إلتهاب العضلة القلبية... أسبابه وعوارضه وعلاجاته
Saturday, 26-Oct-2019 09:48
إلتهاب العضلة القلبية هو التهاب يحدث في عضلة القلب، وقد يصيب أي فئة عمرية. ويمكن أن يؤثّر في عضلة القلب ونظامه الكهربائي، ما يقلّل قدرة القلب على الضَخ، ويتسبب في حدوث نُظم القلب السريعة أو الشاذة (أي اضطراب نظم القلب).

«عند ظهور عوارض التهاب عضلة القلب، تسبّب المماطلة قبل استشارة الطبيب مضاعفات ومشاكل إضافية، مثل تليّفات العضلة»
في حوار مع «الجمهورية»، عَدّدَ الدكتور مروان رفعت، أخصائي أمراض قلب وكهرباء القلب في مستشفى الجامعة الأميركية وأستاذ محاضر في الجامعة الأميركية في بيروت ورئيس شعبة كهرباء القلب في جمعية القلب اللبنانية السابق، أسباب التهاب عضلة القلب كالتالي:
• الاستعداد الوراثي هو عامل أساسي، والعوامل التالية ترفع من خطر الإصابة
• إصابة المريض بجرثومة: فيروس، بكتيريا، فطريّات...
• مشكلة في المناعة: مرض مناعي ذاتي، أي الجسم يحارب نفسه - يؤدي إلى ضعف في العضل
• بعض الأدوية
• اللسعات: لسعة عقرب، أو أفعى...
• التلوث البيئي: إرتفاع نسبة بعض الملوثات في الجو، مثل أول أوكسيد الكربون والفوسفور والزئبق وغيرها
ملاحظة: رفعَت الحرائق التي حدثت في غابات الشوف الأسبوع الفائت والإطارات التي حُرِقَت في المظاهرات، من دون شك، نسبة أول أوكسيد الكربون في الجو».

العوارض
ذكر د. رفعت العوارض التالية:
«إرتفاع الحرارة، ضيق النفس، المياه في الجسم (في الرئة)، تعب، وجع في الصدر من جهة اليسار، إلتهاب قوي في الفترة الأخيرة (فيروس، رشح قوي)...».
التشخيص
بعد معرفة العوارض التي يعانيها المريض، يظهر في التخطيط أنّ الحالة ليست ذبحة قلبية. وللتأكد من حالة التهاب عضلة القلب «نُجري تخطيط القلب، وفحص دم، وفحوصات للالتهابات (إرتفاع ما يُعرَف بعصب الدم)، وصورة الرنين المغناطيسي. وفي بعض الحالات قد نحتاج إلى أخذ خزعة من العضلة لمراقبتها تحت المجهر، والتأكد من وجود التهاب معيّن. ونلفت النظر الى أنّ الرنين المغناطيسي يُظهر نسبة التَليّفات في العضلة».

المضاعفات والتداعيات
بحسب د. رفعت: «تتفاوت مضاعفات التهاب عضلة القلب وتداعياتها من مريض إلى آخر. فلدى بعض المرضى يلتهب عضل القلب، ثم يتعافى. ولدى آخرين، تظهر تليّفات في العضل ولكنها لا تؤثر في وظيفته. كما قد تؤثر التليّفات لدى فئة أخرى من المرضى في وظيفة العضل لأنّ القلب لا يضخّ بشكل طبيعي، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى القصور في العضل، وخلل في دقات القلب، وأحياناً يحتاج المرضى إلى زراعة جهاز يساعد في وظيفة القلب. إذاً، تتفاوت التداعيات بحسب نوع الاتهاب».
وأشار د. مروان إلى انّ «نوع الالتهاب هو الأخطر على القلب، وهو الـGiant cells myocarditis (إلتهاب عضلات القلب ذات الخلايا العملاقة). لذا، نلجأ أحياناً إلى الخزعة وفحص عيّنة من القلب تحت المهجر للتأكد من نوع الالتهاب. وإذا تبيّن أنّ المريض مُصاب بهذا النوع المحدد، من الضروري أن يتعالج في أسرع وقت ممكن بأدوية تخفف المناعة لإيقاف المضاعفات، كي لا يؤثر الالتهاب في حياته».

العلاج
أفاد د. مروان أنّ «نوع العلاج يعتمد على سبب الالتهاب وحالة وظيفة القلب. وإذا كان سبب الالتهاب هو من دواء معين، نوقِفه. أما إذا كان السبب مناعة زائدة، فما علينا إلّا أن نعطي أدوية لتخفيفها (مثبطات المناعة أو immunosuppressants). وإذا تبيّن في صوَر القلب انّ هناك ضعفاً في العضلة، نعطي دواء لإراحتها من خلال إزالة الماء من الجسم أو تخفيف الضغط على القلب وغيرها من الوسائل. وقد نحتاج إلى أدوية تقوّي العضلة، وفي بعض الحالات الصعبة قد نحتاج إلى زراعة أجهزة تساعد في وظيفة القلب وتقويتها. ولكن في معظم الحالات لا يحتاج المريض إلى زراعة قلب اصطناعي».

ما بعد العلاج
شدّدَ د. مروان على أنّه «في حال الكشف المُبكر عن التهاب عضلة القلب والعلاج المبكر قبل حدوث أي تليّفات، قد يشفى المريض بالكامل. أما إذا لم يتم الكشف والعلاج باكراً، فقد يترك الالتهاب أثراً في القلب، مثل تليّفات العضلة، ما قد يؤدي إلى عدم انتظام في دقاته. والعنصر الأهم هو قوة العضلة، لذا إنّ متابعة وظيفة العضلة مهمة جداً. وإذا حدث ضعف فيها، قد يتحسّن الوضع لدى بعض المرضى، وقد لا يتحسن لدى مرضى آخرين.
أما من ناحية آثار العلاج السلبية، فمعظم الأدوية التي نعطيها لا آثار جانبية لها، ولكن قد يؤدي بعضها إلى المضاعفات. فإذا أعطينا المريض دواء لتقوية عضلة القلب، فقد يسبّب، مثلاً، خللاً في دقاته».

نوعية الحياة
عند تشخيص التهاب عضلة القلب، يقول د. رفعت انّ «المريض لا يمكنه ممارسة الرياضة. وبعد انتهاء العلاج، يقيّم الطبيب حالة العضلة ومدى تحسّنها، ويقرّر مدى قدرة المريض على القيام بمجهود أو تمارين رياضية. ويعود بعض المرضى إلى حالتهم الطبيعية، ولكن يكون الالتهاب عند بعضهم الآخر قوياً جداً، وقد يحتاجون إلى زراعة قلب».
ويضيف: «إنّ زراعة الأعضاء في لبنان ليست متوافرة كثيراً، لاسيما القلب. لذا، قد نحتاج إلى زراعة جهاز نحاسي (بمثابة قلب اصطناعي) في حال عجزنا عن تقوية القلب من خلال الأدوية».

الوقاية
قدّم د. مروان بعض النصائح الأساسية للوقاية من التهاب عضلة القلب، قائلاً: «كلنا معرّضون لالتقاء الفيروسات، ومنها الأنفلونزا. لذا، ننصح كبار السن ومن يعمل في المستشفيات، والنساء الحاملات، وغيرهم... بتَلقّي اللقاحات اللازمة لحمايتهم من أمراض قد توصلهم إلى التهاب عضلة القلب.
وهناك وسائل وقاية بالنسبة إلى المرضى الذين يتناولون أدوية معينة، قد تسبب هذه المشكلة أيضاً. فخلال تناول أدوية السرطان مثلاً، على طبيب القلب أن يُشرف على حالة المريض كي لا تحدث مضاعفات والتهابات في عضلة قلبه. هذا بالإضافة الى انّ مرضى داء المفاصل معرّضون أيضاً، ويجب مراقبة صحة قلوبهم.
بالإضافة إلى ذلك، حاولوا جميعاً تَجنّب كل مكان فيه نسبة عالية من أول أوكسيد الكربون، وتجنّبوا اللسعات أثناء التخييم مثلاً. والأهم الأهم هو عدم تجاهل العوارض، واستشارة طبيب القلب عند ظهورها. فكلما تم تشخيص التهاب عضلة القلب وعلاجه بسرعة، كانت الحال أفضل. فالانتظار والمماطلة قبل استشارة الطبيب يشكلان المزيد من المضاعفات والمشاكل، مثل تليفات العضلة».

الأكثر قراءة