أكد خبراء عالميون ومتخصّصون في مبدأ الحد من الضرر ومخاطر التبغ، أنّ منتجات التبغ الإلكترونية تُقلّل بشكل كبير من انتشار السجائر التقليدية ذات الأضرار المرتفعة التي تنجم عن عملية حرق التبغ. وطالبوا بضرورة السماح بتداول هذه المنتجات الحديثة لمواجهة خطر السجائر التقليدية.

في العاصمة الأميركية واشنطن، عُقدت القمة السنوية السابعة للسجائر الإلكترونية، حيث تمت مناقشة أحدث الأبحاث العلمية حول السجائر الإلكترونية. وكان الهدف من هذه القمة السعي نحو الحد من الوفيات والأمراض المرتبطة بالتدخين.

وأكد الدكتور بريان كينج، مدير مركز منتجات التبغ (CTP) في هيئة الغذاء والدواء الأميركية «FDA»، خلال الجلسة الافتتاحية، أنّ السجائر الإلكترونية كمنتج عام تعتبر أقل ضررًا من السجائر التقليدية التي تعتمد على احتراق التبغ.

كما أشار إلى وجود تصورات خاطئة تربط النيكوتين بالعديد من الأضرار، على الرغم من عدم تحمّله المسؤولية عنها. وأكد على ضرورة تصحيح تلك المفاهيم الخاطئة من خلال العمل المستمر.

وقال البروفيسور كينيث وارنر، الأستاذ والعميد الفخري لكلية الصحة العامة في جامعة ميشيغان بالولايات المتحدة الأميركية، إن السجائر الإلكترونية كانت موضع انتقادات في بداية ظهورها، حيث كان يُخشى أنها قد تزيد من معدلات التدخين التقليدي. ومع ذلك، فإن الحقيقة تُظهر أن معدلات التدخين بين الشباب انخفضت بوتيرة لم يسبق لها مثيل عندما انتشرت ظاهرة التدخين الإلكتروني بينهم.

البروفيسور ديفيد ليفي، أستاذ طب الأورام في مركز لومباردل الشامل للسرطان، جامعة جورج تاون، وصفَ ما أحدثته السجائر الإلكترونية من انخفاض في التدخين التقليدي بأنه «أمر لا يُصدق».

ووفقًا للبيانات البحثية، تم توضيح أن هناك انخفاضًا بنسبة 65 ٪ تقريبًا في التدخين التقليدي في الفئات العمرية من 25 إلى 44 عامًا، نتيجة استخدام منتجات بديلة. وعلى الرغم من زيادة استخدام السجائر التي تعتمد على التسخين، إلا أن لهذا تأثيرًا إيجابيًا على الصحة العامة. بالنسبة للفئة العمرية 55-64 عامًا، لاحظ انخفاضًا طفيفًا بين الذكور، ومع ذلك، فإن استخدام السجائر الإلكترونية أقل قليلاً. بينما في الفئات العمرية التي تزيد عن 65 عامًا، فمن الواضح أن استخدام السجائر الإلكترونية منخفض جدًا.

ودعا ديفيد ليفي إلى ضرورة المحافظة على الإنجازات الصحية العامة من خلال تراجع حاد في استخدام السجائر التقليدية في السنوات الأخيرة، فضلاً عن العمل على دعم كبار السن في مواجهة التدخين التقليدي.

وقد أكد البروفيسور بيتر هاجيك، أستاذ علم النفس الاكلينيكي ومدير وحدة أبحاث الاعتماد على التبغ في معهد ولفسون للصحة العامة في جامعة كوين ماري بلندن، أن الدراسات قد أثبتت أن إزالة القيود عن منتجات التبغ الإلكترونية تُعدّ أحد أكثر الإجراءات ملائمةً للحد من معدلات التدخين التقليدي، وأن السماح بهذه المنتجات يقلل من الأضرار التي تلحق بالصحة العامة.

وأضاف أن حظر هذه المنتجات يعطي منتجات التبغ التقليدية المتعلقة بالاحتراق ميزة تنافسية، ويجعلها أسهل في الحصول عليها، ما يشكل خطرًا كبيرًا ويهدد بوقوع عواقب غير متوقعة ومكلفة جدًا.