign of the Hourglass: أحلام خارج الزمن
نيكولاس رابولد- نيويورك تايمز
Monday, 08-Sep-2025 07:07

أحدث فيلم فانتازماغوري للأخوين كواي، يقتبس القصة الغامضة لبرونو شولتس عن ابن يزور والده المريض.

في القصة التي تحمل عنوان الكتاب الصادر عام 1937 «المصحة تحت شعار الساعة الرملية»، يكتب المؤلف البولندي اليهودي برونو شولتس عن مكان انفصل فيه الزمن عن روتين وقوانين الحياة اليومية: «ما إن يتحرّر من هذه اليقظة، حتى يبدأ فوراً بالقيام بالخدع، الانفلات، القيام بمقالب غير مسؤولة، والانغماس في تهريج جنوني».

 

في مسرح القصة (مصحّة نائية) الجميع نائم أو نصف حالِم، والراوي لا يعرف ما إذا كان والده convalescent يتعافى أو ميِّتاً أم حياً.

 

هذا هو مصدر الإلهام للفيلم الثالث غير المقيّد على نحو مناسب لستيفن وتيموثي كواي، الشقيقَين التوأمَين اللذَين صنعا عوالم أحلام باستخدام الدمى والمواد الملتقطة لعقود. فيلمهما، الذي يحمل أيضاً عنوان «المصحّة تحت شعار الساعة الرملية»، يقتبس فرضية شولتس، حول شاب يزور والده المريض، لكن بعَينهما الخاصة تجاه الغرف المهترئة، والمناظر التي تشبه السراب، وحالات الوعي البينية.

 

إنّه فيلم من الأحاسيس والغموض، يبدو وكأنّه ينساب إلينا من قرنٍ آخر، مثل كثير من أعمال الأخوَين كواي، فيستحضر عوالم غريبة من فنّ الدمى في أوروبا الوسطى.

 

تقع الحبكة في مكان ما بين الضبابية والجو المحيط: يوسف (بصوت أندجيه كلاك) يتجوّل داخل مصحّة متداعية، مرتبكاً من الدكتور غوتارد والطقوس الغامضة التي يشهدها.

 

يخلط الأخوان كواي بحُرية بين دمى خشبية وطينية ولحظات حية مع ممثلين بولنديِّين، ممّا يُضيف إلى الطابع غير المرسى للفيلم. الأحداث، ذات الحوار القليل، يُفضّل النظر إليها كسلسلة من الرؤى والغرف، مرتبطة جزئياً بجهاز تأطيري: أداة بعدسات يُقال إنّها تلتقط آخر الأشياء التي رآها مالكها المتوفّى، مثل اختراع سينمائي بدائي منحرف (يُقدَّم هذا الجهاز على أنّه معروض في مزاد). بعض المشاهد التلصّصية ذات طبيعة نفسية-جنسية، مثل سوط يُلمّح إليه من خلال ثقب المفتاح.

 

أعمال شولتس نفسها تطفو جزئياً خارج الزمن، وذلك لأنّ سمعته لم تتوسع خارج بولندا إلّا بعد عقود من مقتله على يَد ضابط نازي عام 1942. وعلى رغم من أنّ مصدر الفيلم يعود إلى فترة ما قبل الحرب ذات الدلالات السياسية، إلّا أنّ فيلم الأخوَين كواي يبدو أكثر استغراقاً في نظرة صافية للرؤية، مع لحظات قصيرة تُعاد حتى 3 أو 4 مرات.

 

هناك شبه دهشة بدائية في الصور الضبابية ذات البؤرة الناعمة التي يصنعانها، التي تبدو وكأنّها تولد أمام أعيننا. الأخوان كواي (اللذان اقتبسا «شارع التماسيح» لشولتس عام 1986) استلهما أيضاً من كتاب شولتس «كتاب العبادة»، وهو مجموعة من المطبوعات الزجاجية الجريئة.

 

وبالمثل، يظلّ فيلمهما «المصحة» عالقاً في الذهن كسلسلة من الصور المقلقة: قطار يلتفّ كالشريط عبر جبل، قبّعة تسقط ببطء، رجل ذو 6 أذرع.

 

التصميم الصوتي الخافت والأنماط الموسيقية الشبحية يُعزّزان الأجواء المطهرية للفيلم. يبدو الأخوان كواي ملتصقَين بشكل يكاد يكون جنونياً بالغموض هنا، بصرياً وغير ذلك، وكأنّهما يحاولان حقاً أن يشقا طريقهما عبر الخصائص الحسية للنوم وشظايا الأحلام. إذا أغمضت عينَيك، قد تستيقظ داخل الفيلم، منفصلاً أنت أيضاً عن الزمن.

الأكثر قراءة