انتظر التجّار في عكار هذه الفترة علّ نسبة المبيعات ترتفع، إلّا أنّ الأمور مكانك راوِح، وأيام ما قبل الأعياد هذه المرة حركتها أضعف حتى من الأيام العادية.
وفي جولة على أصحاب المحلات في أسواق عكّار المعروفة في حلبا والعبدة يتّضح لك الأمر عن كثب. هذا الأمر ينسحب أيضاً على المحلات في داخل القرى والبلدات والتي كما أشار أصحابها بأنهم يتّجهون نحو الإقفال بعد الأعياد، فلا مجال لمراكمة الخسارة وتكديس الديون التي لم تعد هناك القدرة على الوفاء بها.
صوتُ التجار
التجار وأصحاب المحلات في أسواق عكّار رفعوا الصوت عبر «الجمهورية» ناقمين: «كل سنة أسوأ من سابقتها وأوضاعنا باتت مذريةً جداً والديون أكلتنا، ونحن لا نزال في محلاتنا رغم كل شيء فقط لأننا نكره «قعدة البيت».
وقالوا «كل يوم نفتح من الصباح حتى المساء ننتظر و«هيّي هيّي» لا شيء يتغيّر. البضائع متراكمة، لا بيع، لا زبائن ولا مَن يحزنون، لدرجة نشتهي معها رؤية الزبائن في محلاتنا. رفعُ الصوت لم يعد مجدياً لدى أصحاب المحلات الذين ملّوا كلّ شيء ويؤكدون: «أن لا أحد يسمع شكوانا، فأهلُ السياسة ومَن يملكون حلّ المشكلات هم بأحسن حال فلن ينظروا إلى أحوالنا ولا تعنيهم».
وحدها محلات بيع زينة الأعياد لم تتأثر كثيراً بالأزمة خصوصاً مَن وقّع منها عقوداً مع بلديات في المنطقة التي تشتري أشجار الزينة وإنارتها، لكنّ واقعَ الحال في المجمل لا يشي بأية حركة تجارية منتظمة، وما انتظره الناس والتجار من الأعياد أن تحرّك الوضع لم يحصل.
الأوضاع الإقتصادية صعبة
يرجّح المتابعون للوضع أنّ الأمور عائدة إلى الوضع الإقتصادي المتردّي الذي تعيشه البلاد، وغياب فرص العمل والإستثمارات في منطقة عكّار التي تعاني الحرمانَ والتهميش، فالناس اليوم يفضلون شراء القوت اليومي في أحسن الأحوال وإن كان هناك لديهم قليل من المال فلا مجال لصرفها هنا أو هناك لأنه في ظلّ غياب الإستقرار لا أحد يعلم ماذا يخبّئ اليوم التالي.
الحفريات
على الطريق في اتّجاه حلبا تزيد الحفريات من الزحمة، هنا حركة الناس باتّجاه مركز المحافظة أو مكتب الضمان أو مركز التعاونية أو غيرها من المراكز الحكومية الموجودة في حلبا، لكنها ليست أبداً حركة الزبائن باتّجاه المحلات التجارية.
إنه السكون أو السكوت المطبق الذي يخيّم على الأسواق العكّارية التي من المفترض بها في مثل هذه الأيام أن تعجّ بالحركة وضجيج الزبائن هذا يشتري وذاك يفاصل، لكنّ رياح السوق تجري عكس ما يشتهيه التجار.