الحرب الإسرائيلية الإيرانية مستمرّة في يومها الثالث، اذ شنت إسرائيل موجة جديدة من الغارات على أهداف عدة في طهران منها مقار عسكرية ومنشأة نفطية بالإضافة الى قتل عدد من العلماء النوويين. وعقب ذلك، ردّت إيران بإطلاق صواريخ من كل الجبهات. هذا وارتفع عدد القتلى في البلدين.

فقد هاجمت القوات الجوية الإسرائيلية أنظمة الدفاع الجوي ومباني الحرس الثوري في طهران". وتعرّض مبنى شرطة طهران الكبرى لقصف من مسيرة، مما تسبب في أضرار طفيفة وإصابة عدد من الأشخاص.

وفي تطور لافت، هاجم سلاح الجو الاسرائيلي، على بعد نحو 2300 كيلومتر عن إسرائيل، طائرة إيرانية للتزوّد بالوقود في مطار مشهد شرق إيران. وهذا يُعدّ أبعد هجوم يشنه سلاح الجو منذ بداية عملية "الأسد الصاعد".

كما الغارات والصواريخ مستمرة والى تصاعد، كذلك المواقف والتهديدات. في السياق، شدّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن رد طهران على الاعتداءات الإسرائيلية سيكون أكثر حسما وشدة.

بدوره، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن "أي تصعيد عسكري في منطقة شديدة الحساسية قد يؤدي إلى اندلاع صراع عالمي، وهو ما بدأه الكيان الصهيوني منذ يوم أمس". وشدد على استعداد بلاده للانخراط في "أي اتفاق يهدف إلى منع امتلاك إيران للسلاح النووي"، لكنه أكد في الوقت نفسه أن طهران "لن تقبل بأي اتفاق هدفه حرمانها من حقوقها النووية المشروعة".

وأكّد أن "الهجمات الإيرانية ستتواصل"، مشيرا الى أن تل أبيب ترفض التفاوض والدبلوماسية.

في المقابل، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران بدفع "ثمن باهظ" بسبب ما وصفه بتعمد طهران استهداف المدنيين.

وقال: "لو امتلكت إيران أسلحة نووية لسقطت على المدن الإسرائيلية. صواريخ إيران تهديد وجودي لإسرائيل". ورأى أن "تغيير النظام في إيران قد يكون نتيجة هذه الحرب لأن النظام الإيراني ضعيف جداً".

من جهته، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيليّ يسرائيل كاتس أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، يُحول طهران إلى بيروت.

وفي سياق منفصل، أعلن الرئيس القبرصي أن إيران طلبت من قبرص نقل "بعض الرسائل" إلى إسرائيل، وهذا ما نفاه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي.

وفيما الميدان مشتعل حاليا، بدأ الحديث عن وساطات وجهود لوقف الحرب. على هذا الخطّ، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيتم التوصل "قريبا" إلى سلام بين إسرائيل وإيران. وقال: "يجب أن تتوصلا إلى اتفاق، وستتوصلان إليه، تماما كما جعلت الهند وباكستان يتوصلان إلى اتفاق".

وأشار إلى أنه منفتح على أن يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور وساطة في النزاع بين إيران وإسرائيل.

ولاحقا، أعلن مسؤول إسرائيلي ان جهود الوساطة لوقف الحرب مع إيران بدأت.

في غضون ذلك، أفادت صحيفة "إسرائيل هيوم" بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نقل بعد محادثته الهاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب تحذيرا إلى المرشد الإيراني علي خامنئي بأن نظامه في خطر.

وأبلغ بوتين خامنئي بنتائج المحادثة ونصحه بالتحرك سريعا نحو المفاوضات.

وعلى خطّ آخر، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ان البرنامج النووي الإيراني يمثل تهديدا لأمن أوروبا وإسرائيل.

أما على الساحة اللبنانية المحلية، فلا يزال المطار يعيش زحمة وبلبلة بسبب تأجيل أو الغاء الرحلات بسبب الحرب.
وأعلنت وزارة الخارجية متابعة موضوع العالقين في الخارج، مؤكدة القيام بالاتصالات اللازمة لتسريع عودتهم.

هذا وبناء على توجيهات وزير الأشغال العامة والنقل قامت المديرية العامة للطيران المدني بمتابعة موضوع اللبنانيين العالقين في شرم الشيخ، وسيعودون الى لبنان إبتداء من صباح الغد.

وفي عظته، أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى أن "وطننا، رغم ما مرّ به، يبقى وطن الدعوة والرسالة".

وقال: "هذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير بتراثه وإنسانيّته، يقف اليوم أمام مفترق طرق. إمّا أن يتابع السير في نفق المراوحة والانقسام، أو أن ينهض من جديد على أساسات الشركة والتجدّد".

وأضاف: "لكن ثمّة فرص حيّة علينا ألّا نهدرها، وهي أن هناك إمكانيّات إصلاح ونهوض اقتصاديّ. وهناك مواطنون صالحون يبنون بهدوء. وهناك شباب مؤمن ببلدنا ولم يغادروا الحلم. وهناك فرص للخروج من منطق النزاع. وهناك فرصة لبناء المؤسّسات العامّة والفعّالة التي تنبع من إرادة الخدمة لا السيطرة. وهناك فرصة لإعادة الثقة بين المواطن والدولة".