إجراءات بسيطة فعاليّتها قويّة ضد الكوليرا!
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

Monday, 21-Nov-2022 06:26

بهدف الوقاية من الكوليرا، يميل بعض الأشخاص إلى الالتزام بتدابير عشوائية يسمعونها من المحيطين بهم، قد لا تكون بالضرورة صحيحة وربما قد تُهدّدهم بنقصٍ في أهمّ العناصر الغذائية. فهل يجب مثلاً الامتناع كلّياً عن تناول الخضار والفاكهة؟ إليكم الإجابة الصحيحة ووسائل الحماية الفعّالة التي كشفتها اختصاصية التغذية جوزيان الغزال لـ»الجمهورية».

 

أوضحت الغزال في بداية حديثها أنّ «الكوليرا عبارة عن عدوى بكتيرية تُصيب الأشخاص عند تناول المأكولات أو شرب المياه الملوّثة ببكتيريا الكوليرا، وفق منظمة الصحّة العالمية (WHO). وتشمل العوامل التي تُحفّز ظهور الكوليرا عدم توفير النظافة، وتلوّث المياه، وجهل أصول تعقيم الطعام خصوصاً الخضار والفاكهة، وعدم معرفة المُصاب بهذه العدوى كيفية حماية المُحيطين به، ما يزيد من انتقال الكوليرا».

 

ولفتت إلى أنّ «الكوليرا تُصيب الجميع صغاراً وكباراً، ولا شكّ في أنّ أعراضها تكون أكثر حدّة عند الفئة العمرية الصغيرة. وعند التقاط البكتيريا من الأكل أو الشرب أو الاحتكاك بالمريض، تبدأ الأعراض بالظهور خلال 12 ساعة إلى 5 أيام، وتكون إمّا خفيفة أو شديدة وقد تُهدّد الحياة، لعلّ أبرزها الإسهال المائي الحادّ الذي يطرد السوائل ومعها الفيتامينات والمعادن من الجسم، وبالتالي يتعرّض هذا الأخير للتعب والجفاف الذي قد يكون حادّاً ومسؤولاً عن الوفاة».

 

وكشفت الغزال أنّ «الشخص قد يحمل أحياناً الكوليرا ولكن بِلا ظهور أي علامات، وهو أمر فائق الخطورة لأنه يرفع عدد الإصابات. وبما أنها عدوى بكتيرية، فإنّ العلاجات ترتكز خصوصاً على المضادات الحيوية، بالإضافة إلى المحلول الغنيّ بالأملاح المعدنية، وشرب الكثير من السوائل، والالتزام بإرشادات الطبيب لعلاج المشكلة جيداً».

 

وشدّدت خبيرة التغذية على أنّ «حذف الخضار والفاكهة من الغذاء لا يُعتبر أبداً الحلّ الأمثل للحماية من الكوليرا، لأنّ الصحّة الجيّدة والرشاقة المُطلقة تعتمدان تحديداً على هذه المنتجات الطبيعية».

 

وبدلاً من اتخاذ أي إجراءات عشوائية، دعت الغزال جميع المواطنين إلى تلقّي اللقاح واتّباع الخطوات البسيطة التالية التي تؤمّن حصانة قويّة ضدّ الكوليرا وتخفّض أعداد الإصابات بشكلٍ ملحوظ:

 

- عند عدم التأكد من مصدر الطعام، يُستحسن عدم تناوله خارج المنزل، خصوصاً إذا لم يتعرّض للنار مثل الخضار.

 

- من الضروري تجنّب المأكولات النيئة بكافة أشكالها وليس فقط الخضار، مثل السوشي والسمك النيء واللحوم النيئة. الأفضل استبدالها بالأطعمة التي خضعت لحرارة عالية عند شَويها أو سلقها.

 

- عند التواجد في المطعم، يجب الحذر من كل الأغراض التي سيتمّ لمسها واستخدامها. حتى أنه يُستحسن شرب الصودا بالعبوة بدلاً من سكبها في الزجاجة.

 

- يجب غسل الخضار والفاكهة جيداً ونقعها بالملح والخلّ لمدّة لا تقلّ عن 30 دقيقة للتأكد من تعقيمها جيداً، ثمّ غسلها بمياه شرب نظيفة وموثوقة المصدر لتناولها بأمان. كذلك يمكن تعقيمها من خلال نقعها بالمياه المُضاف إليها قطرة أو اثنتين كحدٍّ أقصى من الكلور، والانتظار 30 دقيقة قبل غسلها جيداً بمياه الشرب.

 

- يجب أن تكون مياه الشرب من مصدر موثوق 100 في المئة. وعند الشكّ في أنّ مياه الخزّان غير نظيفة، يمكن ان نضع فيها أقراص التعقيم لضمان خلوّها من البكتيريا.

 

- بما أنّ الكوليرا تنتقل من شخص إلى آخر، يجب على العاملين في القطاع التربوي الانتباه جيداً للأولاد وعدم السماح لهم بمشاركة الطعام والمياه والأغراض ذاتها.

 

الأكثر قراءة