هذا النقص، الناتج من تردّي الوضع الاقتصادي وارتفاع أسعار الطعام الطازج وتراجع نوعية الغذاء اليومي، يُشكّل تهديداً صحياً واسع النطاق.

ومن هنا، يبرز «التدعيم الغذائي» كأداة فعّالة لمواجهة هذه الأزمة، وهو ما توصي به منظمة الصحة العالمية.

ما هو التدعيم الغذائي؟

هو عملية إضافة عناصر غذائية محدّدة إلى أطعمة يستهلكها الناس يومياً كالدقيق، الحليب، الملح والعصائر، بهدف تعزيز قيمتها الغذائية وتعويض النقص المنتشر في المجتمع، من دون الحاجة لتغيير نمط الأكل. ويختلف التدعيم عن تناول المكمّلات، كونه يتمّ داخل الأغذية نفسها.

تدعم منظمة الصحة العالمية هذا التوجّه كوسيلة علمية مبنية على الأدلة، سواء كسياسة شاملة تشمل كامل السكان، أو موجّهة لفئات معيّنة كالنساء الحوامل والأطفال. وهناك أيضاً ما يُعرف بالتدعيم المنزلي، مثل إضافة بودرة الحديد إلى الطعام في المنزل.

كيف يتمّ التدعيم؟

يُجرى التدعيم خلال مراحل التصنيع، بإشراف صحي صارم. مثلاً:

- يُضاف الحديد وحمض الفوليك إلى الدقيق لتقليل فقر الدم.

- يُدعّم الملح باليود لمنع مشاكل الغدة الدرقية.

- تُضاف الفيتامينات A وD إلى الحليب والعصائر.

- حبوب الإفطار تُدعّم غالباً بالزنك والحديد والفيتامينات.

هذه العمليات لا تغيّر طعم أو لون المنتجات، ما يجعلها مقبولة وسهلة الاستخدام.

الوضع في لبنان

تشير تقارير من وزارة الصحة و«اليونيسف» إلى انتشار نقص الحديد والفيتامين D واليود، لا سيما بين الأطفال والنساء.

وعلى رغم من وجود مبادرات محدودة كتدعيم الملح، فإنّ سياسة التدعيم غائبة على المستوى الوطني. الطحين لا يُدعّم إلزامياً، والحليب المدعّم نادر وغالباً مستورد وغالٍ.

لهذا، يُعدّ اعتماد سياسة وطنية للتدعيم الغذائي ضرورة ملحّة، بالشراكة مع وزارات معنية ومنظمات دولية، كحل فعّال ومنخفض التكلفة لتعزيز الأمن الغذائي وتحسين الصحة العامة.

نصيحة أخيرة

عند التسوّق، ابحث عن عبارة «مدعّم بـ...»، واهتم بتوفير منتجات مدعّمة داخل منزلك، خصوصاً للأطفال والحوامل. فالتدعيم قد يكون السلاح الصامت في معركتنا ضدّ الجوع الخفي.