‎“خُلاصة "الجمهورية
Saturday, 19-Jul-2025 21:26

في مشهد متشابك يعكس تعقيدات الأوضاع في المنطقة، شهدت الساعات الأخيرة سلسلة تطورات ميدانية وسياسية وأمنية خطيرة على عدة جبهات، من الجنوب اللبناني إلى غزة، ومن محافظة السويداء السورية إلى المشهد الإقليمي والدولي الأشمل.

ففي جنوب لبنان، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة عن سقوط شهيد في يحمر الشقيف – قضاء النبطية، نتيجة غارة إسرائيلية بطائرة مسيّرة استهدفت دراجة نارية. وتزامن ذلك مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، حيث أسفرت سلسلة من الغارات وإطلاق النار عن استشهاد 43 مواطناً، بينهم 32 قتلوا أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات الإنسانية، فيما أُصيب العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، في قصف طال رفح وخان يونس وجباليا وشرق غزة.

على الصعيد السياسي الداخلي اللبناني، جدّد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل تأكيد موقفه من ضرورة اعتماد اللامركزية الإدارية كمدخل لإصلاح الدولة، مشدداً على أنّها لا تمسّ وحدة الدولة بل تعززها. ولفت إلى أنّ “التيار” لم يخض الانتخابات البلدية من منطلق سياسي، بل ركّز على التوافق المحلي، متّهماً خصومه بمحاولة خوض مواجهة سياسية لم تنجح. كما أشار باسيل إلى دور البلديات في ملف النزوح السوري، داعياً إلى التوقف عن تخويفها من المجتمع الدولي، ومؤكداً أن الخطة الوطنية غائبة، ما يحمّل البلديات مسؤوليات إضافية في هذا الملف الوجودي.

أما في سوريا، فقد شهدت محافظة السويداء تصعيداً عسكرياً جديداً رغم إعلان وقف إطلاق النار. وبينما بدأت قوات الأمن السورية بالانتشار في المدينة، تجددت الاشتباكات بين فصائل درزية ومجموعات من العشائر العربية، وسط تبادل للاتهامات بخرق الاتفاق. وأعلنت الرئاسة السورية وقفاً شاملاً لإطلاق النار، فيما اعتبر الرئيس السوري أحمد الشرع أنّ الأحداث في السويداء شكلت “منعطفاً خطيراً” في الوضع الأمني والسياسي في البلاد، متّهماً إسرائيل بالتصعيد ومحاولة زعزعة الاستقرار، ومشدداً على أن الدولة تمكنت من تهدئة الأوضاع رغم التدخلات الخارجية.

ردّاً على خطاب الشرع، شنّ وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر هجوماً عنيفاً، واعتبر أن الرئيس السوري يتبنى خطاباً داعماً للمهاجمين الجهاديين، متهماً إياه بتبني نظريات المؤامرة ضد إسرائيل، ومؤكداً أن أمن الأقليات في سوريا لا يزال مهدداً، داعياً المجتمع الدولي لربط أي إعادة دمج لسوريا في النظام الدولي بحماية هذه الأقليات.

إقليمياً، كشفت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية أن إيران تتجه نحو تسريع برنامجها النووي نتيجة الجمود في مفاوضاتها مع واشنطن، بعد أن أوقفت التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في خطوة وصفت بـ”المحورية”. وحذّرت المجلة من احتمالية اندلاع نزاع واسع يشمل الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، في ظل غياب تسوية تفاوضية تضمن منع طهران من امتلاك سلاح نووي.

وفي السياق الاقتصادي، فرض الاتحاد الأوروبي الحزمة الـ18 من عقوباته على روسيا، مستهدفاً 22 بنكاً وعشرات المصانع والشركات. وتركّزت العقوبات الجديدة على كيانات قانونية مسجّلة في دول مثل الإمارات، سنغافورة، الصين، والهند. وفي المقابل، تمكنت السوق الروسية من تطوير بدائل محلية لشركات انسحبت من البلاد، مثل “ماكدونالدز” و”كوكاكولا”، وهو ما ساعد على امتصاص جزء من تداعيات العقوبات رغم الخسائر الاقتصادية الضخمة التي تجاوزت 1.5 تريليون دولار بحسب بعض التقديرات.

أمنياً، سُجّل حادث مروع في مدينة لوس أنجلوس الأميركية حيث دهست مركبة مجهولة حشداً من الناس في جادة سانتا مونيكا، ما أسفر عن إصابة أكثر من 20 شخصاً بجروح متفاوتة، بينهم خمس حالات حرجة، بينما لا تزال السلطات تبحث عن السائق الذي فرّ من مكان الحادث.

الأكثر قراءة