في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أحيى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ذكرى الإمام السيد موسى الصدر، مؤكدًا أن الإمام كان رمزًا للوطنية والعدالة والمقاومة، ورفع شعار الدولة العادلة والمواطن الحر، ورفض الطائفية والفساد والارتهان للخارج.

وأشار قبلان إلى أن الإمام الصدر خاض معركة الإنسان والوطن خلال الحرب الأهلية، رافضًا القتال الداخلي، والانقسام الطائفي، وتجيير القوة الوطنية لغير الدفاع عن الوطن، محذرًا من مشاريع التقسيم والفتنة التي تهدد الكيان اللبناني.

وشدد على أن المقاومة واجب وطني لحماية لبنان من العدوان الإسرائيلي، منتقدًا تقاعس الدولة وقراراتها التي تفرّغ البلاد من قوتها السيادية، ومعتبرًا أن الجيش هو الضامن الحقيقي للوطن، رافضًا تسييسه أو استخدامه في الصراعات الداخلية.

وأكد أن الإمام الصدر كان يعتبر الوحدة الوطنية "قدراً سماوياً"، وأن الحوار والشراكة الميثاقية هما أساس استقرار لبنان، محذرًا من الفتنة الداخلية باعتبارها أخطر من أي حرب خارجية.

كما شدد قبلان على الدور المحوري للرئيس نبيه بري، معتبرًا أن تجاوز مرجعيته يمس بأساس التكوين الوطني، داعيًا الجيش والقوى السياسية لتحمّل مسؤولياتهم في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي، ورفض سياسة التبعية والانهيار.

وقال: "لن نسمح بتمرير اللعبة السياسية التي تريد تمزيق البلد وإحراقه وإبادة صيغته التاريخية ومصالحه السيادية والأمنية، والرئيس جوزاف عون مطالب الآن بما يلزم عليه من واجبات وطنية كبرى، لأن الطاعون السياسي يهدد لبنان برمته، وكلنا ثقة بالشعب والقيادات الوطنية للنهوض بما يلزم عليها من واجبات وطنية لإنقاذ البلد وحمايته من جنون فريق يدفعه نحو أسوأ أنواع الخراب".