Honey Don’t ! ساخر، غريب وأحياناً قاسٍ
بياتريس لويزا - نيويورك تايمز
Tuesday, 02-Sep-2025 07:07

فيلم روائي منفرد ثانٍ لإيثان كوين من بطولة مارغريت كوالي، أوبري بلازا وكريس إيفانز، في لغز جريمة قتل يتضمّن طائفة جنسية ودورة انتقام دموية.

في فيلم !Honey Don’t تؤدّي مارغريت كوالي دور المحققة الخاصة المباشرة هاني أودوناهيو، التي تجوب الجانب المشبوه من بيكرسفيلد، كاليفورنيا، مرتدية فستاناً أحمر وكعباً عالياً. إنّه زي غير عملي للتحقق من مسرح جريمة عند قاعدة تلة صخرية - كما تفعل في بداية الفيلم، حين تتفحّص الظروف الغامضة لحادث سيارة مُميت لامرأة شابة.

 

قد توحي ملامح هاني بأنّها «فاتنة قاتلة»، لكنّها أقرب إلى همفري بوغارت من باربرا ستانويك، بنظرة حادّة مشوبة بالكآبة ونبرة سلسة توحي بوضوح أنّها رأت الكثير.

 

ذكاء هاني ليس مزحة، لكن ثمة شيئاً ساخراً في مظهرها الأنثوي البريء - وفي الطريقة التي تبرز بها وسط محيطها الكئيب. في أي نوع من الأفلام نحن؟ قصة محققة قاسية الطابع؟ حوار جديد ساخر؟ إثارة هزلية؟

 

منذ الثمانينات، كان هذا التقليب والخلط بين قوالب الأنواع السينمائية هو العلامة المميزة للأخوَين كوين. مع مَيل إلى الفكاهة السوداء والعبثية، أعادا مزج الأنواع الهوليوودية حتى أواخر العقد الثاني من الألفية، حين بدأ كل منهما في مشاريع فردية.

 

إيثان كوين أخرج !Honey Don’t وكتبه مع زوجته تريشيا كوك، المونتيرة الطويلة الأمد في أفلام الأخوَين. إنّه الفيلم الروائي الثاني للثنائي، ويُعدّ بمثابة «شقيق» للفيلم الأول Drive-Away Dolls (2024)، الذي لعبت فيه كوالي دور مثلية منطلقة تنخرط في مؤامرة إجرامية تتضمّن مجموعة من الألعاب الجنسية.

 

من جانبه، اختار جويل اقتباساً أقرب إلى المباشر (ولو بصرياً مبتكراً) لشكسبير، في أول عمل منفرد له «مأساة ماكبث» عام 2021. لذا أميل للاعتقاد أنّ إيثان هو صاحب الحس الكوميدي، ومع كوك وجد شريكة يبدو أنّها تشاركه حُبّ الطابع الجريء.

 

الممثل الذي يملأ هذا الجانب الجريء في !Honey Don’t هو القس درو ديفلين (كريس إيفانز)، زعيم طائفة مشبوهة تُدعى «معبد الـ4 طرق». ديفلين ليس سوى متباهٍ فارغ أكثر منه «سفنغالي» يُسَيطر على العقول، ويُصبح مشتبهاً به في تحقيق حادث السيارة، على رغم من أنّنا غالباً ما نراه في الفراش مع واحدة (أو 3) من تابعاته الجديدات.

 

بطبيعة الحال، يحاول إغواء هاني عندما تزوره في مكتبه لاستجوابه، لكنّ التعامل مع الخطّاب الشبقين ليس جديداً عليها. صديقها المعجب بها في الشرطة، مارتي (تشارلي داي)، لا يستطيع تقبّل أنّها تفضّل النساء. أمّا زميلتها الضابطة إم. جي. (أوبري بلازا)، فلها حظّ أوفر.

 

يجمع الفيلم لقطات ساخرة، غريبة، وأحياناً قاسية من حياة هاني ومَن حولها. يلجأ سيغفريد (بيلي آيشنر) إلى خدماتها للتأكّد ممّا إذا كان حبيبه يخونه، وهذا الأخير ينجرّ لاحقاً إلى دورة انتقام دموية يشعلها أحد أعوان «معبد الـ4 طرق».

 

في الوقت عينه، تتجوّل في البلدة امرأة فرنسية ذات غرّة مستقيمة، وينتهي بها الأمر بموت وحشي. ابنة شقيقة هاني المراهقة، كورين (تاليا رايدر)، تطلب مساعدتها بعدما اعتدى عليها صديقها - وفي محل النقانق حيث تعمل، يُهدّدها رجل ذو مظهر شرير.

 

بمجملها، تبدو هذه الأحداث مقصودة العشوائية. أفلام كوين غالباً ما تقول لنا إنّ الحياة مليئة بالوقائع الغريبة وغير المتوقعة - وإيقاع المونتاج الجاف لدى كوك لطالما جعل هذه المفاجآت تهبط بتأثير كوميدي-مأساوي بارع.

 

لكن هنا، يبدو السرد المتعرّج لكوك وكوين باهتاً وغير مكتمل، ممّا يجعل الوفيات خارج الكاميرا والكشوف الخائنة أقل شبهاً بالانعطافات الكونية القدرية وأكثر شبهاً بمطبات صغيرة تولّد بضع ضحكات أو زفرات.

 

حتى النكات الجنسية تبدو كسولة: مثل حزام جلدي يظهر أسفل رداء احتفالي أبيض في منزل الضحية، أو مشهد هاني تُنظّف فيه الألعاب الجنسية بعد ليلة شغوفة مع إم. جي. حضور كوالي الصارم يمنح هذه المشاهد جفافاً مسلياً، لكن لا أستطيع تجاوز الإحساس بأنّ الفيلم يحاول إثارة مشاعري بأقل جهد ممكن.

 

في أفضل لحظاته - التي غالباً ما تضمّ كوالي وبلازا - يُحقق !Honey Don’t توازناً بين الجدّية والسخف. في إحدى الليالي على السرير، تتبادل هاني وإم. جي. صدمات الطفولة؛ أصواتهما منخفضة خشنة، وينظران مباشرة إلى الأمام كما لو كانا رعاة بقر متعبين يحدّقون في صحراء لا ترحم.

 

في وقت لاحق من الفيلم، عندما تواجه هاني المعتدي على كورين، تضع ملصقاً يقول «لديّ مهبل وأصوّت» فوق شعار MAGA، وهو ربما أكثر التصريحات وضوحاً حول نوايا الفيلم. قلب قواعد الأنواع السينمائية ليس مجرّد خدعة أسلوبية، بل وسيلة لقلب تصوّراتنا المسبقة عن الولايات المتحدة والفئات والمواقع التي نفترض أنّ أشخاصاً معيّنين ينتمون إليها.

الأكثر قراءة