‎“خُلاصة "الجمهورية
Saturday, 31-May-2025 21:49

في ظل تعقيدات المشهدين الداخلي والإقليمي، يشهد لبنان تفاعلات سياسية واقتصادية متسارعة تؤشر إلى مرحلة جديدة من الانفتاح والتحديات.

فقد أجرى رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزاف عون، اتصالًا هاتفيًا بولي عهد دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شكره خلاله على إرسال بعثة رسمية برئاسة عبد الله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، والتي هدفت إلى تقييم احتياجات لبنان وأولوياته. وأكّد عون أنّ هذه الخطوة تعبّر عن الاهتمام الإماراتي الكبير بدعم لبنان، وترسّخ عمق العلاقات الأخوية بين البلدين.

وفي الشأن الاقتصادي، حذّر وزير الاقتصاد والتجارة، عامر بساط، من استغلال قرار رفع أسعار البنزين والمازوت، مشدّدًا على أن الوزارة ستواجه أي مخالفات بأقصى درجات الحزم. ودعا اللبنانيين إلى استخدام تطبيق “MOET Digital Services” للإبلاغ عن أي تجاوزات، مؤكّدًا أنّ الوزارة لن تتهاون مع أي جهة تعبث بالأمن الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين.

في المقابل، طالب الاتحاد العمالي العام الحكومة اللبنانية بوقفة وطنية مسؤولة لتعديل الحد الأدنى للأجور بما يتناسب مع الواقع المعيشي القائم، منتقدًا استمرار الرواتب على حالها منذ عام 2019، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور القدرة الشرائية، ومشددًا على ضرورة دمج المساعدات في صلب الرواتب، لا سيما في القطاع العام والمؤسسات الرسمية.

على المستوى الإقليمي، تتقاطع الأزمات اللبنانية مع تطورات دبلوماسية لافتة. فقد أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية عباس عراقجي إلى بيروت، يوم الإثنين 2 حزيران/يونيو 2025، في توقيت حساس يتزامن مع تصاعد النقاش المحلي حول سلاح “حزب الله”، وسط تحركات تقودها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإحياء اتفاق نووي جديد مع طهران، وتقرير دولي حديث عن تسارع النشاط النووي الإيراني.

وفي سوريا، عبّر وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي مشترك في دمشق مع نظيره السوري أسعد الشيباني، عن التزام المملكة بدعم “سوريا الجديدة”، مؤكّدًا أنّ رفع العقوبات سيساهم في تحفيز الاقتصاد وتحسين الوضع المعيشي. وأشار إلى خطط تعاون ثنائي في مجالات الطاقة والزراعة والمعلوماتية، فيما أعلن عن دعم مالي مشترك من السعودية وقطر للقطاع العام السوري. من جهته، ثمّن الشيباني هذا الدعم، معتبرًا أن الشراكة الاقتصادية مع السعودية هي ركيزة أساسية في إعادة إعمار سوريا.

أما على الساحة الفلسطينية، فقد أعلنت اللجنة الوزارية العربية عن تأجيل زيارتها المقررة إلى رام الله، بعد رفض إسرائيل السماح بدخول الوفد الوزاري إلى الضفة الغربية المحتلة. وتضم اللجنة وزراء خارجية السعودية، مصر، الأردن، البحرين، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط. واعتبر الوفد أن القرار الإسرائيلي “خرق فاضح” للقانون الدولي، ويكرّس الاحتلال ويقوّض فرص السلام. في المقابل، بررت إسرائيل موقفها ووصفت الاجتماع العربي بأنه “استفزازي” ويهدف إلى “الترويج لإقامة دولة فلسطينية”.

وفي غزة، يستمر التصعيد العسكري الإسرائيلي، حيث أعلن الجيش تنفيذ عمليات ضد ما وصفه بـ”المنظمات العسكرية”، وقصف عشرات الأهداف. وتزامن ذلك مع إعلان ارتفاع عدد ضحايا الحرب في القطاع إلى أكثر من 54 ألف قتيل و124 ألف جريح، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق وزارة الصحة في غزة.

وفي تطور متصل، اتهمت إسرائيل إيران بمواصلة السعي الحثيث نحو امتلاك سلاح نووي، بعد صدور تقرير جديد عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يُظهر تسارع تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%. وأكّد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن هذا المستوى من التخصيب “يُستخدم فقط في الدول التي تسعى لتصنيع قنبلة نووية”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل

الأكثر قراءة