في أي لحظة تبدأ أجراس الإنذار في الرنين بالنسبة إلى ماركوس راشفورد، جايدون سانشو، أليخاندرو غارناتشو، أنطوني، ومانشستر يونايتد.
المدرب البرتغالي روبن أموريم أراد بيع اللاعبين الأربعة غير السعداء قبل بداية فترة الإعداد للموسم، لتحقيق دفعة فورية للوضع المالي المتدهور، تخفيف كبير من عبء الرواتب، والأهم من ذلك من وجهة نظره، فرصة لوضع حدّ فاصل للمشاكل التي طاردت النادي على مدار الموسمَين الماضيَين.
وكما كان متوقعاً - لأنّ الظهور في موقف يائس للبيع لا يساعد في أي سوق - لا يزال الـ4 لاعبين في يونايتد. ومع رغبة أموريم في المضي قدماً من دونهم بينما يكثّف استعداداته للموسم، تبيّن أنّ النادي أبلغهم، بالإضافة إلى الظهير الأيسر غير المرغوب فيه تايريل مالاسيا، بتأجيل موعد عودتهم إلى «أواخر تموز» لإتاحة مزيد من الوقت لهم للعثور على نادٍ جديد.
وكما كان متوقعاً أيضاً، لم تلقَ هذه الخطوة، التي أُبلِغوا بها الخميس، ترحيباً بينهم وبين ممثليهم، فشكّك بعضهم في الادّعاء بأنّهم طلبوا الانتقال. وذُكر أنّه سيُسمح لهم باستخدام المرافق الطبية والداعمة في مركز «كارينغتون» في مرحلة ما من تموز إذا لم يغادروا، لكن لم يُشر بأي شكل إلى احتمال إعادتهم إلى تشكيلة أموريم.
هناك بالفعل مسارات محتملة للخروج. وكشف موقع «ذا أتلتيك» أنّ راشفورد وممثليه يبحثون عن خيارات خارجية بعدما قرّر أستون فيلا، حيث لعب معاراً في النصف الثاني من الموسم، عدم تفعيل خيار شرائه بـ40 مليون جنيه إسترليني.
ارتبط اسم سانشو، الذي لعب معاراً إلى تشلسي، بالعودة إلى بوروسيا دورتموند (للمرّة الثالثة) أو الانتقال إلى يوفنتوس. أمّا غارناتشو فلا يزال هدفاً لتشلسي، بينما يأمل ريال بيتيس في إيجاد طريقة لإعادة أنطوني، ويُفضِّل أن يكون ذلك بإعارة جديدة.
لكنّ الاهتمام حتى الآن بطيء في التبلور إلى عروض جادة، ناهيك عن تلك التي تقترب من توقعات يونايتد المالية السابقة.
يُقدّر موقع Transfermarkt أنّ راشفورد وسانشو وأنتوني في ذروة مستواهم، كانت قيمتهم مجتمعة تصل إلى 250 مليون جنيه. أمّا الآن فيُقدِّرهم بقيمة مجمعة تبلغ 97 مليون جنيه فقط.
لكن حتى هذه التقييمات تبدو غير واقعية، خصوصاً بالنظر إلى العبء المالي الإضافي الذي تمثله أجورهم. كان بإمكان فيلا ضمّ راشفورد مقابل 40 مليوناً لكنّه رفض؛ كان تشلسي ملزماً بشراء سانشو بما يصل إلى 25 مليوناً لكنّه فضّل دفع غرامة 5 ملايين لإعادته، بعد فشل التوصّل إلى اتفاق على الشروط الشخصية؛ بيتيس يرغب في استعادة أنطوني، لكنّ ميزانيته لا تسمح بالاقتراب من الـ30 مليون جنيه، ويُفضِّل إعارة جديدة مع مساهمة يونايتد في دفع راتبه.
أي آمال كان يحملها يونايتد بشأن العائدات من رسوم الانتقال بدأت تتراجع بسرعة. فهل سيقبل بـ30 مليوناً لراشفورد؟ 25 أو حتى 20؟ ماذا لو مرّت بضعة أسابيع أخرى بلا أي صفقة؟ هل يستعد لقبول إعارة أخرى فقط؟
غارناتشو حالة مختلفة، وهو الأصغر (21 عاماً) والأكثر قابلية للبيع بينهم، وتُعتبر سنواته الأفضل نظرياً أمامه، وتراجع مستواه لم يكن بالحدّة عينها أو الطول كالآخرين. راتبه الأساسي أقل أيضاً، ما يجعل تلبية طلباته المالية أسهل نسبياً. بالإمكان اعتباره جناحاً موهوباً، وإن كان غير ثابت المستوى، وقد يكون استثماراً أكثر أماناً مقارنةً بعدد من الأجنحة الذين ضمّهم تشلسي.
لكن هل يمكن حتى لتشلسي التفكير في دفع 60 مليون جنيه، في ظل السوق الذي صنعه يونايتد برغبته الواضحة في البيع؟ لم يَعُد الأمر كما بدا في الشتاء، عندما كان يمكن ليونايتد التفكير في بيع غارناتشو أو كوبي ماينو مقابل عرض ضخم. الآن، يحتاج لبيع غارناتشو لأنّ علاقته بأموريم انهارت.
هناك أيضاً مشكلة أخرى: في وقت يُقال إنّ السوق يعاني من نقص في بعض المراكز (كحراس المرمى والمهاجمين)، يوجد فائض واضح من الأجنحة اليمنى التي تحب الدخول إلى العمق من الجهة اليسرى. ويونايتد يحاول بيع ثلاثة (راشفورد، سانشو، غارناتشو) يندرجون جميعاً تحت هذا الوصف، بالإضافة إلى لاعب أعسر (أنطوني) يفضّل دخول العمق من الجهة اليمنى.
في زمن تفضيل الاستثمار في الإمكانيات الكامنة بدل «النجوم المثبتين»، وهو نهج وصل إلى أقصاه في تشلسي، يبدو السوق أقل اهتماماً براشفورد (27 عاماً) وسانشو وأنتوني (25 عاماً)، خصوصاً بعد مواسمهم المخيّبة.
كذلك الأمر ينطبق على جاك غريليش، الذي بعد 4 سنوات من انتقاله بـ100 مليون، أصبح خارج حسابات مانشستر سيتي ويبحث عن مخرج. لكنّ الفارق أنّ سيتي قادر على تحمّل خسارة كهذه، على عكس يونايتد الذي تكبّد خسائر كبيرة في معظم تعاقداته خلال العقد الماضي.
راشفورد لا يزال يحظى ببعض الاهتمام. فكرة برشلونة عادت للظهور بعد قرار نيكو ويليامز البقاء في بلباو. بايرن ميونيخ يظل خياراً محتملاً. لكنّ بالنسبة إلى الناديَين، يبدو راشفورد خياراً ثانوياً، وبسعر مخفّض.
منذ استثمار السير جيم راتكليف العام الماضي، ويوماً بعد يوم يُظهر يونايتد عجزه المالي، بعد أن أثقل نفسه بتبعات عقد من التبذير. بيع راشفورد وسانشو بسرعة كان سيُخفِّف أعباءه، لكنّه لم يحدث.
على رغم من ذلك، ضمّ ماتيوس كونيا من وولفرهامبتون مقابل 62,5 مليون ومنحه القميص رقم 10 (الخاص براشفورد)، وقدّم عرضاً مشابهاً لبرايان مبومو (برينتفورد).
أموريم يريد بداية جديدة، خالية من الغاضبين والمستائين. لكن يبقى السؤال: ما مدى استعداد يونايتد لتحمّل خسائر مالية فادحة من أجل منح مدربه تلك الصفحة البيضاء؟
أموريم يريد بداية جديدة، خالية من الغاضبين والمستائين. لكن يبقى السؤال: ما مدى استعداد يونايتد لتحمّل خسائر مالية فادحة من أجل مدربه؟