لبنان على عتبة أيام مفصلية: زيارة لاريجاني، جلستان لمجلس الوزراء، وترقّب لخطة الجيش لتطبيق «حصرية السلاح». ما يُكتب في العناوين ظاهِرٌ، أمّا ما وراءه فيرسم خرائط التأثير بين واشنطن وطهران وباريس وبيروت، مع مفاتيح ضغط اسمها اليونيفيل والكهرباء و«توم براك».
الجمهورية
* الأجندة الخفية: تثبيت «هدوء مسؤول» إلى حين عودة براك الإثنين، وفتح ممرّ لإعادة ترتيب الأولويات على إيقاع زيارة لاريجاني بمعادلات إيرانية جديدة بعد الحروب الأخيرة. الحزب سيستثمر الزيارة شعبياً وسياسياً لرفض تسليم السلاح.
* الرسالة الضمنية: ملف السلاح حاضرٌ في لقاءات لاريجاني مع الرؤساء وقيادة الحزب، والضمانات الخارجية مطلوبة قبل أي ترجمة تنفيذية. إبراز خطاب «الدفاع عن لبنان لا عن الشيعة» لتحويل النقاش من فئوي إلى وطني.
* لمن تتوجّه: جمهور الدولة الوسطية، الدبلوماسيون، وقواعد الحزب على السواء: إشارات توازن تمنع الصدام وتُحسّن موقع التفاوض.
النهار
* الأجندة الخفية: رفع كلفة «المُساكنة» مع الحزب عبر سؤال: لماذا استأخر الانفجار؟ الإيحاء بأن حصرية السلاح وورقة براك ليستا وحدهما سبب التوتّر؛ الضغط يتزايد مع اتجاه لتجديدٍ أخير ومُقيَّد لليونيفيل.
* الرسالة الضمنية: ردّ سيادي منتظَر على لاريجاني من الرئاستين، وتثبيت دور الرئاسة كميزان وطني.
* لمن تتوجّه: شركاء لبنان الغربيون والعرب، والرأي العام المؤيد لدولة قوية تقودها المؤسسات.
الأنباء
* الأجندة الخفية: تسويق مسار «الذهاب نحو الدولة» بإدارة رئاسية–حكومية تُراكم ثقة داخلية وخارجية، مع ربط التهدئة بخطاب مكافحة الفساد والاشتباك الاقتصادي (قمح عراقي، تضخم، ومعيشة).
* الرسالة الضمنية: اليونيفيل تحتاج تماسكاً عملياتياً مع الجيش، والحزب يواكب برسائل نفسية («سلاحي أقدس…») لرفع سقف التفاوض دون كسر الاستقرار.
* لمن تتوجّه: قوى الوسط والقطاع الاقتصادي والشارع القَلِق من الانهيار.
الديار
* الأجندة الخفية: تعظيم دلالات زيارة لاريجاني كـ«دعم متقدّم» للبنان في الأمن والاقتصاد وإعادة الإعمار، مع إظهار مسافة تكتيكية: «لا نستبق النتائج».
* الرسالة الضمنية: ترميم مثلث عون–بري–الحزب تحت شعار السلم الأهلي، وتدوير زوايا حكومية (عطلة، فيول كويتي، دين عراقي) لشراء وقت حتى تكتمل خطة الجيش.
* لمن تتوجّه: قاعدة المقاومة، الوسطاء الإقليميون، ودوائر الإدارة العامة.
الأخبار
* الأجندة الخفية: التحذير من «تحريض خارجي» لتوريط الجيش، والترويج لسيناريو «تمديد أخير لليونيفيل بصلاحيات موسّعة» كورقة ضغط غربية. تثبيت «الثلاثية» كمعادلة ردع داخلي.
* الرسالة الضمنية: زيارة لاريجاني حدثٌ مفصلي يسبق براك؛ إبقاء الانتباه على تسريبات إقليمية (لقاء ديرمر–الشيباني) لتظهير حجم صفقة أكبر تُطبخ خارج بيروت.
* لمن تتوجّه: بيئة المقاومة، جمهور السيادة الحذِر من تدويل إضافي، ومؤسسات الأمن.
اللواء
* الأجندة الخفية: تمرير «حزمة تشغيلية» عبر جلستين حكوميتين (61 بنداً) قبل عطلة، ربطاً بإنهاء الجيش مسودة خطة الحصرية خلال أسبوعين. تسويق رسالة «الخروج من جبهة المحاور» في لقاء لاريجاني.
* الرسالة الضمنية: الجيش جاهز لحماية السلم الأهلي، والحكومة تراهن على دعم الاغتراب والإصلاح لإعادة البناء.
* لمن تتوجّه: الوسط السياسي البراغماتي، الإدارة، والاغتراب.
الاصطفاف الكامن خلف العناوين
* محور «تسوية مضبوطة»: الجمهورية، اللواء، الأنباء يدفعون إلى إدارة تدريجية لحصرية السلاح عبر الجيش، وتحييد الحكومة، واستثمار قنوات دولية (براك/اليونيفيل) لضمانات اقتصادية وسياسية.
* محور «رفع كلفة الحصرية»: الأخبار (بتحذير التدويل والتوسيع)، والديار (بتعظيم دعم طهران) يرفدان موقف الحزب بأدوات تفاوض ميدانية ومعنوية.
* محور «التشدّد المشروط»: النهار يلوّح بأن أي تباطؤ سيقابَل بتشدد دولي (تجديد مضيَّق لليونيفيل) وباختبار سيادي مع لاريجاني.
تقدير الموقف خلال 48–72 ساعة
* مرجّح تثبيت «حكومة مُدارة» وتهدئة لفظية ريثما يصل براك وتتضح صيغة التمديد لليونيفيل.
* زيارة لاريجاني ستُستثمر لتقوية موقف الحزب علناً، ولتبادل رسائل «تطمين–تحذير» مع الرئاسات سراً.
* خطة الجيش ستُصاغ إطارياً (مراحل، شروط، تنسيق) بلا جداول صلبة تفادياً للاشتباك المباشر.
مؤشرات إنذار مبكر
نصّ خطة الجيش: هل تبقى توصيفية أم تتضمن مراحل زمنية وضوابط ميدانية؟
لهجة الحزب بعد الزيارة: من التعبئة الشعبية إلى شروط تفاوض ملموسة يعني انتقالاً إلى «تهدئة مشروطة».
مسار اليونيفيل: «تمديد أخير» مع صلاحيات موسّعة أو تسوية تقنية بلا توسيع مهمات.
سلوك الرئاسة في الجلستين: تمرير بنود الكهرباء والتمويل يُعدّ اختباراً لصفقة تهدئة اجتماعية.
إشارات باريس/واشنطن: ربط الدعم المالي والإصلاحي بإيقاع تنفيذ الحصرية.
خلاصة تنفيذية
المشهد يتجه إلى مساكنة سياسية مرحلية: «حصرية السلاح» قيد التخطيط، زيارة لاريجاني لرفع أوراق التفاوض، وعودة براك لضبط الإيقاع الدولي. اليونيفيل والكهرباء ملفّان مُلحّان لشراء الوقت داخلياً وخارجياً. أي حادث حدودي أو تسريب صدامي كفيل بقلب الطاولة سريعاً، لكن الجميع يتصرّف الآن وكأن التسوية المؤقتة أقلُّ كلفة من الانفجار