تخطو تقنيات الواقع المعزّز والواقع الإفتراضي بخطى ثابتة نحو التوسع في إقتحام مزيد من المجالات والتطبيقات. فقد دخلت تقنيات الواقع المعزّز منذ فترة قصيرة في مجال الرياضة، وإقتصرت إستخداماتها على تعزيز تجربة مشاهدة المباريات الرياضية ومتابعة الرياضات المختلفة. ومن المتوقع في المستقبل القريب أن تصبح تجربة مشاهدة المباريات الرياضية من خلال نظارات الواقع المعزّز أمراً شائعاً، بحيث يستطيع محبّو الرياضة الحصول على جولة داخل الملاعب والتحرك بحرّية لمشاهدة رياضتهم المفضلة من كافة الزوايا الممكنة، وكأنهم موجودون داخل الملعب.

التدريب والتأهيل
أما الخطوة الأكثر تقدّماً، فهي تطوّر هذه التقنية إلى درجة دخولها في مجال التدريب الرياضي وتأهيل اللاعبين، والمساعدة في تنشئة المواهب الرياضية. وهذه الإستخدامات تنحصر حالياً على فئة الهواة فقط، وليس في مجال التدريبات الإحترافية. وفي هذا السياق تسعى شركات عالمية عدة إلى تغيير هذا التوجّه في المستقبل القريب، بحيث من المتوقع أن تشهد معارض الإلكترونيات العالمية التي قد تجري فعالياتها في الربع الأخير من العام الحالي، إستعراض منتجات وتقنيات عدة ربما تجعل من إستخدام الواقع المعزّز وسيلةً موثوقاً بها في مجال التدريب الرياضي الإحترافي. من بين تلك التقنيات ما طوّرته شركة «Sense Arena»، وهو عبارة عن نظام متكامل للواقع الإفتراضي يُستخدم لتدريب اللاعبين، وأيضاً إعادة تأهيل المحترفين من بينهم قبل عودتهم الى الملاعب إثر إصابات بدنية سابقة. وبحسب الشركة، فقد أشارت الى أنّ هذا النظام يمكن إستخدامُه في جميع الرياضات البدنية العنيفة التي يواجه فيها اللاعبون مخاطر الإصابة.

وهذا ما يجعل إستخدام نظام إفتراضي للتدريب والتأهيل أمراً منطقياً. ويضع نظام الواقع المعزَّز الذي طوّرته الشركة، اللاعب في بيئة تخيلية إفتراضية تحاكي الواقع تماماً، يستخدم فيها التقنيات والمعدات نفسها كما لو كان في مبارة فعلية. ويمكن ضبط النظام لتنفيذ عدة سيناريوهات تدريبية، بالإضافة إلى نظام دقيق لتسجيل أداء اللاعب وتركيزه، ودقة حركاته. وأجرت الشركة إختبارات فعلية للنظام للتأكد من فعاليته في مجال التدريب والتأهيل. وأكدت الشركة عزمها تطوير هذا النظام ليتوافق مع العديد من الألعاب الرياضية، وذلك بعد أن إنتهت من تطويره حالياً ليتماشى بشكل كامل مع رياضة الهوكي بمختلف أنواعها