تناول الفستق ليلاً: اكتشف فائدة لا تتوقعها!
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Thursday, 10-Jul-2025 06:38

نُشرت دراسة عشوائية جديدة في مجلة Current Developments in Nutrition، أُجريت على بالغين يعانون من ما قبل السكّري (prediabetes)، وبيّنت أنّ تناول الفستق الحلبي (غير المملّح والمحمّص جافاً) ليلاً لمدة 12 أسبوعاً، يمكن أن يُحدِث تغييراً واضحاً في تنوّع وتكوين البكتيريا النافعة في الأمعاء (الميكروبيوم) مقارنةً بوجبة ليلية تقليدية تعتمد على الكربوهيدرات.

شارك في الدراسة 51 شخصاً تراوح متوسط أعمارهم بين 40 و50 سنة، طُلب منهم تناول 57 غ من الفستق ليلاً (ما يعادل حفنة كبيرة تقريباً) أو تناول وجبة تحتوي على 15–30 غ من الكربوهيدرات (مثل الخبز أو الكورن فليكس).

 

بعد 12 أسبوعاً، حُلِّلت عيّنات البراز لمقارنة تنوّع البكتيريا، فأظهرت النتائج أنّ مجموعة الفستق أبدت تنوّعاً أكبر في البكتيريا المفيدة مقارنةً بالمجموعة الثانية، بالإضافة إلى تغيّرات في أنواع محدّدة مرتبطة بصحة الأيض وتقليل الالتهاب.

 

أهمية الدراسة

 

الميكروبيوم المعوي يلعب دوراً محوَرياً في تنظيم التمثيل الغذائي، التحكّم في مستويات السكر، ومقاومة الإنسولين.

ويُعتقد أنّ الاضطرابات في المجتمع البكتيري تسبق في كثير من الأحيان تطوّر السكري من النوع الثاني.

 

بناءً على هذه الفرضية، أدّى تناول الفستق ليلاً إلى زيادة تنوّع البكتيريا المفيدة، خصوصاً التي تُنتِج مركّبات مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، المعروفة في تقليل الالتهاب وتحسين حساسية الجسم للإنسولين.

 

اللافت في الدراسة أيضاً هو التوقيت؛ إذ إنّ تناول الفستق ليلاً قد يكون له تأثير خاص، إذ تُظهر دراسات سابقة أنّ الساعة البيولوجية تؤثر في امتصاص العناصر الغذائية وفي نشاط بكتيريا الأمعاء.

 

ومن المعروف أنّ تناول الكربوهيدرات ليلاً قد يؤدّي إلى ارتفاع حاد في سكّر الدم، بينما يوفّر الفستق بديلاً غنياً بالبروتين والألياف والدهون الصحية من دون الأثر السلبي.

 

لماذا قد يكون الفستق مفيداً؟

 

الفستق الحلبي يمتاز بتركيبة فريدة تجعله أكثر من مجرّد وجبة خفيفة. فهو غني بالبروتين النباتي، الألياف التي تعمل كبريبيوتيك، الدهون الأحادية غير المشبّعة، ومضادات الأكسدة الطبيعية مثل البوليفينولات.

 

هذه المركبات قد تساهم في تعزيز توازن الميكروبيوم وتقوية المناعة، فضلاً عن تحسين مؤشرات التمثيل الغذائي.

 

نصائح عملية بناءً على الدراسة

 

- استبدل الوجبات الخفيفة الليلية الغنية بالكربوهيدرات (مثل البسكويت أو رقائق الذرة) بحفنة صغيرة من الفستق غير المملّح.

- الأفضل تناول الفستق من دون شوكولاتة أو ملح.

- يُفضَّل دمجه ضمن نظام غذائي متوازن يحتوي على خضار، بروتين، وحبوب كاملة.

- لا يُنصح بالإفراط في تناوله، فالكمّيات الكبيرة قد تُضيف سعرات زائدة.

 

على رغم من أنّ الدراسة تقدّم نتائج مشجّعة، إلّا أنّها تُمثل تحليلاً ثانوياً ضمن تجربة سريرية، ما يستدعي إجراء المزيد من الدراسات المباشرة لربط تغيّرات الميكروبيوم بتحسن المؤشرات السريرية مثل الهيموغلوبين السكري أو مقاومة الإنسولين.

الأكثر قراءة