في هذا الفيلم الفرنسي الدرامي عن سنّ البلوغ، تشارك شابة في تجارب أداء لبرنامج واقعي هرباً من حياتها المنزلية.
في فيلم «الماسة البرية»، يُصبح حُلم النجومية في برامج الواقع طوق نجاة لشابة، وسيلة للهروب من حياتها الكئيبة في جنوب فرنسا.
لكن، هل ينبغي لفتاة تبلغ من العمر 19 عاماً أن تضع أنوثتها في المزاد باسم إثبات الذات؟ وهل يُصبح الأمر أكثر قابلية للفهم - أو أكثر إزعاجاً - حين نعلم أنّ دافعها هو الإهمال العاطفي؟
حتى لو لم نشهد سعي ليان (التي تؤدي دورها مالو خبيزي) المهووسة بالشهرة إلى حماية شقيقتها الصغرى من أصوات العلاقة الحميمة الصادرة من غرفة والدتهنّ، أو لم نرَ تهديد الطرد من المنزل، لَكُنّا سنشعر بالمشكلة في المنزل من خلال إصرارها المحموم على الانضمام إلى برنامج «جزيرة المعجزة».
تخضع ليان إلى اختبارات القبول في هذا البرنامج الواقعي الشهير، الذي قد يكون فرصتها الأفضل للفرار من قيود عائلتها المضطربة. لكنّها، حين ترسم وشماً على بطنها - تتألّم أولاً، ثم تعرض الوشم الجديد بهدوء أمام آلاف من متابعيها على «تيك توك» - تتمنّى لو كان بإمكانك أن تريها طريقاً آخر.
مشاهد كهذه تُجسِّد، بشكل مفجع، تعاطف الفيلم المضطرب مع ثقافة المؤثرين.
كان هذا الفيلم في الأصل فيلماً قصيراً من كتابة وإخراج أغات ريدينغر، ويأتي أول أعمالها الطويلة كإخراج يتنقل بين التوتر والانفراج في موجات متتابعة.
تُقدّم خبيزي أداءً نابضاً باليأس في تجسيد شخصية ليان، على رغم من محدودية النص، فيما يؤطّرها مدير التصوير نويه باش بصرياً بطريقة حميمة توحي وكأنّنا نتطفّل على مساحتها الخاصة. طموحاتها المتلألئة تزداد وضوحاً وسط هذه الرؤية الطبيعية الخالية من الزينة.
في النهاية، نعرف ما إذا كانت ليان قد حصلت على الدور. لكنّ السؤال الأكثر إلحاحاً في الفيلم يبقى من دون جواب: أي واقع هو الأكثر أماناً - الواقع الذي تعلمت النجاة فيه، أم ذاك الذي يُغريها بوهم الأمل؟