أخصائية تغذية
في عالمنا الحديث، أصبحت العديد من الدراسات تُظهر أنّ الملوّثات التي تصل إلى أجسامنا قد تأتي من مصادر غير متوقعة، ومنها عبوات المشروبات التي نستخدمها يومياً.
أحدث الأبحاث الصادرة عن الوكالة الفرنسية لسلامة الأغذية والبيئة والصحة المهنية (ANSES)، تكشف أنّ الزجاجات الزجاجية، التي لطالما اعتُبرت خياراً «أكثر نظافة»، قد تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة أكثر بـ5 إلى 50 مرّة من تلك الموجودة في الزجاجات البلاستيكية أو العلب المعدنية.
تُظهر الدراسة أنّ معدّل الجزيئات البلاستيكية في الليتر الواحد من المشروبات الموجودة في الزجاجات الزجاجية كان حوالي 100 جزيّء، بينما كانت المعدّلات أقل بكثير في الزجاجات البلاستيكية.
المفاجأة الأكبر كانت أنّ مصدر هذه الجزيئات لم يكن الزجاج نفسه، بل الطلاء البلاستيكي الملوّن الذي يُغطّي الأغطية المعدنية. فالاحتكاك أثناء النقل والتخزين يتسبّب في خدوش ميكروسكوبية غير مرئية، تُسرّب هذه الجسيّمات إلى المشروب، وتُعزّز من احتمالية دخولها إلى جسم المستهلك.
أمّا عن أنواع المشروبات، فكانت المياه الأقل تلوّثاً، فبلغ معدّل الجزيئات في الليتر حوالي 4,5 جزيّء، مقارنةً بـ 1,6 فقط في الزجاجات البلاستيكية.
وفي ما يخصّ النبيذ، فظهر بمعدّلات تلوّث منخفضة، حتى في الزجاجات ذات الأغطية المطلية، وهو ما لم يُشرَح بعد بشكل دقيق.
هل تؤثر هذه الجزيئات على صحّتنا؟
حتى الآن، لا تزال الأبحاث جارية حول تأثيرات الميكروبلاستيك على الإنسان، لكنّ الأدلة المتزايدة تشير إلى ارتباطها باضطرابات هرمونية، التهابات مزمنة، أضرار في الحمض النووي، ومشكلات محتملة في الجهاز الهضمي والجهاز المناعي.
كيف يمكننا حماية أنفسنا من الداخل؟
بينما لا يمكن للنظام الغذائي وحده أن يمنع دخول هذه الجزيئات إلى الجسم، إلّا أنّه يلعب دوراً حيَوياً في تقوية مناعتنا وحمايتنا.
فتناول مضادات الأكسدة مثل فيتامين C وE من مصادر طبيعية كالفواكه الحمضية والمكسرات، والألياف الموجودة في الخضروات والحبوب الكاملة، يساعد الجسم في التخلّص من السموم، ويُقلّل من تأثير الملوّثات. الزنك، أيضاً، يعزّز المناعة ويُقلّل من آثار المواد الكيميائية الضارة.
شطف عنق الزجاجة والأغطية جيداً قبل الاستخدام، إذ تُشير الدراسات إلى أنّ ذلك قد يقلّل التلوّث بنسبة تصل إلى 60%.
تجنّب استخدام الزجاجات القديمة أو ذات الأغطية المتشققة، لأنّها أكثر عرضةً لتسرّب الجزيئات البلاستيكية.
حاول تقليل استهلاك المشروبات المعبّأة، ويُفضّل اختيار المياه من مصادر مَوثوقة، أو استخدام زجاجات قابلة لإعادة الاستخدام ذات الجودة العالية.