شهد لبنان نهاية أسبوع حافلة بالأحداث، تنوّعت بين الاحتفالات الدينية الكبرى والمواقف السياسية الحادة، في ظل استمرار الأزمات الداخلية والضغوط الإقليمية والدولية.
ففي المتن، احتفلت الرهبانية الأنطونية المارونية بمرور 325 عامًا على تأسيسها (1700 – 2025)، عبر قداس مهيب أقيم في دير مار شعيا، حضره رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والسيدة الأولى نعمت عون، إلى جانب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفعاليات روحية وسياسية ودبلوماسية.
الراعي دعا في عظته إلى بسط سيادة الدولة وإطلاق ورشة إعادة الإعمار، مؤكّدًا أن لبنان سيبقى “وطن الرسالة والشهادة والشراكة والتنوّع”، فيما شدّد الرئيس العام للرهبانية الأباتي جوزف بو رعد على التزام الرهبان بخدمة الخير العام والدفاع عن قيم المواطنة الجامعة. الرئيس عون من جهته تمنّى أن تبقى الرهبانية “منارة إيمان وعلم وثقافة في قلب لبنان والشرق”.
في المقابل، أخذت الملفات السياسية والاقتصادية حيّزًا من الاهتمام. فقد أعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تسليمه لجنة التحقيق البرلمانية “الملف الأسود” في قطاع الاتصالات، متحدثًا عن هدر يتجاوز المليار دولار منذ العام 2009، ومطالبًا بمتابعته قضائيًا وتشريعيًا.
أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فاعتبر أنّ خطاب نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم يشكّل “تهديدًا مباشرًا للحكومة اللبنانية وللمؤسسات الدستورية”، مؤكّدًا أنّ الأكثرية اللبنانية “تقف خلف الدولة ومؤسساتها الشرعية ولن تسمح بإفشال مساعي إنقاذ لبنان”.
وفي موازاة ذلك، جدّد السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني دعم بلاده للبنان “من دون تمييز بين طائفة وأخرى”، معتبرًا أنّ “الضغط الأميركي لن يكسر لبنان ولا مقاومته”، معلنًا استعداد طهران لتقديم مساعدات للبنانيين كافة كما تفعل مع الشعب الفلسطيني.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجميد الحسابات البنكية للبطريركية الأرثوذكسية في القدس وفرض ضرائب باهظة عليها، معتبرة أنّ هذه الإجراءات تندرج ضمن “حرب مفتوحة لتصفية القضية الفلسطينية والوجود المسيحي الأصيل”.
وعلى الصعيد الأمني الإقليمي، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق مقتل عدد من الإرهابيين بعمليتين جويتين دقيقتين في صلاح الدين وكركوك، مؤكدة استمرار ملاحقة فلول “داعش” ومنع أي ملاذ آمن لهم.
أما دوليًا، فقد استقطبت قمة ألاسكا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب الأنظار، حيث أعلن الجانبان تحقيق “تقدّم مهم” نحو إعادة تطبيع العلاقات بعد سنوات من التوتر. بوتين أكد ضرورة “طي صفحة العداء مع أميركا”، فيما تحدث ترامب عن “فرصة جدية لتحقيق السلام”، خصوصًا على صعيد الأزمة الأوكرانية. المواقف لاقت تفاعلًا أوروبيًا، حيث شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أنّ “أي سلام دائم يجب أن يترافق مع ضمانات أمنية ثابتة”، مؤكّدًا تمسك فرنسا والاتحاد الأوروبي بدعم كييف حتى التوصل إلى تسوية عادلة.