أخصائية تغذية
تصلّب الشرايين (Atherosclerosis) هو مرض مزمن ناتج من تراكم الدهون والكوليسترول والكالسيوم وبقايا الخلايا المناعية داخل جدران الشرايين، ما يؤدّي إلى تضييق مجرى الدم وفقدان مرونة الأوعية الدموية.
هذا الخلل يرفع خطر الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية والذبحة الصدرية وضعف التروية الدموية في الأطراف. وغالباً ما يتطوّر بصمت على مدى سنوات، ما يجعله أحد أبرز أسباب الوفاة المفاجئة.
العوامل الوراثية تلعب دوراً أساسياً في زيادة القابلية للإصابة، خصوصاً لدى من لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب المبكرة.
قد ترفع طفرات في جينات، مثل ApoE ومستقبلات LDL، مستويات الكوليسترول الضار وتسرّع ترسّبه في الشرايين.
إلّا أنّ الجينات ليست قدراً محتوماً، إذ يبقى نمط الحياة - خصوصاً النظام الغذائي - العامل الأكثر تأثيراً ويمكن تعديله.
المرض غالباً ما يبقى بلا أعراض حتى مراحل متقدّمة. عندها، قد تظهر الذبحة الصدرية، أو ضيق التنفّس عند المجهود، أو ألم في الساقَين عند المشي، أو أعراض عصبية مفاجئة نتيجة انسداد شرياني دماغي. من هنا جاءت تسمِيَته «القاتل الصامت».
العلاج يعتمد على مزيج من الأدوية، أبرزها الستاتينات لخفض الكوليسترول، أدوية ضبط الضغط والسكر، ومضادات التخثر كالأسبرين. لكنّ الأساس الحقيقي للعلاج والوقاية يبقى في التغذية.
وفق مراجعة نُشرت في Lancet Cardiovascular Medicine عام 2024، يُعتبَر النظام الغذائي الصحي الحجر الأساس في الوقاية.
من الأطعمة المفيدة: زيت الزيتون والأفوكادو، الأسماك الدهنية، الخضار الورقية، التوت، المكسرات، الشوفان، والبقوليات.
في المقابل، يجب تجنّب اللحوم المصنّعة، المخبوزات الصناعية، المشروبات الغازية، والسكريات المضافة.
ركّزت دراسات حديثة عام 2025 على أهمية الميكروبيوم المعوي في ضبط الالتهاب المرتبط بتصلّب الشرايين، وأظهرت فائدة الأطعمة المخمّرة في تحسين التوازن البكتيري.
كما أثبتت أبحاث من جامعة «هارفرد» أنّ النظام المتوسطي والصيام المتقطع يُحسّنان مرونة الأوعية ويُقلِّلان من الالتهاب ومقاومة الإنسولين.
في الخلاصة، خياراتك اليومية على المائدة هي خط الدفاع الأول ضدّ تصلّب الشرايين. لا تحتاج إلى حرمان، بل إلى وعي غذائي يقود قلبك نحو صحة مستدامة.