أخصائية تغذية
يُعتبر شهر أيلول فرصةً عالمية للتذكير بأهمية صحة البروستاتا لدى الرجال، خصوصاً مع ازدياد حالات الإصابة بسرطان البروستاتا بشكل مطرد حول العالم.
هذا العام، سُجِّلت نحو 1,47 مليون حالة جديدة، ما يجعله ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال، مع توقع ارتفاع معدّل انتشاره إلى 266 حالة لكل 100,000 نسمة بحلول 2040، بينما يُتوقع أن تنخفض الوفيات إلى حوالي 9 حالات لكل 100,000 نسمة بفضل التقدّم في برامج الكشف المبكر والعلاج.
هذا الواقع يُبرز الحاجة الماسّة للوعي بالوقاية، لا سيما من خلال التغذية السليمة، النشاط البدني المنتظم، والفحص الدوري المنتظم للكشف المبكر.
أظهرت دراسة حديثة لمعهد كارولينسكا في السويد، أنّ الرجال الذين يتجنّبون فحوصات البروستاتا الدورية يواجهون خطر الوفاة بنسبة أعلى بنحو 45% مقارنةً بالذين يقومون بالكشف المبكر.
فبرامج الفحص المنتظمة تُقلِّل من الوفيات بنسبة تصل إلى 23%، خصوصاً للرجال فوق سنّ الـ50، أو مَن لديهم تاريخ عائلي أو عوامل وراثية تزيد من خطر الإصابة.
دور حاسم للتغذية
تشير أحدث الدراسات إلى أنّ التغذية يمكن أن تقلّل بشكل ملموس من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا وتبطئ تقدّمه:
- إنّ تناول الأسماك الدهنية وأحماض أوميغا-3 مرّتَين أسبوعياً يُقلّل من نمو الخلايا السرطانية المبكرة بنسبة 30%.
- الالتزام بالنظام المتوسطي الغني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة وزيت الزيتون يُقلِّل من تقدّم المرض بنسبة 25%.
- الإفراط في تناول اللحوم الحمراء عند الطهي بدرجات حرارة عالية يزيد من خطر الإصابة بالأشكال العدوانية من السرطان بنسبة 15-20%.
- الطماطم، البطيخ، والفواكه الحمضية تُقلّل من خطر تقدّم المرض وتحسن الاستجابة للعلاج بنسبة 10-15%.
- استبدال مصادر البروتين الحيواني العالية الدهون بالعدس والفاصوليا والتوفو يساهم في حماية البروستاتا وتقليل نمو الورم.
إلى جانب التغذية، يلعب النشاط البدني والحفاظ على الوزن الصحي دوراً مهمّاً في الوقاية من سرطان البروستاتا، فممارسة النشاط المعتدل مثل المشي السريع أو السباحة لمدة 150 دقيقة أسبوعياً تقلّل خطر تقدّم المرض بنسبة 20%.
الفحص والمتابعة الطبية
الوقاية من سرطان البروستاتا لا تكتمل من دون الفحص الدوري والمراقبة الطبية الدقيقة:
- الفحص الدوري بواسطة PSA: لجميع الرجال الأصحاء فوق 50 عاماً.
الرجال ذوو التاريخ العائلي أو العوامل الوراثية: يُنصح بالبدء من 45 عاماً.
التكرار: إذا كانت نتائج PSA طبيعية، يُكرّر الفحص كل سنة إلى سنتَين بحسب تقييم الطبيب.
- فحوصات الدم الأخرى: قياس PSA الحر والمجموع لتقييم مستوى البروستاتا بدقة أكبر. أحياناً يُطلب تحليل الدم لوظائف الكبد والكلى قبل أي تدخّل طبي.
- المتابعة الطبية المتخصّصة: يُفضل مراجعة طبيب مسالك بولية متخصِّص في أمراض البروستاتا والكشف المبكر.