اكد دبلوماسي غربي بارز ل"الجمهورية" ان التحرّك الحكومي الأخير نحو تسليم سلاح حزب الله للجيش، بموافقة رئاسية ودعم دولي، ليس خطوة شكلية أو ورقة ضغط إعلامية كما حدث في محطات سابقة، بل هو انتقال إلى مرحلة الإجراء التنفيذي.
وكشف أن بيروت حصلت على غطاء سياسي وأمني خارجي، خصوصًا من واشنطن وبعض العواصم الأوروبية، والعربية، قبل أن تعلن عن الخطة، وان وجود دعم أميركي مباشر يوحي بأن المسار تم اختباره خلف الكواليس، وربما جرى الاتفاق على تفاصيله مع أطراف عربية لضمان بيئة إقليمية مساعدة.
واستدرك الدبلوماسي البارز بقوله" لكنّ رد حزب الله يفتح الباب أمام مرحلة من المواجهة الباردة، وربما الساخنة، بين مؤسسات الدولة ومكوّن مسلح يمتلك نفوذًا متجذرًا داخل البنية السياسية والأمنية".
رسائل طهران المزدوجة
وأشار إلى أن زيارة علي لاريجاني لبيروت في هذا التوقيت لم تكن بريئة. فبينما قدّمت إيران خطابًا علنيًا ناعمًا يؤكد احترام استقلال لبنان، جاءت الرسائل الضمنية لتذكّر بأن إعادة رسم موازين القوى على الأرض لا يمكن أن يتم من دون موافقة طهران. هذه المقاربة المزدوجة – التطمين العلني والتحذير الضمني – تعكس إدراكًا إيرانيًا بأن حزب الله تحت ضغط استراتيجي منذ فقدانه بعض قياداته البارزة، لكنها في الوقت نفسه إشارة إلى استعداد طهران للمساومة إذا كان الثمن حماية نفوذها الأساسي في لبنان.
وحذر من ان هذه النافذة مؤقتة، وأي تغير في موازين القوى أو تصعيد ميداني قد يغلقها بسرعة.
السيناريوهات المحتملة
وأوضح للجمهورية ان المشهد الحالي يفتح على ثلاثة مسارات رئيسية، قد تتداخل أو تتعاقب:
السيناريو الأول – تنفيذ تدريجي منضبط: تبدأ الدولة بسحب السلاح من المواقع البعيدة عن المربعات الأمنية، في عملية طويلة الأمد ترافقها ضمانات سياسية للحزب، وربما قنوات تواصل غير معلنة مع إيران لتخفيف حدة الاعتراض. نجاح هذا المسار يتطلب ضبطًا أمنيًا صارمًا وتجنب أي احتكاك دموي واسع.
السيناريو الثاني – التعطيل عبر الشارع: قد يلجأ الحزب إلى تحريك قاعدته الشعبية لإظهار أن القرار يهدد السلم الأهلي، في محاولة لخلق ضغط داخلي يقيّد قدرة الحكومة على التنفيذ. في هذه الحالة، تتحول المواجهة من المؤسسات إلى الميدان، مع خطر انزلاق الأمور إلى صدامات محلية.
السيناريو الثالث – تسوية خلف الكواليس: وهو الاحتمال الذي يجمع بين الانسحاب الجزئي للحزب من بعض المواقع وتسليم جزء من السلاح الثقيل للجيش، مقابل السماح له بالاحتفاظ بسلاح نوعي تحت إشراف غير مباشر. هذا السيناريو قد يتم برعاية إقليمية، ويُسوَّق على أنه "حل لبناني – لبناني" لتخفيف الضغوط الدولية.