كما كان متوقعًا، صوّت مجلس الأمن الدولي على تمديد ولاية قوة اليونيفيل حتى 31 كانون الأول 2026، على أن تبدأ بعد هذا التاريخ عملية انسحاب تدريجي وآمن خلال عام واحد، ما يجعل هذا التمديد هو الأخير للبعثة الأممية.
ورحّب رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بالقرار، مؤكدين أهميته في الحفاظ على الاستقرار الحدودي وتعزيز سيادة الدولة.
وأعرب عون عن أمله في أن تشكّل الأشهر الـ16 المقبلة فرصة لإرساء الاستقرار على الحدود الجنوبية، وأن تكون السنة المخصصة للانسحاب مهلة ثابتة لترسيخ سيادة لبنان على كامل أراضيه. فيما شدد سلام على أن القرار الدولي جدّد دعوة إسرائيل للانسحاب من خمسة مواقع لا تزال تحتلها داخل الأراضي اللبنانية، مشددًا على ضرورة بسط سلطة الدولة وسحب السلاح غير الشرعي، التزامًا بالقرارات الدولية واتفاق الطائف.
كما توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالشكر للدول الأعضاء في مجلس الامن على التمديد لقوات اليونيفل لولاية جديدة، آملا الوصول إلى إجماع دولي آخر يضع حداً للإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وآخرها مساء اليوم والتي أدت إلى سقوط شهيدين من الجيش اللبناني وجرح آخر، إجماع يلزم إسرائيل بتنفيذ القرار 1701 وتطبيق كامل بنود وقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل، تلقّى الرئيس عون اتصالًا هاتفيًا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكد دعم فرنسا وأوروبا الواسع للخطة التي سيعدها الجيش اللبناني بشأن حصرية السلاح، مشدّدًا على أهمية أن تتمتع هذه الخطة بالدقة.
بدوره، تلقى رئيس الحكومة نواف سلام اتصالًا مماثلًا من ماكرون، جدّد فيه التزام فرنسا بعقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في لبنان، إلى جانب مؤتمر آخر لدعم القوات المسلحة اللبنانية، معربًا عن تأييده للقرارات الحكومية المتخذة في ملف السلاح غير الشرعي.
وفي الإطار نفسه، أكّد السفير القطري في بيروت، الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال لقائه رئيس الجمهورية، استمرار دعم بلاده للبنان على مختلف الصعد، وحرص الدوحة على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
ميدانيًا، واصل الجيش اللبناني تنفيذ قرار تسلّم السلاح من المخيمات الفلسطينية، حيث تسلّمت وحداته المختصة دفعة جديدة من الأسلحة والذخائر من مخيمات الرشيدية والبص وبرج الشمالي في منطقة جنوب الليطاني، وذلك بالتنسيق مع الجهات الفلسطينية المعنية. وتضمنت الدفعة أسلحة خفيفة وذخائر وقذائف متنوعة، على أن تتواصل عملية التسليم خلال المراحل المقبلة.
اقليميا، أكد وزيرا خارجية مصر وقطر أن جهود البلدين لن تتوقف حتى يتم الوصول لوقف فوري للنار في قطاع غزة رغم عدم تجاوب إسرائيل مع مقترح الوسطاء. ورفضا المحاولات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين، معتبرين ذلك "خطا أحمر" غير مقبول.
وفي ظل التقارير التي تحدثت عن إنزال لقوات من الجيش الإسرائيلي قرب دمشق، ليلا، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة إلى الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، في قرية جولس شمالي إسرائيل.
وأشار نتنياهو إلى وجود مفاوضات أمنية متقدمة بين إسرائيل وسوريا تهدف إلى تخفيف التوتر على الحدود الشمالية وفتح قنوات تنسيق جديدة، مؤكدًا أهمية رفع قضية الدروز السوريين إلى المحافل الدولية.
كما شدّد على "الشراكة والتكافل" بين الدولة وأبناء الطائفة، مشيرا الى التزام حكومته تجاه الدروز في الداخل، و"التعامل مع التحديات الأمنية الواسعة" التي تواجه إسرائيل، مع إبراز الجانب الإنساني المتعلق بمجازر سوريا كعنصر لتعزيز الشرعية الدولية لأي تحرك عسكري إسرائيلي.
في سياق منفصل، دوت انفجارات عدة في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد ساعات على إطلاق جماعة الحوثي مسيرة مفخخة نحو إسرائيل.
وأشارت وسائل اعلام إسرائيلية إلى أن الضربات استهدفت قيادات حوثية كبيرة وقادة بارزين. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مهاجمة عدة أهداف حوثية في اليمن.
في المقابل، نفى الحوثيون استهداف قياداته، معتبرين أن الضربات الإسرائيلية "فاشلة كسابقاتها"، وفق تعبيرهم. وأعلنوا أن الضربات استهدفت أعيانا مدنية.
على خطّ آخر، وبعد اعلان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن بلاده والمملكة المتحدة وألمانيا قررت تفعيل الآلية التي تتيح إعادة فرض عقوبات الامم المتحدة على إيران، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي إن طهران سترد على القرار.
دوليا، تعرض مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف لأضرار جراء هجوم جوي روسي واسع طال العاصمة الأوكرانية ليل الأربعاء الخميس، بحسب رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا.
هذا وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"الترهيب والهمجية" اللذين تمارسهما روسيا في حق أوكرانيا، بعد هجوم جوي واسع على كييف أسفر عن سقوط 14 قتيلا على الأقل.
على خطّ آخر، أعلنت الصين أن ممثل التجارة الدولية لي شينغانغ سيزور الولايات المتحدة هذا الاسبوع على رأس وفد لإجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين.